تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وقع]:

صفحة 522 - الجزء 11

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  الوَفِيعَةُ: خِرْقَةُ الحائِضِ.

  وِالوِفاعُ، بالكَسْرِ: جَمْعُ الوَفْعَةِ لِغلافِ القارُورَةِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ.

  [وقع]: وَقَعَ عَلَى الشَّيْءِ، وكَذلِكَ وَقَع الشَّيْءُ مِنْ يَدِه يَقَعُ بفَتْحِهِمَا وَقْعاً، ووُقُوعاً أَي: سَقَطَ ويُقَالُ أَيْضاً: وَقَعْتُ مِنْ كَذا، وعَنْ كَذا.

  ونَقَلَ شَيْخُنَا أَنَّ الوُقُوعَ بمَعْنَى السُّقُوطِ والغُرُوبِ يُسْتَعْمَلُ بِمِنْ، وبمَعْنَى النُّزُولِ بَعْن، أَوْ عَلَى. قُلْتُ: وفِيهِ قُصُورٌ لا يَخْفَى، فتَأَمَّلْ.

  وِقولُه تَعَالَى: {إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ}⁣(⁣١) أَيْ: واجِبٌ عَلَى الكُفّارِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ}⁣(⁣٢) أَيْ: وَجَبَ، ونَقَلَهُ الزَّجّاجُ، وكَذلِكَ وَقَعَ الحُكْمُ عَلَيْهِمْ، وقِيلَ: ثَبَتَتِ الحُجَّةُ عَلَيْهِم وكَذلِكَ قَوْلُه تَعَالَى: فَوَقَعَ الْحَقُّ⁣(⁣٣) أَيْ: ثَبَتَ.

  وِقالَ اللَّيْثُ: وَقَعَتِ الإِبِلُ وُقُوعاً: بَرَكَتْ.

  وِوَقَعَتِ الدَّوابُّ وُقُوعاً: رَبَضَتْ، وأَنْشَدَ:

  وَقَعْنَوُقُوعَ الطَّيْرِ فِيها وما بِهَا ... سِوَى جِرَّةٍ يُرْجِعْنَها بِتَعَلُّلِ

  وقَالَ آخَرُ:

  وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً ... يُبَادِرْنَ تَغْلِيساً سِمَالَ المَداهِنِ⁣(⁣٤)

  وِتَقُولُ العَرَبُ: وَقَعَ رَبِيعٌ بالأَرْضِ، يَعْنُونَ بهِ أَوّلَ مَطَرٍ يَقَعُ في الخَرِيفِ، أَيْ: حَصَلَ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: ولا يُقَالُ: سَقَطَ، هذا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ. قُلْتُ: وقد حَكاهُ سِيبَوَيْه، فقالَ: سَقَطَ المَطَرُ مَكَانَ كَذا فمَكَانَ كَذا، ومِنْهُ مَوَاقِعُ الغَيْثِ: مَسَاقِطُه.

  وِوَقَعَتِ الطَّيْرُ تَقَعُ وُقُوعاً: نَزَلَتْ عَنْ طَيَرَانِهَا، إِذا كانَتْ عَلَى شَجَرٍ أَوْ أَرْضٍ مُوكِنَةً، فهُنَّ وُقُوعٌ، بالضَّمِّ، ووُقَّعٌ، كسُكَّرٍ، وقَدْ وَقَعَ الطّائِرٌ وُقُوعاً، فهو واقِعٌ، قالَ الأَخْطَلُ:

  كَأَنَّمَا كانُوا غُرَاباً واقِعا ... فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّوَاقِعا⁣(⁣٥)

  وقالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ الفَقْعَسِيُّ:

  أَنَا ابْنُ التّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْرًا ... عَلَيْهِ الطَّيْرُ تَأْكُلُهُ وُقُوعاً⁣(⁣٦)

  ورِوايَةُ سِيبَوَيْهٍ: «بِشْرٍ»⁣(⁣٧) وقالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِيكَرِبَ ¥:

  تَرَى جِيفَ المَطَيِّ بحافَتَيْهِ ... كأَنَّ عِظَامَهَا رَخَمٌ وُقُوعُ

  وقالَ مُوسَى بنُ جابِرٍ الحَنَفِيُّ:

  فَمَا نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدِي ... وِلا أَصْبَحَتْ طَيْرِي مِنَ الخَوْفِ وُقَّعَا

  وِإِنَّهُ لَحَسَنُ الوِقْعَةِ، بالكَسْرِ، وأَمّا بالفَتْحِ فهُو الاسْمُ.

  وِالوَقْعُ: وَقْعَةُ الضَّرْبِ بالشَّيْءِ، يُقال: سَمِعْتُ وَقْعَ المَطَرِ، وهُوَ شِدَّةُ ضَرْبِه الأَرْضَ إِذا وَبَلَ، وكُلُّ ضَرْبِ يابِسٍ فهُوَ وَقْعٌ، نَحْو وَقْعِ الحَوَافِرَ عَلَى الأَرْضِ، وما أَشْبَهَهَا، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحَمِيرَ ووَقْعَ حَوافِرِها:

  يَقْعَنَ بالسَّفْحِ مِمّا قَدْ رَأَيْنَ بِهِ ... وَقْعاً يَكَادُ حَصَى المَعْزاءِ يَلْتَهِبُ

  وكذلِكَ وُقُوعُ الحَافِرِ.

  وِالوَقْعُ: المَكَانُ المُرْتَفِعُ مِنَ الجَبَلِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، ونَصُّ التَّهْذِيبِ: المَكَانُ المُرْتَفِعُ، وهو دُونَ الجَبَلِ.

  وِالوَقْعُ: السَّحْابُ الطِّحَافُ وهو المُطْمِعُ أَنْ يُمْطِرَ، وقد ذُكِر أَيْضاً بالفاءِ، عن أَبِي عَمْرٍو أَو الرَّقِيقُ كالوَقِعِ، ككَتِفٍ، وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ.

  وِقالَ أَبُو عَدْنَانَ: الوَقْعُ: سُرْعَةُ الانْطِلاقِ والذَّهَابِ.


(١) سورة الطور الآية ٧.

(٢) سورة النمل الآية ٨٢.

(٣) سورة الأعراف الآية ١١٨.

(٤) البيت للطرماح، ديوانه ص ٤٩٢.

(٥) بالأصل «الصواعقا» والمثبت عن التهذيب، وأورد في اللسان «صقع» الصواقعا شاهداً على أنها لغة لتميم في الصواعق.

(٦) كتاب سيبويه ١/ ١٨٢ برواية ترقبه وقوعا.

(٧) أجراه على مجرى المجرور، لأنه جعله بمنزلة ما يكفّ منه التنوين.