تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وشع]:

صفحة 513 - الجزء 11

  وِالوَشِيعُ: عَرِيشٌ يُبْنَى للرَّئِيسِ فِي العَسْكَرِ يُشْرِفُ مِنْهُ عَلَيْهِ ومِنْه الحَدِيثُ: «كانَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُ، مع النَّبِيِّ ÷ في الوَشِيعِ يَوْمَ بَدْرٍ» أَي في العَرِيشِ.

  وِالوَشِيعَةُ: طَرِيقَةُ الغُبَارِ، والجَمْعُ: الوَشائِعُ.

  وِالوَشِيعَةُ: خَشَبَةٌ، أَو قَصَبَةٌ يُلَفُّ عَلَيْهَا أَلْوانُ الغَزْلِ مِنَ الوَشْيِ وغَيْرِه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ومِنْ هُنا سُمِّيَت القَصَبَةُ، أَيْ قَصَبَةُ الحائِكِ وَشِيعَةً، لأَنَّ الغَزْلَ يُوَشَّعُ فيها⁣(⁣١)، ويُقَالُ - لِما كَسَا الغازِلُ المَغْزُولَ⁣(⁣٢) -: وشَيِعَةٌ، ووَلِيعَةٌ، وسَلِيخَةٌ، ونَضْلَةٌ، وقِيلَ: الوَشِيعَةُ: قَصَبَةٌ يَجْعَلُ فِيها النَّسّاجُ لُحْمَةَ الثَّوْبِ للنَّسْجِ.

  وِالوَشِيعَةُ: الطَّرِيقَةُ فِي البُّرْدِ.

  وِقِيلَ: كُلُّ لَفِيفَةٍ مِنَ القُطْنِ أَوِ الغَزْلِ: وَشِيعَةٌ.

  وِالوَشُوعُ في بَيْتِ الطِّرِمّاحِ: مَا يَتَفَرَّقُ في الجَبَلِ مِنَ النَّبَاتِ، وهُوَ قَوْلُه:

  وِمَا جَلْسُ أَبْكَارٍ أَطاعَ لِسَرْحِهَا ... جَنَى ثَمَرٍ بالوَادِيَيْنِ وَشُوعُ⁣(⁣٣)

  وقِيلَ: إِنَّمَا هُوَ شُوعٌ، والواوُ للنَّسَقِ، وقَدْ أَشَرْنا إِلَيْهِ في «ش و ع»⁣(⁣٤).

  وِالوَشُوعُ: الوَجُورُ يُوجَرُه الصَّبِيِّ، مِثْلُ النَّشُوع، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابْنِ السِّكِّيتِ.

  وَوَشَعَهُ، كوَضَعَهُ: خَلَطَه، كما في العُبَابِ.

  وِقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَشَعَ الجَبَلَ وَشْعاً: صَعِدَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  وِالوَشْعُ: زَهْرُ البُقُولِ، وقِيلَ هو ما اجْتَمَعَ عَلَى أَطْرافِها، جَمْعُه وُشُوعٌ، بالضَّمِّ، وبه فَسَّرَ قَوْلَ الطِّرمّاحِ مَنْ رَوَاهُ بالضَّمِّ، قالَهُ اللَّيْثُ. والوَشْعُ: شَجَرُ البانِ، جَمْعُه: وُشُوعٌ بالضَّمِّ، وبه فُسِّرَ أَيْضاً قولُ الطِّرِمّاحِ، ففِي البَيْتِ رِوَايَتَانِ: بالفَتْحِ والضَّمِّ، فعَلَى الفَتْحِ: إِمّا أَنْ يَكُونَ الوَاوُ للنَّسَقِ، أَوْ من أَصْلِ الكَلِمَةِ، فإِنْ كانَ للنَّسَقِ فالشُّوعُ: حَبُّ البانِ، وعَلَى أَنَّه [مِنْ] أَصْلِ الكَلِمَةِ مُفْرَدٌ، كصَبُورٍ، بمَعْنَى الكَثِيرِ المُتَفَرِّقِ، وعَلَى رِوَايَةِ الضَّمِّ إِمّا أَنَّه جَمْعُ وَشْعٍ بمَعْنَى زَهْرِ البُقُولِ، أَو بمَعْنَى شَجَرِ البانِ، كُلُّ ذلِكَ قَدْ قِيلَ، فتَأَمَّلْ.

  وِالوُشُعُ: بضَمَّتَيْنِ: بَيْتُ العَنْكَبُوتِ عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وِيُوشَعُ بضمِّ أَوّلِهِ وفَتْحِ الشِّينِ: صاحِبُ مُوسَى، @، ووَصِيُّه، وفَتَاهُ الَّذِي رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ، وهُوَ يَتَنَزَّلُ مِنْ مُوسَى # فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَنْزِلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ عَليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ، ¥ مِنْ رَسُولِ اللهِ ÷، في الإِسْلامِ، وهُوَ يُوشَعُ بنُ نُونَ بنِ عازَرَ بنِ شوتالخ بن راياذ بن باحِث بن العاذ بن يارذ بن شوتالخ بن أَفراييم بن يُوسُفَ #.

  وِقالَ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: أَوْشَعَتِ الأَشْجَارُ: أَزْهَرَتْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ اللَّيْثُ: أَوْشَعَتِ البُقُولُ، أَي: خَرَجَتْ زُهْرَتُهَا، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَوْشِيعُ الثَّوْبِ: إِعْلامُه، أَي رَقْمُه بعَلَمٍ أَو نَحْوِه، وفي الأَسَاسِ: بُرْدٌ مُوَشَّعٌ، أَي: مُوَشًّى، ذُو رُقُومٍ وطَرَائِقَ.

  وِتَوْشِيعُ القُطْن: لَفُّه بَعْدَ نَدْفهِ، كَما في الصِّحاحِ، وهُوَ قَوْلُ اللَّيْثِ، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:

  فانْصاعَ يَكْسُوها الغُبَارَ الأَصْيَعَا ... نَدْفَ القِيَاسِ القُطُنَ المُوَشَّعَا

  وفي اللِّسَانِ: وَشَّعَتِ المَرْأَةُ قُطْنَها: إِذا قَرَضَتْهُ⁣(⁣٥) وهَيَّأَتْهُ للنَّدْفِ بَعْدَ الحَلْجِ، وهو التَّزْبِيدُ والتَّسْبِيخُ⁣(⁣٦).

  أَو هُوَ أَنْ يُدَارَ الغَزْلُ باليَدِ عَلَى الإِبْهَامِ والخِنْصَرِ، فيُدْخَلَ فِي القَصَبَةِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  وِقالَ ابنُ فارِسٍ: وَشَّعَه الشَّيْبُ تَوْشِيعاً: عَلاهُ كما هُوَ


(١) عن التهذيب وبالأصل «فيه».

(٢) في التهذيب واللسان: «المِغزَلَ».

(٣) ضبطت بفتح الواو عن التهذيب واللسان.

(٤) كذا ولم يرد في «شوع» شيء بهذا المعنى.

والذي في التهذيب هنا: ويروى: وشوع بضم الواو، فمن رواه بالفتح وشوع فالواو واو النسق ومن رواه: وُشوع فهو جمع وَشْع وهو زهر البقول.

وقيل وشوع: كثير، وقيل إن الواو للعطف والشوع: شجر البان، قاله في اللسان. وسيرد ما يقرب منه.

(٥) الأصل واللسان وفي التهذيب: فرَصته» ونراها الصواب فالتفريص: التقطيع، والفرصة من الصوف: القطعة منه.

(٦) عن التهذيب وبالأصل «والتسبيح».