تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع العين

صفحة 474 - الجزء 11

  ويَمِيلُ، والمُرَادُ الأَوّلُ، أَي: طُوبَى للمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ هَجَرُوا أَوْطَانَهُمْ فِي اللهِ تَعَالَى، وقِيلَ: نُزّاعُ القَبَائِلِ: غُرَبَاؤُهُم الَّذِينَ يُجاوِرُونَ قَبَائِلَ لَيْسُوا مِنْهُمْ، ويُرْوَى: «قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن الغُرَبَاءُ؟ قالَ: الَّذِينَ يُصْلِحُونَ ما أَفْسَدَ النّاسَ».

  وِمِنَ المَجَازِ: النَّزِيعُ: مَنْ أُمُّه سَبِيَّةٌ ومِنْهُ قَوْلُ المَرّارِ بنِ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيِّ:

  عَقَلْتُ نِساءَهُم فِينَا حَدِيثاً ... ضَنِينَ المالِ والوَلَدَ النَّزِيعَا

  عَقَلْتُ، أَي: رأَيْتُ، وضَنِينَ المالِ، أَي: أَكْثَرْن مِنْه.

  وِمن المَجَازِ: النَّزِيعُ: البَعِيدُ، ومِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمّاحِ يَصِفُ حَمَامَةً:

  بَرَتْ لَكَ حَمّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ ... وِدَاعٍ دَعَا مِنْ خُلَّتَيْكَ نَزِيعُ⁣(⁣١)

  وقِيلَ: النَّزِيعُ هُنَا: هو الغَرِيبُ، وكِلاهُمَا صَحِيحٌ، وكذلِكَ فِي قَوْلِ الحُطَيْئَةِ:

  وِلَمّا جَرَى فِي القَوْمِ بَيَّنْتُ أَنَّهَا ... أَجارِيُّ طِرْفٍ في رِباطِ نَزِيعِ

  وِالنَّزِيعُ: المَقْطُوفُ المَجْنِيُّ، ومِنْهُ قَوْلُ الشَّمّاخِ يَصِفُ وَكْرَ عُقابٍ:

  تَرَى قِطَعاً مِنَ الأَحْنَاشِ فِيها ... جَماجِمُهُنَّ كالخَشْلِ النَّزِيعِ

  والخَشْلُ: المُقْلُ.

  وِالنَّزِيعُ: البِئْرُ القَرِيبَةُ القَعْرِ، تُنْزَعُ دِلاؤُهَا بالأَيْدِي نَزْعاً، لقُرْبِهَا. كالنَّزُوعِ فَعُولٌ للمَفْعُولِ كالرَّكُوبِ، والجَمْعُ نُزّاعٌ.

  وِبِلا لامٍ: نَزِيعُ بنُ سُلَيْمَانَ الحَنَفِيُّ الشّاعِرُ ذَكَرَهُ الحافِظُ في التَّبْصِيرِ.

  وِمِنَ المَجَاز: النَّزِيعَةُ مِنَ النَّجَائِبِ: الَّتِي تُجْلَبُ إِلَى غَيْرِ بِلادِهَا ومَنْتِجِها من النَّجائِبِ. هذا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ، ووُجِدَ في بَعْضِ النُّسَخِ: «إِلَى بِلادِ غَيْرِهَا» وهُو غَلَطٌ، ومِنْهُ حَدِيثُ ظَبْيَانَ: «إِنَّ قَبَائِلَ مِنَ الأَزْدِ نَتَّجُوا فِيهَا النَّزائعِ» أَي: نَتَجُوا بِها إِبِلاً انْتَزعُوهَا مِنْ أَيْدِي النّاسِ، وقِيلَ: النَّزائِعُ مِنَ الخَيْلِ: الَّتِي نَزَعَتْ إِلَى أَعْرَاقٍ مِنَ اللِّحَاحِ، وفِي الأَسَاسِ: ومِنَ المَجَازِ: خَيْلٌ نَزَائِعُ: غَرَائِبُ نُزِعَتْ⁣(⁣٢) عَنْ قَوْمٍ آخَرِينَ.

  وعِنْدَهُ نَزِيعٌ ونَزِيعَةٌ: نَجِيبٌ ونَجِيبَةٌ مِنْ غَيْرِ بلادِهِ، كما في العُبَابِ، وفي المُحْكَمِ: مِنْ أَيْدِي الغُرَبَاءِ، وفي التَّهْذِيبِ: مِنْ أَيْدِي قَوْمٍ آخَرِينَ، ومِثْلُه في الصِّحاحِ.

  وِمِنَ المَجَازِ: النَّزِيعَةُ: المَرْأَةُ الَّتِي تَتَزَوَّجُ فِي غَيْرِ عَشِيرَتِهَا وبَلَدِهَا فتُنْقَلُ، ج: نَزَائِعُ ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ: «قَالَ لِآلِ السّائِبِ: قَدْ أَضْوَيْتُمْ فانْكِحُوا فِي النَّزائِعِ» أَيْ فِي الغَرَائِبِ مِنْ عَشِيرَتِكُمْ.

  وِغَنَمٌ نُزَّعٌ، كرُكَّع: حَرَامَى، تَطْلُبُ الفَحْلَ، كَما فِي الصِّحاحِ.

  وِالمِنْزَعُ كمِنْبَرٍ: السَّهْمُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وزَادَ الصّاغَانِيُّ: الَّذِي يُنْتَزَعُ بهِ، وفِي اللِّسَانِ: الَّذِي يُرْمَى به أَبْعَدَ ما يُقْدَرُ عليهِ؛ لِتُقَدَّرَ بهِ الغَلْوَةُ، قالَ الأَعْشَى:

  فَهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيشِ مِنَ الشَّوْ ... حَطِ غالَتْ بهِ يَمِينُ المُغَالِي⁣(⁣٣)

  وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: المِنْزَعُ: حَدِيدَةٌ لا سِنْخَ لَها، إِنَّمَا هِيَ أَدْنَى حَدِيدَةٍ لا خَيْرَ فِيهَا، تُؤْخَذُ وتُدْخَلُ فِي الرُّعْظِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صائِداً غلبَتْ كِلابُه:

  فَرَمَى فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ

  قال ابْنُ بَرِّيٍّ: هكَذَا وُجِدَ بخَطِّهِ، والصّوابُ:

  فَرَمَى لِيُنْفِذَ فَرَّهَا فهَوَى لَهُ ... سَهْمٌ فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ⁣(⁣٤)


(١) ديوانه ص ٢٨٥ وبالأصل «حلتيك» والمثبت عن الديوان.

(٢) في الأساس: «نزعن».

(٣) كذا بالأصل والبيت لعبيد بن الأبرص وهو في ديوانه ص ١١٦ برواية «شمال المغالي» وهو من قصيدة له مطلعها:

ليس رسم على الدفين ببالي ... فلوى ذروةٍ فجنبي أَثالِ

(٤) هذه رواية ديوان الهذليين ١/ ١٥ وبالأصل «فأنزع» بدل «فأنفذ». ورواية الصحاح المطبوع أيضاً ولعل ابن بري وقف على نسخة أخرى للصحاح.