تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وعع]:

صفحة 520 - الجزء 11

  وِالوَضِيعَةُ: الوَدِيعَةُ.

  وِالمُوَضِّعُ، كمُحَدِّثٍ: الَّذِي تَزِلُّ رِجْلُه، ويُفْرَشُ وَظِيفُه، ثُمَّ يَتْبَعُ ذلِكَ ما فَوْقَه مِنْ خَلْفِه، وخَصَّ أَبُو عُبَيْدٍ بذلِكَ الفَرَسَ، وقَالَ: وهُو عَيْبٌ.

  وفُلانٌ لا يَضَعُ العَصَا عَنْ عاتِقِهِ، أَي: ضَرّابٌ للنِّسَاءِ، أَو كَثِيرُ الأَسْفَارِ، وهو مَجَازٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: تَقُولُ العَرَبُ: أَوْضِعْ بِنَا وأَمْلِكْ، الإِيضاعُ بالحَمْضِ، والإِمْلاكُ فِي الخلَّةِ.

  قال: وَبَيْنَهُمْ وِضَاعٌ أَي: مُرَاهَنَةٌ.

  وِوَضَعَ أَكْثَرَهُ شَعَرًا: ضَرَبَ عُنُقَهُ، عن اللِّحْيَانِيِّ.

  وتَكَلَّمَ بمَوْضُوعِ الكَلامِ ومَخْفُوضِهِ، أَي: ما أَضْمَرَهُ ولَمْ يَتَكَلَّمْ بهِ.

  ويُقَالُ: هُوَ مِنْ وُضّاعِ اللُّغَةِ والصِّنَاعَةِ، وهو مَجَازٌ.

  وَوَضَعَ الشَّجَرَةَ: هَصَرَهَا.

  وهو كَثِيرُ الوَضَائِعِ، أَي: الخَسَارَاتِ.

  وَجَمَلٌ عارِفُ المُوَضَّعِ، أَي: يَعْرِفُ التَّوْضِيعَ؛ لأَنَّه ذَلُولٌ، فيَضَعُ عِنْدَ الرُّكُوبِ رَأْسَه وعُنُقَه.

  [وعع]: الوَعُّ: ابْنُ آوَى، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، كالوَعْوَعِ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣١).

  وِهُوَ أَي الوَعْوَعُ أَيْضاً: الخَطِيبُ البَلِيغُ، المُحْسِنُ، يُقَالُ: خَطِيبٌ وَعْوَعٌ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وهُوَ نَعْتٌ حَسَنٌ⁣(⁣٢)، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ للخَنْسَاءِ:

  هُوَ القِرْمُ واللَّسِنُ الوَعْوَعُ⁣(⁣٣)

  وِالوَعْوَعُ: المَفَازَةُ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وِقِيلَ: الوَعْوَعُ: الثَّعْلَبُ.

  وِأَيْضاً: الضَّعِيفُ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الوَعْوَعُ: الدّيْدَبانُ.

  وِقالَ غَيْرُه: الوَعْوَعَةُ والوَعْوَاعُ: صَوْتُ الذِّئْبِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَوَّل، زادَ اللَّيْثُ: وصَوْتُ الكِلابِ، وَبناتِ آوَى، وَقَدْ وَعْوَعَ الكَلْبُ والذِّئْبُ وَعْوَعَةً ووَعْوَاعاً: عَوَى وصَوَّتَ، ولا يَجُوزُ كَسْرُ الواوِ في الوَعْوَاعِ، كما يُكْسَرُ الزّايُ فِي الزَّلْزالِ، كَرَاهِيَةً للكَسْرَةِ فِيها⁣(⁣٤)، وقد يُقَالُ ذلِكَ في غَيْرِ الكَلْبِ والذِّئْبِ.

  وِوَعْوَعَةُ: ع.

  وِقالَ أَبُو زَيْدٍ: وَعْوَعَةُ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي قَيْسِ بنِ حَنْظَلَةَ، ومِنْهُ المَثَلُ: «هَنّا وهَنّا عَنْ جِمَالِ وَعْوَعَةَ» أَي: ابْعُدُ عَنْهَا، والعَرَبُ إِذا أَرادَتِ القُرْبَ قالَت: هُنَا وههُنَا، وإِذا أَرادَتِ البُعْدَ قالَتْ: هُنَاكَ وههُنَاكَ، كأَنَّهُ يَأْمُرُه بالبُعْدِ عَنْ جِمالِ وَعْوَعَةَ، وقِيلَ: وَعْوَعَةُ هُنَا المُرَادُ بهِ المَوْضِعُ الَّذِي ذُكِرَ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذا سَلِمْتَ لَمْ أَكْتَرِثْ بغَيْرِكَ، قالُوا: وهذا كما تَقُول: كُلُّ شَيْءٍ ولا وَجَعُ الرَّأْسِ وكُلُّ شَيْءٍ ولا سَيْفُ فَرَاشَةَ، وقَالَ أَبُو زَيْدٍ: هُوَ كَقوْلِكَ:

  كُلُّ شَيْءٍ ما خَلَا اللهُ جَلَلْ

  وِفي الصِّحاحِ: الوَعْوَاعُ: جَمَاعَةُ النّاسِ ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ، وهُوَ أَبُو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ يَصِفُ الأَسَدَ، ونَسَبَه الأَزْهَرِيُّ لِأَبِي ذُؤَيْبٍ:

  وِصاحَ مَنْ صاحَ في الأَجْلابِ فانْبَعَثَتْ ... وِعاثَ فِي كَبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِ

  أَو الوَعْوَاعُ: القَوْمُ إِذا وَعْوَعُوا حَمَلُوا وضَجُّوا، والجَمْعُ الوَعَاوِعُ، قالَ ساعِدَةُ بنُ العَجْلانِ الهُذَلِيُّ:

  سَتَنْصُرُنِي عَمْرٌو وأَفْنَاءُ كاهِلٍ ... إِذا ما غَزَا مِنْهُم مَطِيٌّ وَعاوِعُ⁣(⁣٥)

  المَطِيُّ: الرَّجّالَةُ جَمْعُ مِطْوٍ، بالكَسْرِ.


(١) الجمهرة ١/ ١٦٠.

(٢) ومثله في التهذيب، وفي الأساس: وخطيب وعوع: مدح، ووعواع: ذم. وفي التهذيب: نعت قبيح.

(٣) ديوانها وروايته فيه:

هو الفارس المستعد الخطي ... ب في القوم واليسرْ الوعوعُ

(٤) في التهذيب: كراهية للكسرة في الواو.

(٥) لم يرد في ديوان الهذليين في شعر ساعدة، وفي شعر قيس بن العيزارة ٣/ ٧٩ نبه شارحه إلى أن السكري أورد هذا البيت بعد قوله:

رجال ونسوان بأكناف رايةٍ ... إلى حثن ثم العيونُ الدوامعُ

وفسر الوعاوع بالجريئين على السير لا يبالون أليلاً ساروا أم نهاراً واحدهم وعوع.