[لمع]:
  الأَلْمَعِيُّ الَّذِي يَظُنُّ بِكَ الظَّ ... نَّ كَأَنْ قَدْ رَأَى وَقَدْ سَمِعَا
  قالَ الجَوْهَرِيّ: نُصِبَ الأَلْمَعِيُّ بفِعْلٍ مُتَقَدِّمٍ، وفي العُبَابِ: يُرْفَعُ الأَلْمَعِيُّ بخَبَرِ إِنَّ، ويُنْصَبُ نَعْتاً لِلَّذِي جَمَعَ، ويَكُونُ خَبَرُ إِنَّ - بَعْدَ خَمْسَةِ أَبْيَاتٍ -:
  أَوْدَى فلا تَنْفَعُ الإِشاحَةُ مِنْ أَمْ ... رٍ لِمَنْ قَدْ يُحَاوِلُ البِدَعَا
  وشاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ طَرَفَةَ - أَنْشَدَه الأَصْمَعِيُّ -:
  وِكائِنْ تَرَى مِنْ يَلْمَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ ... وِلَيْسَ لَه عِنْدَ العَزَائِمِ جُولُ
  قُلْتُ: وأَمّا شاهِدُ الأَوَّلِ فقَوْلُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ، ¥: -
  وِغَيَّرَنِي ما غار قَيْساً ومالِكاً ... وِعَمْراً وجوناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا(١)
  قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ - فِيما نَقَلَ عَنْهُ أَبُو عَدْنَانَ -: يُقَالُ: هُوَ الأَلْمَعُ، بمَعْنَى الأَلْمَعِيِّ، قالَ: وأَرادَ مُتَمِّمُ بقَوْلِه أَلْمَعَا أَيْ جَوْناً(٢) الأَلْمَعَ، فحذَفَ الأَلِفَ والَّلامَ، وفي البَيْتِ وُجُوهٌ أُخَرُ يَأْتِي بَيانُهَا قَرِيباً.
  وِاليَلامِعُ من السِّلاحِ: ما بَرَق، كالبَيْضَةِ والدِّرْعِ، واحِدُهَا اليَلْمَعُ.
  وِحَكَى الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ، قالَ: الأَلْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: الكَذَّابُ مَأْخُوذٌ مِنَ اليَلْمَعِ، وهُوَ السَّرَابُ(٣)، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ما عَلِمْتُ أَحَدًا قالَ في تَفْسِيرِ اليَلْمَعِيِّ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ ما قَالَهُ اللَّيْثُ، قال: وقد ذَكَرْنا ما قَالَهُ الأَئِمَّةُ في الأَلْمَعِيِّ، وهو مُتَقَارِب يُصَدِّقُ بَعْضُه بَعْضاً، قالَ: والَّذِي قالَهُ اللَّيْثُ باطِل؛ لأَنَّه عَلَى تَفْسِيرِه ذَمٌّ، والعَرَبُ لا تَضَعُ الأَلْمَعِيَّ إِلّا في مَوْضِعِ المَدْحِ، وقالَ غَيْرُه: الأَلْمَعِيُّ واليَلْمَعِيُّ: هُوَ المَلّاذُ، وهُوَ الّذِي يَخْلِطُ الصِّدْقَ بالكَذِبِ.
  وِاللُّمْعَةُ بالضَّمِّ: قِطْعَة مِنَ النَّبْتِ إِذَا أَخَذَتْ فِي اليُبسِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهُوَ مَجاز، ج: لِماعٌ، ككِتاب، ونُقِلَ عن ابنِ السِّكِّيتِ قالَ: لُمْعَةٌ قَدْ أَحَشَّتْ، أَي: قَدْ أَمْكَنَتْ لأَنْ تُحَشَّ، وذلِكَ إِذا يَبِسَتْ، واللُّمْعَةُ: المَوْضِعُ الَّذِي يَكْثُرُ فيهِ الخَلَى، ولا يُقَالُ لَهَا لُمْعَة حَتّى تَبْيَضَّ، وقِيلَ: لا تَكُونُ اللُّمْعَةُ إِلّا مِنَ الطَّرِيفَةِ والصِّلِّيانِ إِذا يَبِسَا، تَقُولُ العَرَبُ: وقَعْنَا فِي لُمْعَةٍ مِنْ نَصِيٍّ وصِلِّيانٍ، أَي: في بُقْعَةٍ مِنْهَا ذاتِ وَضَحٍ؛ لِمَا نَبَتَ فِيهَا مِنَ النَّصِيِّ، وتُجْمَعُ لُمَعاً.
  وِاللُّمْعَةُ: الجَمَاعَةُ مِنَ النّاسِ، والجَمْعُ لُمَعٌ، ولماعٌ، قالَ القَطامِيُّ:
  زَمانَ الجَاهِلِيَّةِ كُلُّ حَيٍّ ... أَبَرْنَا مِنْ فَصِيلَتِهِم لِماعَا
  وِاللُّمْعَةُ فِي غَيْرِ هذا: المَوْضِعُ: الَّذِي لا يُصِيبُه الماءُ في الوضوءِ أَو الغُسْلِ، وهُو مَجَاز، ومِنْهُ الحَدِيثُ: «أَنَّه اغْتَسَلَ فرَأَى لُمْعَةً بمَنْكِبِه، فَدَلَكَهَا بِشَعْرِهِ» أَرَادَ بُقْعَةً يَسِيرَةً مِنْ جَسَدِه. لَمْ يَنَلْهَا الماءُ، وهِيَ في الأَصْلِ قِطْعَةٌ مِنَ النَّبْتِ إِذا أَخَذَتْ في اليُبْسِ، وفي حَدِيثِ الحَيْضِ: «فَرَأَى بهِ لُمْعَةً مِنْ دَمٍ».
  وِمِنَ المَجَازِ: اللُّمْعَةُ: البُلْغَةُ مِنَ العَيْشِ يُكْتَفَى بهِ.
  وِاللُّمْعَةُ مِنَ الجَسَدِ: نَعْمَتُه، وبَرِيقُ لَوْنِه قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ:
  تُكْذِبُ النُّفوسَ لُمْعَتُها ... وِتَحُورُ بعدُ آثارًا(٤)
  وِمن المَجَازِ: مِلْمَعَا الطّائِر، بالكَسْرِ: جَناحاهُ، يُقَالُ: خَفَقَ بمِلْمَعَيْهِ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ ¥:
  لَهَا مِلْمَعَانِ إِذَا أَوْغَفَا ... يَحُثّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَى
  أَوْغَفَا: أَسْرَعا، والوَحَى: الصَّوْتُ، أَرادَ حَفِيفَ جَناحَيْهَا.
  وِأَلْمَعَ الفَرَسُ والأَتانُ، وأَطْباءُ الَّلبُؤَةِ: إِذا أَشْرَفَ هكذا بالفاءِ في سائِره النُّسَخِ، والصَّوابُ بالقافِ، أَي أَشْرَقَ ضَرْعُها للحَمْلِ، واسْوَدَّتَ الحَلَمَتَانِ باللَّبَنِ، قالَ
(١) روايته في المفضليات، رقم ٦٧.
وِغيرني ما غال ... وعمراً وجزءاً
(٢) كذا بالأصل واللسان والتهذيب، وانظر ما تقدمت الإشارة إليه في الحاشية السابقة.
(٣) الأصل واللسان وفي التهذيب: الشراب.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تكذب إلخ كذا بالأصل واللسان وهو غير متّزن، وليحرر» والذي في التهذيب: تكذب النفوس.