تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع العين

صفحة 443 - الجزء 11

  الأَصْمَعِيُّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُ الأَتَانِ وصارَ فِي ضَرْعِها لُمَعُ سَوَادٍ فَهِيَ مُلْمِع، وقالَ في كِتابِ الخَيْلِ: إِذا أَشْرَقَ ضَرْعُ الفَرَسِ للحَمْلِ قِيلَ: أَلْمَعَتْ، قالَ: ويُقَالُ ذلِكَ لكُلِّ حافِرٍ، وللسِّباعِ أَيْضاً، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الإِلْماعُ في ذَوَاتِ المِخْلَبِ والحافِرِ: إِشْرَاقُ الضَّرْعِ، واسْوِدادُ الحَلَمَةِ باللَّبَنِ للحَمْلِ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِلَبِيدٍ ¥:

  أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحَقَبَ لاحَهُ ... طَرَدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وكِدَامُهَا

  وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ ¥:

  فَكَأَنَّهَا بَعْدَ الكَلالَةِ والسُّرَى ... عِلْجٌ تُغَالِبُهُ قَذُورٌ مُلْمِعُ

  القَذُورُ: الأَتانُ السَّيِّئَةُ الخُلُقِ.

  وِقالَ اللّيْثُ: أَلْمَعَتِ الشّاةُ بذَنَبِها، فَهِيَ مُلْمِعَةٌ ومُلْمِعٌ: رفَعَتْهُ ليُعْلَمَ أَنَّهَا قَدْ لَقِحَتْ.

  قال: وأَلْمَعَتِ الأُنْثَى: إِذا تَحَرَّكَ الوَلَدُ فِي بَطْنِهَا، قولُه: والأُنْثَى، لَيْسَ في عِبَارَةِ اللَّيْثِ، وإِنّما ساقَ هذِهِ العِبَارَةَ بَعْدَ قَوْلِه: أَلْمَعَت النّاقَةُ بذَنبِهَا، وهِيَ مُلْمِعٌ: رَفَعَتْهُ فعُلِمَ أَنَّهَا لاقِح، وهِي تُلْمِعُ إِلْماعاً: إِذا حَمَلَتْ، ثُمَّ قالَ: وأَلْمَعَتْ، وهِيَ مُلْمِعٌ أَيْضاً: تحَرَّكَ وَلَدُهَا في بَطْنِهَا، ولَمَعَ ضَرْعُهَا: [لَوَّنَ]⁣(⁣١) عِنْدَ نُزُولِ الدِّرَّةِ فِيهِ، وكأَنَّه فَرَّ مِنْ إِنْكَارِ الأَزْهَرِيِّ عَلَى اللَّيْثِ، حَيْثُ قالَ: لَمْ أَسْمَعِ الإِلْمَاعَ فِي النّاقَةِ لغَيْرِ اللَّيْثِ، إِنّمَا يُقَالُ للنّاقَةِ: مُضْرِعٌ، ومُرْمِدٌ، ومُرِدٌّ، فقَوْلُه: أَلْمَعَتْ بذَنَبِهَا شَاذٌّ، وكلامُ العَرَبِ: شالَتِ النّاقَةُ بذَنَبِهَا بَعْدَ لِقاحِها، وشَمَذَتْ، واكْبارَّتْ⁣(⁣٢)، فإِنْ فَعَلَتْ ذلِكَ مِنْ غَيْرِ حَبَلٍ قِيلَ: قَدْ أَبْرَقَتْ، فَهِيَ مُبْرِقٌ، وقد أَشَارَ إِلى مِثْلِ هذا الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ، وذَكَرَ إِنْكَارَ الأَزْهَرِيِّ، وكذلِكَ صاحِبُ اللِّسَانِ، وأَمّا فِي العُبَابِ فسَكَتَ عَلَيْهِ، ولَيْسَ فيهِ أَيْضاً لَفْظُ الأُنْثَى، وعَلَى كُلِّ حالٍ فكَلامُ المُصَنِّفِ لا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ خَفِيٍّ يُتَأَمَّلُ فِيهِ.

