تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وضع]:

صفحة 516 - الجزء 11

  وِالوَاضِعَةُ: المَرْأَةُ الفاجِرَةُ عن ابنِ عَبّادٍ.

  وِيُقَال - في الحَجَرِ أَوِ اللَّبِنِ إِذا بُنِيَ بهِ -: ضَعِ اللَّبِنَةَ غَيْرَ هذِه الوَضْعَةِ، بالفَتْحِ ويُكْسَرُ، والضَّعَةِ، بالفَتْحِ، كُلُّه بمَعْنًى، كَما في الصِّحاحِ، قالَ: والهاءُ فِي الضَّعَةِ عِوَضٌ مِنَ الواوِ.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: وَضَعَ البَعِيرُ حَكَمَتَه وَضْعاً ومَوْضُوعاً: إِذا طاشَ رَأْسُه وأَسْرَعَ، هكَذَا في النُّسَخِ، ومِثْلُه في العُبَابِ، والصَّوابُ: «طامَن رَأْسَهُ وأَسْرَعَ»، كما فِي اللِّسَانِ، وحَكَمَتُه مُحَرَّكَةً: ذَقَنُه ولَحْيُه، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ الإِبِلَ:

  وِهُنَّ سِمامٌ واضِعٌ حَكَماتِه ... مُخَوِّيَةٌ⁣(⁣١) أَعْجَازُه وكَراكِرُهْ

  وِوَضَعَتِ المَرْأَةُ حَمْلَها وُضْعاً وتُضْعاً، بضَمِّهِمَا، الأَخِيرَةُ عَلَى البَدَلِ، وتُفْتَحُ الأُولَى: وَلَدَتْهُ، وعَلَى الفَتْحِ في مَعْنَى الوِلادَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.

  وِيُقَال: وضَعَتْ وُضْعاً وتُضْعاً، بضَمِّهِمَا، وتُضُعاً، بضَمَّتَيْنِ: إِذا حَمَلَتْ في آخِرِ طُهْرِهَا وقِيلَ: حَمَلَتْ عَلَى حَيْضٍ، وقِيلَ: فِي مُقْبَلِ الحَيْضَةِ، كما في الصِّحاحِ: فهِيَ واضِعٌ، عن ابنِ السِّكِّيتِ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجِزِ:

  تَقُولُ والجُرْدانُ فِيها⁣(⁣٢) مُكْتَنِعْ ... أَمَا تَخافُ حَبَلاً عَلَى تُضُعْ

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الوُضْعُ: الحَمْلُ قَبْلَ الحَيْضِ، والتُّضْعُ: في آخِرِه، قالتْ أُمُّ تأَبَّطَ شرًّا تَرْثِيه: «واللهِ ما حَمَلْتُه وُضْعاً، ولا وَضعْتُه يَتْناً، ولا أَرْضَعْتُه غَيْلاً، ولا أَبَتُّه تَئِقاً»⁣(⁣٣)، وزادَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: «ولا سَقيْتُه هُدَبِدًا، ولا أَنمْتُه ثَئِدًا، ولا أَطْعَمْتُه قبْلَ رِئةٍ كَبِدًا».

  وِمِن المَجَازِ: وضعَت النّاقةُ وَضْعاً ومَوْضُوعاً: أَسْرَعَتْ فِي سَيْرِهَا، والوَضْعُ: أَهْوَنُ سَيْرِ الدَّوَابِّ، وقِيل: هُوَ ضرْبٌ مِنْ سَيْرِ الإِبِلِ، دُون الشَّدِّ، وقِيل: هُوَ فوْقَ الخَبَبِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: ويُقَالُ: وَضَعَ الرَّجُلُ: إِذا عَدَا، وأَنْشَدَ لِدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة في يَوْم هَوَازِنَ:

  يا لَيْتَنِي فِيها جَذَعْ ... أَخُبُّ فِيهَا وأَضَعْ

  أَقُودُ وَطْفَاءَ الزَّمَعْ ... كأَنَّهَا شاةٌ صَدَعْ

  أَخُبُّ: مِنَ الخَبَبِ، وأَضَعُ: مِنَ الوَضْعِ كأَوْضَعَتْ إِيضاعاً، قال الأَزْهَرِيُّ: والوَضْعُ: نَحْوُ الرَّقْصانِ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ - عَنْ أَبِي زَيْدٍ -: وَضَعَ البَعِيرُ: إِذا عَدَا، وأَوْضَعْتُه أَنَا: إِذا حَمَلْتَهُ عَلَى العَدْوِ، وقالَ اللَّيْثُ: الدّابَّةُ تَضَعُ السَّيْرَ وَضْعاً، وهُوَ سَيْرٌ دُونٌ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: {وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ}⁣(⁣٤) وأَنْشَدَ:

  بِماذَا تَرَدِّينَ امْرَءًا - جاءَ لا يَرَى ... كَوُدِّكِ وُدًّا - قَدْ أَكَلَّ وأَوْضَعَا

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وقَوْلُ اللَّيْثِ: الوَضْعُ: سَيْرٌ دُونٌ، لَيْسَ بصَحِيحٍ، الوَضْعُ: هُو العَدْوُ، واعْتَبَرَ اللَّيْثُ اللَّفْظَ، ولَمْ يَعْرِفْ كَلامَ العَرَبِ [فيه]⁣(⁣٥) وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الإِيضاعُ: سَيْرٌ مِثْلُ الخَبَبِ، وقالَ الفَرّاءُ: الإِيضاعُ: السَّيْرُ بينَ القَوْمِ.

  وِمِنَ المَجَازِ: وُضِعَ فِي تِجارَتِهِ وَضْعاً، وضَعَةً، بالفَتْحِ، وضِعَةً بالكَسْرِ، ووَضِيعَة، كعُنِيَ: خَسِرَ فِيها، ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن اليَزِيدِيِّ.

  وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَضِعَ يَوْضَعُ كوَجِلَ يَوْجَلُ لُغَةٌ فِيها، وصِيغَةُ مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه أَكْثَرُ، وبِهِمَا رُوِي قَوْلُ الشّاعِرِ:

  فكانَ ما رَبِحْتُ وَسْطَ الغَيْثَرَةْ⁣(⁣٦) ... وِفِي الزِّحامِ أَنْ وُضِعْتُ عَشَرَهْ

  وِأُوضِعَ في مَالِهِ وتِجَارَتهِ، بالضمِّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَنِ اليَزِيدِيِّ، وكَذلِكَ وُضِعَ: غُبِنَ، وخَسِرَ فِيها، وكَذلِكَ وُكِسَ وأُوكِسَ، وهُوَ مَوْضُوعٌ فِيهَا، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وفي حَدِيث شُرَيْحٍ: «الوَضِيعَةُ عَلَى المالِ، والرِّبْحُ عَلى ما اصْطَلَحا عَلَيْه» يعني أَنَّ الخَسَارَةَ مِن رَأْسِ المالِ.


(١) عن التهذيب وبالأصل «مخونة».

(٢) عن التهذيب وبالأصل «منها».

(٣) قوله يتناً: اليتن أن تخرج رجلاه قبل رأسه. والتئق: الغضبان، عن اللسان.

(٤) الآية ٤٧ من سورة التوبة.

(٥) زيادة عن التهذيب.

(٦) عن اللسان دار المعارف وبالأصل «العيثرة».