تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع العين

صفحة 517 - الجزء 11

  وِقالَ الفَرّاءُ: المَوْضُوعَةُ مِنَ الإِبِلِ: الَّتِي تَرَكَهَا رِعَاؤُهَا وانْقَلَبُوا باللَّيْلِ، ثُمَّ أَنْفَشُوها، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِمَوْضُوعٌ: في قَوْلِ حَسّانَ، ¥:

  لَقَدْ أَتَى عَنْ بَنِي الجَرْبَاءِ قَوْلُهُمُ ... وِدُونَهُمْ قُفُّ جُمْدانٍ فمَوْضُوعُ

  وِدَارَةُ مَوْضُوعٍ: مِن داراتِ العَرَبِ، قالَ الحُصَيْنُ بنُ حُمامٍ المُرِّيُّ:

  جَزَى اللهُ أَفْنَاءَ العَشِيرَةِ كُلَّهَا ... بِدَارَةِ مَوْضُوعٍ عُقُوقاً ومَأْثَمَا

  وِدارَةُ المَواضِيعِ، بِالمَضْجَعِ، لعَبْدِ اللهِ بنِ كِلابٍ.

  وِلِوَى الوَضِيعَةِ: رَمْلَةٌ، قالَ لَبِيدٌ، ¥:

  وَلَدَتْ بَنُو حُرْثَانَ فَرْخَ مُحَرِّقٍ ... بِلِوَى الوَضِيعَةِ مُرْخِيَ⁣(⁣١) الأَطْنَابِ

  كُلُّ ذلِكَ مَوَاضِعُ مَعْرُوفَةٌ في بِلادِ العَرَبِ.

  وِقالَ الفَرَّاءُ: يُقَالُ: لَهُ فِي قَلْبِي مَوْضِعَةٌ، ومَوْقِعَةٌ بالكَسْرِ فِيهِمَا، أَيْ: مَحَبَّةٌ.

  ومِنَ المَجَازِ: الأَحَادِيثُ المَوْضُوعَةُ، هي: المُخْتَلَقَةُ الَّتِي وُضِعَتْ عَلَى النَّبِيِّ ÷ وافْتُرِيَتْ عَلَيْهِ، وقد وَضَعَ الشَّيْءَ وَضْعاً: اخْتَلَقَهُ.

  وِمِنَ المَجَازِ: فِي حَسَبِه ضَعَةٌ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، أَي: انْحِطَاطٌ ولُؤْمٌ وخِسَّةٌ ودَنَاءَةٌ، والهاءُ عِوَضٌ من الواوِ.

  وحَكَى ابنُ بَرِّيٍّ عَنْ سِيبَوَيْهٍ: وقالُوا: الضِّعَة، كمَا قالُوا: الرِّفْعَة، أَي حَمَلُوهُ على نَقِيضِه، فكَسَرُوا أَوَّلَه، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ: الضَّعَةُ: الذُّلُّ والهَوَانُ والدَّناءَةُ، وفِي اللِّسَانِ: وقَصَرَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ الضِّعَةَ - بالكَسْرِ - عَلَى الحَسَبِ، وبالفَتْحِ عَلَى الشَّجَرِ الَّذِي سَبَقَ ذِكْرُه، وقَدْ وَضُعَ، ككَرُمَ، ضَعَةً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، ووَضاعَةً، فهُوَ وَضِيعٌ، واتَّضَعَ، كِلاهُمَا: صارَ وَضِيعاً، أَيْ: دَنِيئاً، ووَضَعَهُ غَيْرُهُ وَضْعاً، وَوَضَّعَه تَوضِيعاً.

  وِالضَّعَةُ: شَجَرٌ مِنَ الحَمْضِ، أَو نَبْتٌ كالثُّمامِ، وقد تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ ذلِكَ قَرِيباً، وذِكْرُه ثانِياً تَكْرَارٌ.

