تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسع]:

صفحة 477 - الجزء 11

  وغَنَمٌ نُزُعٌ، بضَمَّتَيْنِ: لُغَةٌ فِي نُزَّعٍ، كرُكَّعَ: بِها نِزاعٌ، وهو طَلَبُ الفَحْلِ، وشاةٌ نازِعٌ.

  وِالنَّزائِعُ مِنَ الرِّيَاحِ: هي النُّكْبُ، سُمِّيَتْ لِاخْتِلافِ مَهابِّها، وهُو مَجَازٌ، وفِي الأَسَاسِ: بَيْنَ رِيحَيْنِ.

  ورَجُلٌ مِنْزَعٌ، كَمِنْبَرٍ: شَدِيدُ النَّزْعِ.

  وماءٌ بَعِيدُ المَنْزِعِ، وهُوَ المَوْضِعُ الّذِي يُنْزَعُ منه.

  وِنازَعْتُه عَلَى البِئْرِ: نَزَعْتُ مَعَه.

  ورَآه مُكِبًّا عَلَى الشَّرِّ فاسْتَنْزَعَه: سَأَلَه أَنْ يَنْزِعَ عَنْهُ.

  ويُقَالُ: فُلانٌ يَنْزعُ بحُجَّتهِ: إِذا كانَ يَحْضُرُ بها، وهو مَجَازٌ، ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً}⁣(⁣١).

  ويُقَالُ: نَزَعَ يَدَهُ مِنَ الطّاعَةِ، وخَرَجَ عاصِياً نازِعَ يَدٍ، وهو مَجازٌ، وتَنَازَعُوا.

  والخَيْلُ تُنَازِعُ فارِسَهَا العِنَانَ.

  وِالمُنَازَعَةُ: المُنَاوَلَةُ، يُقَال: نازَعَهُ كَأْسَ الكَرَى.

  وفَلاةٌ نَزُوعٌ: بَعِيدَةٌ.

  وِنَزّاعَةُ الشَّوى: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ عِنْدَ شِعْبِ الصَّفَا، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وياقُوت.

  وِالنُّزَاعَةُ، كثُمامَةٍ: ما انْتَزَعْتَه بيَدِكَ، ثُمَّ ألْقَيْتَه.

  [نسع]: النِّسْعُ، بالكَسْرِ: سَيْرٌ يُنْسَجُ، أَي: يُضْفَرُ عَرِيضاً عَلَى هَيئَةِ أَعِنَّةِ النِّعَالِ، تُشَدُّ بِهِ الرِّحَالُ، والقِطْعَةُ مِنْه نِسْعَةٌ، وسُمِّيَ نِسْعاً لطُولِه، وفِي الصِّحاحِ: النِّسْعَةُ: الّتِي تُنْسَجُ عَرِيضاً للتَّصْدِيرِ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، وفِي النِّهَايَةِ: هُوَ سَيْرٌ مَضْفُورٌ يُجْعَلُ زِمَاماً للبَعِيرِ وغَيْرِه، وقَد تُنْسَجُ عَرِيضَةً، تُجْعَلُ عَلَى صَدْرِ البَعِيرِ، قالَ عَبْدُ يَغُوثَ:

  أَقُولُ وقَدْ شَدُّوا لِسَانِي بنِسْعَةٍ

  وجَعَلَ الجَوْهَرهيُّ النِّسْعَ، بالكَسْرِ، جَمْعاً للنِّسْعَةِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وقَدْ جاءَ فِي شِعْرِ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ النِّسْعُ للواحِدِ، قالَ:

  رَأَتْنِي بنِسْعَيْهَا فرَدَّتْ مَخافَتِي ... إِلى الصَّدْرِ رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ⁣(⁣٢)

  ج: نُسْعٌ، بالضَّمِّ، كَما فِي المُحْكَمِ، ونِسَعٌ كعِنَبٍ، وأَنْساعٌ، ونُسُوعٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للأَعْشَى:

  تَخالُ حَتْماً عَلَيْهَا كُلَّما ضَمَرَتْ ... مِن الكَلَالِ بأَنْ تَسْتَوْفِيَ النِّسَعَا

  وقالَ الرّاجِزُ:

  عالَيْتُ أَنْسَاعِي وجِلْبَ الكُورِ

  وقالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ:

  وِقَدْ عُلِقَتْ حَدَائِدُهَا وحُلَّتْ ... جَنائِبُها فزايَلَتِ النُّسُوعَا

  وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ لِلْبِطَانِ والحَقَبِ: هُمَا النِّسْعَانِ.

  وِنَسَعَتِ الأَسْنَانُ، كمَنَعَ، نَسْعاً ونُسُوعاً: انْحَسَرَتِ اللِّثَةُ عَنْهَا واسْتَرْخَتْ، يُقَالُ: نَسَعَ فُوهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للرّاجِزِ:

  وِنَسَعَتْ أَسْنَانُ عَوْدٍ فانْجَلَعْ ... عُمُورُها عَنْ ناصِلاتٍ لَمْ تَذَعْ⁣(⁣٣)

  كنَسَّعَتْ تَنْسِيعاً، وهذا عَن الأَصْمَعِيِّ، قالَ: تَنْسِيعُ الأَسْنَانِ: أَنْ تَطُولَ وتَسْتَرْخِيَ حَتّى تَبْدُوَ أَصُولُهَا الَّتِي كانَتْ تُوارِيها اللِّثَةُ، وتَنْحَسِرَ اللِّثَةُ عَنْهَا.

  وِقال ابنُ دُرَيْدٍ: نَسَعَتْ ثَنِيَّتاهُ: خَرَجَتَا مِنَ العَمْرِ، وكذلِكَ نَسَغَتْ بالغينِ.

  وِنَسَعَ فِي الأَرْضِ: إِذا ذَهَبَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِقالَ اللَّيْثُ: نَسَعَتِ المَرْأَةُ نَسْعاً ونُسُوعاً: طالَ ظَهْرُهَا، أَوْ سِنُّهَا، أَو بَطْنُهَا هكَذَا هُو في سائِرِ النُّسَخِ، وهُوَ


(١) سورة القصص الآية ٧٥.

(٢) رواية الديوان:

فجئت بخبليها فردت مخافتي ... إلى النفس روعاء الجنان فروق

وفي الأساس روع:

رأتني بحبليها فصدت مخافة ... وِفي الحبل روعاء الفؤاد فروق

(٣) في اللسان: لم يدع.