تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وقع]:

صفحة 523 - الجزء 11

  وِفي الصِّحاحِ: الوَقَعُ، بالتَّحْرِيكِ: الحِجَارَةُ، الواحِدَةُ بهاءٍ قالَ الذُّبْيَانِيُّ:

  يَرَى وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِهَا ... فهُنَّ لِطَافٌ كالصِّعادِ الذَّوابِلِ⁣(⁣١).

  قَالَ: والوَقَعُ، أَيْضاً: الحَفاءُ، وقَدْ وَقِعَ الرَّجُلُ، كوَجِلَ، يَوْقَعُ: اشْتَكَى لَحْمَ قَدَمِهِ مِنْ غِلَظِ الأَرْضِ والحِجَارَةِ، فَهُوَ وَقِعٌ، ككَتِفٍ، ومِنْهُ قَوْلُ أَبِي المِقْدَامِ جَسّاسِ بنَ قُطَيْبٍ:

  يا لَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ ... وِشُرُكاً مِن اسْتِها لا تَنْقَطِعْ

  كُلِّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي الوَقِعْ

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ⁣(⁣٢) كَقَوْلِهِمْ: الغَرِيقُ يَتَعَلَّقُ بالطُّحْلُبِ.

  وِالوَقْعَةُ بالحَرْبِ، ونَصُّ العَيْنِ: في الحَرْبِ: صَدْمَةٌ بَعْدَ صَدْمَةٍ ونَصُّ الصِّحاحِ: الوَقْعَةُ: صَدْمَةُ الحَرْبِ، والاسْمُ: الوَقِيعَةُ، والواقِعَةُ وهُمَا: الحَرْبُ والقِتَالُ، وقِيلَ: المَعْرَكَةُ، وجَمْعُ الوَقِيعَةِ: الوَقَائِعُ، وقَدْ وَقَعَ بهِمْ، ومِنْهُ قَوْلُهُمْ: شَهِدْتُ الوَقْعَةَ والوَقِيعَةَ، وهُوَ مَجَازٌ.

  وَوَقَائِعُ العَرَبِ: أَيّامُ حُرُوبِها، وفي اللِّسَانِ، أَيّامُ حُرُوبِهِمْ، وفي العُبَابِ: أَيّامُها الَّتِي كانَتْ فِيها حُرُوبُهم.

  وِمِنَ المَجَازِ: نَزَلَتْ بهِ الوَاقِعَةُ، أَي: النّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ مِنْ شَدائِدِ الدَّهْرِ.

  وِالواقِعَةُ: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ القِيامَة، وقالَ الزَّجّاجُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلهِ تَعالَى: {إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ}⁣(⁣٣) يُقالُ لِكُلُّ آتٍ يُتَوَقَّعُ: قَدْ وَقَعَ الأَمْرُ، كَقَوْلِكَ: قَدْ جاءَ الأَمْرُ، قَالَ: والواقِعَةُ هُنَا: السّاعَةُ، والقِيَامَةُ.

  وِفي الحَدِيثِ: «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مالِ المُسْلِمِ غَنَماً يَتَّبِعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ، ومَواقِع القَطْرِ، يَفِرُّ بدِينِه مِنَ الفِتَنِ» أَي: مَساقِطه، ويُقَالُ: انْتَجَعُوا مَوَاقِعَ الغَيْثِ. ومَوْقَعَةُ الطّائِرِ بفَتْحِ القافِ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرُ قافُه أَيْضاً، نَقَلَه الصّاغَاني: مَوْضِعُ وُقُوعِهِ الَّذِي يَقَعُ عليهِ ويَعْتَادُ إِتْيَانَه، والجَمْعُ: المَوَاقِعُ، قالَ الأَخْيَلُ:

  كأَنَّ مَتْنَيه مِنَ النَّفِيِّ⁣(⁣٤) ... مِنْ طُولِ إِشْرَافِي عَلَى الطَّوِيِّ

  مَوَاقِعُ الطَّيْرِ عَلَى الصُّفِيِّ

  شَبَّه ما انْتَشَرَ من ماءِ الاسْتِسْقَاءِ بالدَّلْوِ عَلَى مَتْنَيْهِ بمَوَاقِعِ الطَّيْرِ عَلَى الصَّفا إِذا زَرَقَتْ⁣(⁣٥) عليهِ.

  وِالمَوْقَعَةُ، كمَرْحَلَةٍ: جَبَلٌ.

  وِالمُوَيْقِعُ، تَصْغِيرُ مَوْقِعِ⁣(⁣٦): ع، بَيْنَ الشَّأْمِ والمَدِينَةِ، المُشَرَّفَةِ، على ساكِنِهَا الصَّلاةُ والسَّلامُ، قالَ [عديّ]⁣(⁣٧) بنُ الرِّقَاعِ:

  يا شَوْقُ ما بِكَ يَومَ بانَ حُدُوجُهَا ... مِنْ ذِي المُوَيْقِعِ غُدْوَةً فَرَآهَا

  وِالمِيقَعَةُ، بكَسْرِ المِيمِ⁣(⁣٨): خَشَبَةُ القَصّارِ الَّتِي يَدُقُّ عَلَيْهَا صارَت الواوُ ياءً؛ لِانْكِسَارِ ما قَبْلَها.

  وِالمِيقَعَةُ أَيْضاً: المِطْرَقَةُ، ومِنْهُ حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ: «نَزَلَ مَعَ آدَمَ # المِيقَعَةُ والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَانِ» والجَمْعُ المَوَاقِعُ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ يَصِفُ مَنَاسِمَ ناقَتِه بالصَّلابَةِ، ويُشَبِّهُها بالمَطَارِقِ:

  أَنْمِي إِلَى حَرْفٍ مُذَكَّرَةٍ ... تَهِصُ الحَصَى بمَوَاقِعٍ خُنْسِ

  وِالمِيقَعَةُ أَيْضاً: المَوْضِعُ الّذِي يَأْلَفُه البازِي وَيَقَعُ عليهِ، ويَعْتَادُ إِتْيانَه.

  وِيُقَال: المِيقَعَةُ: المِسَنُّ الطَّوِيلُ، كَما فِي الصِّحاحِ، وقِيلَ: هُوَ ما وُقِعَ بهِ السَّيْفُ، والمِسَنُّ، بكَسْرِ المِيمِ. وقَدْ وَقَعْتُه بالمِيقَعَةِ، فهُوَ وَقِيعٌ: حَدَدْتُه بِها، يُقَالُ: سِكِّينٌ وَقِيعٌ، أَي: حَدِيدٌ، وكَذلِكَ سَيْفٌ وَقِيعٌ، أَي: وُقِعَ بالمِيقَعَةِ، فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، قالَ الشَّمّاخُ يَصِفُ إِبِلاً:


(١) ديوانه ص ٧٠ وفيه: «يرى» قال أبو عبيدة: الصوان الحجارة الكبار، والوقع أصغر منها.

(٢) يعني معنى قوله كل الحذاء يحتذى الحافي الوقع يقول: إن الحاجة تحمل صاحبها على التعلق بكل ما قدر عليه. ونحو منه (أي هذا المعنى) قولهم: الغريق ..

(٣) سورة الواقعة الآية الأولى.

(٤) ويروى: كأن متنيّ انظر الجمهرة ٣/ ١٣٥.

(٥) في التهذيب: ذرقت.

(٦) عن معجم البلدان «المويقع» وبالأصل «موقوع».

(٧) زيادة عن معجم البلدان «المويقع».

(٨) الميم زائدة والياء بدل من الواو قلبت لكسرة الميم، قاله في اللسان.