تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع العين

صفحة 519 - الجزء 11

  المَوْضَعَةُ: لُغَةٌ في المَوْضِعِ، حَكاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ العَرَب، قال: ويُقَالُ: ارْزُنْ فِي مَوْضِعِكَ ومَوْضَعَتِك.

  وإِنَّهُ لَحَسَنُ الوِضْعَةِ، أَي: الوَضْعِ.

  وِالوَضْعُ أَيْضاً: المَوْضُوعُ، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، والجَمْعُ: أَوْضاعٌ.

  ورَفَعَ السِّلاحَ ثُمَّ وَضَعَهُ، أَيْ: ضَرَبَ بهِ، وقَوْلُ سُدَيْفٍ:

  فضَعِ السَّيْفَ وارْفَعِ السَّوْطَ حَتَّى ... لا تَرَى فَوْقَ ظَهْرِهَا أُمُوِيَّا⁣(⁣١)

  أَي ضَعْه في المَضْروبِ بهِ.

  ويُقَال: وَضَعَ يَدَهُ فِي الطَّعَامِ: إِذا أَكَلَه، وهُوَ كِنَايَةٌ، ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، ¥، «أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ في كُشْيَةِ ضَبٍّ، وقالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ÷، لَمْ يُحَرِّمْه، ولكِنْ قَذَّرَهُ».

  ودَيْنٌ وَضِيعٌ: مَوْضُوعٌ، عنْ ابْن الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ لِجَمِيلٍ:

  فإِنْ غَلَبَتْكِ النَّفْسُ إِلّا وُرُودَه ... فدَيْنِي إِذَنْ يا بَثْنَ عَنْكِ وَضِيعُ

  وِوَضَعَ الجِزْيَةَ: أَسْقَطَها، وكَذَا الحَرْب.

  وفي الحَدِيثِ: «وَيَضَعُ العِلْمَ⁣(⁣٢)» أَي يَهْدِمُه ويُلْصِقُه بالأَرْضِ.

  واسْتَوْضَعَهُ فِي دَيْنِه: اسْتَرْفَقَهُ.

  وِوَضَعَ كما تَضَع الشّاةَ: أَرادَ النَّجْوَ.

  وإِذَا عاكَمَ الرَّجُلُ صاحِبَهُ الأعْدَالَ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لصاحِبِه: واضِعْ، أَي: أَمِلِ العِدْلَ عَلَى المِرْبَعَةِ الَّتِي يَحْمِلانِ العِدْلَ بِها، فإِذا أَمَرَهُ بالرَّفْع قالَ: رابِعْ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا مِنْ كَلامِ العَرَبِ إِذا اعْتَكَمُوا.

  وَرَجُلٌ وَضّاعٌ: كَذّابٌ مُفْتَرٍ.

  وِتَوَاضَعَ القَوْمُ عَلَى الشَّيْءِ: اتَّفَقُوا عَلَيْهِ.

  ويُقَال: دَخَلَ فُلانٌ [أَمَراً]⁣(⁣٣) فوَضَعَهُ دُخُولُه فيهِ، فاتَّضَعَ. وتَوَاضَعَتِ الأَرْضُ: انْخَفَضَتْ عَمّا يَلِيهَا، وهو مَجازٌ.

  وِوَضَعَ السَّرَابُ عَلَى الآكامِ: لَمَعَ وسارَ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

  وِهَلْ عَلِمْتِ إِذا لاذَ الظِّبَاءُ وَقَدْ ... ظَلَّ السَّرَابُ عَلَى حِزّانِهِ يَضَعُ

  وبَعِيرٌ حَسَنُ المَوْضُوعِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لطَرَفَةَ:

  مَوْضُوعُها زَوْلٌ ومَرْفُوعُها ... كمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِيحْ

  وقد تقدَّم في «ر ف ع» أَنَّ صوَابَ إِنْشَادَهِ:

  مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَوْضُوعُهَا⁣(⁣٤)

  وِأَوْضَعَه إِيضاعاً: حَمَلَه عَلَى السَّيْرِ، رَوَاهُ المُنْذِرِيُّ عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ.

  وِالمُوضِعُ: المُسْرِعُ.

  وِأَوْضَعَ بالرّاكِبِ: حَمَلَه عَلَى أَنْ يُوضِعَ مَرْكُوبَه.

  وإِذا طَرَأَ عَلَيْهِم راكِبٌ قالُوا: مِنْ أَيْنَ أَوْضَعَ؟ وأَنْكَرَه أَبُو الهَيْثَمِ، وقالَ: الكَلَامُ الجَيِّدُ: مِنْ أَيْنَ أَوْضَحَ الرّاكِبُ؟ أَي: مِنْ أَيْنَ أَنْشَأَ، ولَيْسَ مِن الإِيضاعِ في شَيْءٍ، وصَوَّبَ الأَزْهَرِيُّ قَوْلَ أَبِي الهَيْثَم.

  وِوَضَعَ الشَّيْءَ فِي المَكَانِ: أَثْبَتَه فِيهِ.

  وِوَضَعَتِ المَرْأَةُ خِمارَها، وهِي واضِعٌ: لا خِمَارَ عَلَيْهَا، وهو مَجازٌ.

  وِوَضَعَ يَدَهُ عَنْ فلانٍ: كَفَّ عَنْهُ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: «إِنَّ اللهَ وَاضِعٌ يَدَهُ لمُسِيءِ اللَّيْلِ» أَي: لا يُعَاجِلُهُ بالعُقُوبَةِ، والّلامُ بمَعْنَى «عن»⁣(⁣٥).

  وِوَضَّعَ البانِي الحَجَرَ تَوْضِيعاً: نَضَّدَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ.

  وقَالَ ابنُ بَرِّيّ: والأَوْضَعُ: مِثْلُ الأَرْسَحِ، والجَمِيعُ: وُضْعٌ، بالضَّمِّ، وأَنْشَدَ:

  حَتَّى تَرُوحُوا ساقِطِي المَآزِرِ ... وُضْعَ الفِقاحِ نُشَّزَ الخَوَاصِرِ


(١) الكامل للمبرد واللسان والتهذيب وفيه: «فضع السوط وارفع السيف».

(٢) ضبطت بكسر أوله عن النهاية واللسان.

(٣) زيادة عن التهذيب واللسان والأساس.

(٤) وهي رواية الديوان والصحاح واللسان.

(٥) بعدها في النهاية: أي يضعها عنه، أو لام أجل: أي يكفها لأجله.

والمعنى في الحديث أنه يتقاضى المذنبين بالتوبة ليقبلها منهم.