تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسع]:

صفحة 478 - الجزء 11

  غَلَطٌ، صَوَابُه: «أَو بَظْرُها» كَمَا هُوَ نَصُّ العَيْنِ والعُبَابِ واللِّسَانِ.

  وِعن الأَعْرَابِيِّ⁣(⁣١) النِسْع بالكسر هو المفصلُ بين الكفِّ والسَّاعدِ وكذلك السِنع وقد تقدم.

  وِقالَ الأَصْمَعِيُّ: النِّسْعُ: اسْمُ رِيحِ الشَّمَالِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: سُمِّيَتِ الشَّمالُ نِسْعاً لِدقَّةِ مَهَبِّها، شُبِّهَتْ بالنِّسْعِ المَضْفُورِ مِنَ الأَدِيمِ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: رِيحٌ نِسْعِيَّةٌ، كالمِنْسَعِ، كمِنْبَرٍ، هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ صَوَابُه: «كالمِسْعِ» بكَسْرِ المِيمِ، كَما هُوَ نَصُّ الأَصْمَعِيِّ فِي الصِّحاحِ، ومِثْلُه في اللِّسَانِ والعُبَابِ، وقال شَمِرٌ: هُذَيْلُ تُسَمِّي الجَنُوبَ مِسْعاً، قالَ: وسَمِعْتُ بَعْضَ الحِجَازِيِّينَ يَقُول: هو يُسْعٌ، وغَيْرُهُم يَقُول: هُوَ نِسْعٌ، وزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ المِيمَ بَدَلٌ من النُّونِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لقَيْسِ بنِ خُوَيلِدٍ⁣(⁣٢):

  وَيْلُمِّها لِقْحَةً إِمّا تُؤَوِّبُهُمْ ... نِسْعٌ شَآمِيَةٌ فِيها الأَعَاصِيرُ

  وِنِسْع⁣(⁣٣): د، أَو جَبَلٌ أَسْوَدُ، بَيْنَ الصَّفْراءِ ويَنْبُعَ، قالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

  سَلَكْتُ سَبِيلَ الرّائِحاتِ عَشِيَّةً ... مَخارِمَ نِسْعٍ أَوْ سَلَكْنَ سَبِيلِي

  وِقالَ ابنُ الأَثِيرِ: نِسْعٌ: مَوْضِعٌ بالمَدِينَةِ، وهُوَ الَّذِي حَماهُ النَّبِيُّ ÷ والخُلَفَاءُ، وهُوَ صَدْرُ وادِي العَقِيقِ.

  وِأَنْسَعَ الرَّجُلُ: إِذا دَخَلَ فِيهَا، أَي: في رِيحِ الشَّمَالِ.

  وِقالَ أَبُو عَمْرٍو: أَنْسَعَ فُلانٌ: إِذا⁣(⁣٤) كَثُرَ أَذاهُ لجِيرَانِه.

  وِقالَ ابنُ فارِسٍ: النّاسِعُ: العُنُقُ الطَّوِيلُ الَّذِي كأَنَّه جُدِلَ جَدْلاً.

  وِقالَ غَيْرُه: النّاسِعُ: النّاتِئُ، ويُقَالُ: هُوَ بالشِّينِ. وبهاءٍ قالَ اللَّيْثُ: النّاسِعَةُ: المَرْأَةُ الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ، أَو البَظْرِ، أَو السِّنِّ، أَو الَّتِي لمْ تُخْتَنْ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ اللُّغَةِ، كالنَّاسِعِ أَي: فِي المَعْنَى الأَخِيرِ، يُقَال: جارِيَةٌ ناسِعٌ.

  وِالنُّسُوعُ: الطُّولُ، قالَهُ اللَّيْثُ.

  وِالنُّسُوعُ: قَصْرٌ باليَمَامَةِ مِنْ أَشْهَرِ قُصُورِها.

  وِذَاتُ النُّسُوعِ، بالسِّينِ، ويُقَالُ بالشِّينِ: فَرَسُ بَسْطامِ بنِ قَيْسٍ، ويُقَال: ذاتُ النُّسُورِ بالرّاءِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المِنْسَعَةُ كمِكْنَسَةٍ، والَّذِي في الجَمْهَرَةِ بفَتْحِ المِيمِ⁣(⁣٥)، وهكَذَا هُوَ في التَّكْمِلَةِ أَيْضاً: الأَرْضُ السَّرِيعَةُ النَّبْتِ، يَطُولُ نَبْتُهَا وبَقْلُهَا، زَعَمُوا.

  قالَ: واليَنْسُوعَةُ: ع، بَيْنَ مَكَّةَ والبَصْرَةِ، والياءُ والواوُ زائِدَتَانِ؛ لأنَّهَا مِنَ النَّسْعِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: يَنْسُوَعةُ القُفِّ: مَنْهَلٌ مِنْ مَناهِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى جادَّةِ البَصْرَةِ، بِهَا رَكَايَا كَثيرَةٌ عَذْبَةُ الماء، عِنْدَ مُنْقَطعِ رِمَالِ الدَّهْنَاءِ، بينَ ماوِيَّةَ النِّبَاجِ⁣(⁣٦)، قالَ: وقَدْ شَرِبْتُ مِنْ مائِهَا. قُلْتُ: وهِيَ لِبَنِي مالِكِ بنِ جُنْدَبِ بنِ العَنْبَرِ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: انْتَسَعَتِ الإِبِلُ: إِذا تَفَرَّقَتْ فِي مَراعِيها، وكَذلِكَ انْتَسَغَتْ، بالغَيْنِ، قالَ الأَخْطَلُ:

  رَجَنَّ بحَيْثُ تَنْتَسِعُ المَطَايَا ... فلا بَقًّا يَخَفْنَ ولا ذُبابَا

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

  رَجُلٌ مَنْسُوعٌ: أَخَذَتْهُ رِيحُ الشَّمَالِ، قالَ ابنُ هَرْمَةَ:

  مُتَتَبِّعٌ خَطَئِي يَوَدُّ لَو انَّنِي ... هابٍ بمُدْرَجَةِ الصَّبا مَنْسُوعُ

  ويُرْوَى⁣(⁣٧) «مَيْسُوع» كما سَيَأْتِي.

  وهذا سَنْعُهُ، وسِنْعُه، وشَنْعُه، وشِنْعُه، أَي: وَفْقُه، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وِأَنْسَاعُ الطَّرِيقِ: شَرَكُه.


(١) كذا بالأصل وفي التهذيب ابن الأعرابي، والعبارة التالية بين معقوفتين سقطت من المطبوعة الكويتية فشوه سقوطها العبارة والسياق.

(٢) عن ديوان الهذليين ٣/ ٧٢ وهو قيس بن عيزارة، أخو بني صاهلة. وانظر اللسان.

(٣) قيدها ياقوت النصع بالصاد وبكسر أوله وسكون ثانيه.

(٤) بالأصل: «إذا كان يكثر» حذفنا «كان» لتوافق العبارة سياق القاموس «وكثر» عن القاموس.

(٥) كذا وضبطت في الجمهرة بالقلم بكسر الميم ج ٣/ ٣٤.

(٦) كذا وفي التهذيب: ماوية والنباج، وفي معجم البلدان: بين ماوية والرياح.

(٧) بالأصل «ويرى» والمثبت عن اللسان.