  وِالوَضِيعُ: ضِدُّ الشَّرِيفِ، وهُوَ المَحْطُوطُ القَدْرِ الدَّنِيءُ.

  وِالوَضِيعُ: الوَدِيعَةُ يُقَالُ: وَضَعْتُ عِنْدَ فُلانٍ وَضِيعاً، أَي: اسْتَوْدَعْتُه وَدِيعَةً.

  وِالوَضِيعُ: أَنْ يُؤْخَذَ التَّمْرُ قَبْلَ أَنْ يَيْبَسَ، فيُوضَعَ فِي الجِرَارِ، أَو فِي الجَرِينِ، ويُقَال: هُوَ البُسْرُ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ كُلَّه، فيُوضَعَ في الجِرَارِ.

  وِالوَضِيعَةُ: الحَمْضُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقالُ: هم أَصْحَابُ وَضِيعَةٍ، أَي: أَصْحَابُ حُمْضٍ مُقِيمُونَ لا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً.

  وِقالَ أَبُو سَعِيدٍ: الوَضِيعَةُ: الحَطيطةُ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الوَضِيعَةُ: الإِبلُ النّازِعَةُ إِلَى الخُلَّةِ.

  وِقالَ غَيْرُه: الوَضِيعَةُ: ما يَأْخُذُه السُّلْطانُ مِن الخَراجِ والعُشُورِ جَمْعُه الوَضائِعُ.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: الوَضِيعَةُ: الدَّعِيُّ، وقدْ وَضُعَ، ككُرمَ وَضَاعَةً.

  وِالوَضِيعَةُ: كِتَابٌ تُكْتَبُ فِيهِ الحِكْمَةُ، ج: وَضائِعُ وفي الحَدِيثِ: «إِنَّه نَبِيٌّ، وإِنَّ اسْمَهُ وصُورَتَه في الوَضائِعَ» وقالَ الهَرَوِيُّ: ولَمْ أَسْمَعْ لِهاتَيْنِ - يَعْنِي هذِه ووَضَائِعَ المِلْكِ الآتِي ذِكْرُها - بواحِدٍ، كذا فِي الغَرِيبَيْنِ.

  وِالوَضِيعَةُ: حِنْطَةٌ تُدَقُّ، فيُصَبُّ عَلَيْهَا السَّمْنُ، فتُؤْكَلُ.

  وِفي اللِّسَانِ والمُحِيطِ: الوَضِيعَةُ: أَسْمَاءُ قَوْمٍ مِنَ الجُنْدِ تُجْعَلُ أَسْمَاؤهُم فِي كُورَةٍ لا يَغْزُونَ مِنْهَا.

  وِالوَضِيعَةُ أَيْضاً: واحِدَةُ الوَضائِعِ، لأَثْقَالِ القَوْمِ، يُقَال: أَيْنَ خَلَّفُوا وَضَائِعَهُم.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: وأَما الوَضَائِعُ الَّذِينَ وَضَعَهُم كِسْرَى، فهُمْ شِبْهُ الرَّهَائِنِ، كانَ يَرْتَهِنُهُمْ، ويُنْزِلُهُم بَعْضَ بِلادِه، وقالَ غَيْرُه: الوَضِيعَةُ، والوَضَائِعُ: قَوْمٌ كانَ كِسْرَى يَنْقُلُهُمْ مِن أَرْضِهِمْ، فيُسْكِنُهُم أَرْضاً أُخْرَى، حَتّى يَصِيرُوا بِها وَضِيعَةً أَبَدًا، وهُمُ الشِّحَنُ والمَسَالِحُ.

  وِوَضائِعُ المِلْكِ بكسرِ المِيم، جاءَ ذِكْرُه فَيِ الحَدِيثِ


(١) عن معجم البلدان «الوضيعة» وبالأصل «مرختى» وفي المعجم: «يأوي الوضيعة» بدل «بلوى الوضيعة».