  وِقالَ أَبُو عَمْرو: أَلْمَعَ بالشَّيْءِ وأَلْمَأَ بهِ، وكذا: أَلْمَعَ عَليهِ: إِذا اخْتَلَسَه، وقالَ ابنُ بزُرْجَ: سَرَقَهُ، وقالَ غَيْرُه: أَلْمَعَ بِمَا فِي الإِناءِ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ: ذَهَبَ بهِ، وبِهِ فُسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ مُتَمِّم بن نُوَيْرَةَ السّابِقُ:

  بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا

  يَعْنِي ذَهَبَ بِهِمَا الدَّهْرُ، والأَلِفُ للإِطْلاقِ، وقِيلَ: أَرادَ [بقوله: أَلمعا]⁣(⁣٣) اللَّذَيْنِ مَعَاً، وهُوَ قَوْلُ أَبِي عَمْرٍو، وحُكِيَ عن الكِسَائِيِّ أَنَّه قال: أَرادَ مَعاً، فأَدْخَلَ الأَلِفَ والّلامَ، وكذلِكَ حَكَى مُحَمَّدُ بنُ حَبِيب عَنْ خالِدِ بنِ كُلْثُوم.

  كالْتَمَعَهُ وتَلَمَّعَهُ يُقَالُ: الْتَمَعْنَا القَوْمَ، أَي: ذَهَبْنَا بِهِمْ، ومِنْهُ قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ لِرَجُلٍ شَخَصَ بَصَرَه إِلى السّمَاءِ في أَي: يُخْتَلَسُ ويُخْتَطَفُ بِسُرْعَةٍ وشاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ الَّذِي تَقَدَّمَ في إِحْدَى الرِّوايَتَيْنِ «فحِدَوٌّ، تَلَمَّعُ» أَي: تَخْتَطِفُ فِي انْقِضاضِها.

  وِالبِلادُ: صارَتْ فِيها لُمْعَةٌ مِنَ النَّبْتِ، وذلِكَ حِينَ كَثُرَ كَلَؤُهَا، واخْتَلَطَ كلأُ عامٍ أَوَّلَ بكَلإٍ العامِ، نَقَلَه ابنُ السِّكِّيتِ.

  وِالتَّلْمِيعُ في الخَيْلِ: أَنْ يَكُونَ في الجَسَدِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سائِرَ لَوْنِهِ، فإِذا كانَ فِيهِ اسْتِطالَةٌ فهُوَ مُوَلَّع، كَما في الصِّحاحِ، يُقَال: فَرَسٌ مُلَمَّعٌ، وقد يَكُونُ التَّلْمِيعُ في الحَجَرِ والثَّوْبِ، يَتَلَوَّنُ أَلْواناً شَتَّى، يُقَالُ: حَجَرٌ مُلَمَّعٌ، وثَوْبٌ مُلَمَّعٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

  اللُّمُوعُ، بالضَّمِّ، واللَّمِيعُ كأَمِير، والتِّلِمّاعُ كتِكِلّامٍ، والتَّلَمُّع: الإِضاءَةُ، قالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيُّ:

  وِأَعْفَتْ تِلِمَّاعاً بزَأْرٍ كأَنَّهُ ... تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه يَتَكَلَّدُ⁣(⁣٤)

  وأَرْض مُلْمِعَة، كمُحْسِنَة، ومُحَدِّثَةٍ، ومُعَظَّمَةٍ: يَلْمَعُ فِيها السَّرَابُ، وقَدْ أَلْمَعَتْ، ولَمَعَتْ.

  وخَدٌّ مُلْمَعٌ، كمُكَرَمٍ: صَقِيلٌ.

  وِأَلْمَعَ إِلْماعاً: أَشارَ بِيَدِه، وأَلْمَعَتِ المَرْأَةُ بسِوارِهَا كذلِكَ.


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) في التهذيب: «واكتارت» وزيد أيضاً: وعَسَرت.

(٣) زيادة عن التهذيب، ويفهم من عبارته أنه من قول شمر. وعناه في التكملة لأبي عمرو.

(٤) لم أجده في ديوان الهذليين في شعر أمية، وهو بهذه الرواية في اللسان.