تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد مع الغين

صفحة 39 - الجزء 12

  وأَصْبَغُ بنُ عَبْدِ العَزِيرِ اللَّيْثِيُّ.

  وَأَصْبَغُ بنُ دَحْيَةَ.

  وَأَصْبَغ، أَبُو بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ.

  وَأَبُو الأَصْبَغِ: عَبْدُ العَزِيزِ بنُ يَحْيَى الحَرّانِيُّ: مُحَدِّثُونَ.

  والصَّبْغَاءُ مِنَ الشّاءِ: المُبْيَضُّ طَرَفُ ذَنَبِهَا وسائِرُها أَسْوَدُ، والاسْمُ الصُّبْغَةُ بالضَّمِّ، وقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إذا ابْيَضَّ طَرَفُ ذَنَبِ النَّعْجَةِ فهِيَ صَبْغَاءُ.

  والصَّبْغَاءُ: شَجَرَةٌ كالثُّمامِ والضَّعةُ⁣(⁣١) أَعْظَمُ وَرَقًا، وَأَنْضَرُ خُضْرَةً، قال أَبُو نَصْرٍ: بَيْضَاءُ الثَّمَرِ وقَالَ أَبُو زِيادِ: رَمْلِيَّةٌ وهِيَ مِنْ مَساكِنِ الظِّبَاءِ في الصَّيْفِ، يَحْتَفِرْنَ في أُصُولِهَا الكُنُس، وقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ: «هَلْ رَأَيْتُم الصَّبْغَاءَ؟».

  وقِيلَ: الصَّبْغَاءُ: الطّاقَةُ مِنَ النَّبْتِ إذا طَلَعَتْ كانَ ما يَلِي الشَّمْسَ مِنْ أَعالِيها أَخْضَرَ، وما يَلِي الظِّلَّ أَبْيَضَ كأَنَّهَا سُمِّيَتْ بالنَّعْجَةِ الصِّبْغَاءِ. قلتُ: والحَدِيثُ المَذْكُور رَوَاهُ عَطاءُ بنُ يَسارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ¥، رَفَعَهُ: «أَنَّه ذَكَرَ قَوْماً يُخْرَجُونَ مِنَ النّارِ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فيُطْرَحُونَ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الجَنَّةِ فيَنْبُتُونَ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ، قال : هَلْ رَأَيْتُمُ الصَّبْغاءَ» وفي رِوَايَةٍ: «أَلَم تَرَوْها ما يَلِي الظِّلَّ مِنْهَا أُصَيْفِرُ أَوْ أَبْيضُ، وما يَلِي الشَّمْسَ مِنْهَا أُخَيْضِرُ» قَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: شَبَّهَ نَبَاتَ لُحُومهِمْ بَعْدَ إِحْرَاقِها بَنباتِ الطّاقَةِ مِنَ النَّبْتِ حَينَ تَطْلُعُ⁣(⁣٢) تَكُونُ صَبْغَاءَ.

  والصَّبّاغُ كَشدّادٍ: مَنْ يَصْبُغُ أي: يُلَوِّنُ الثِّيَابَ وفي اللِّسَانِ: مُعَالِجُ الصَّبْغِ.

  والصَّبّاغُ: الكَذّابُ⁣(⁣٣) ومِنْهُ الحَدِيثُ: «كِذْبَةٌ كَذَبَهَا الصَّبّاغُونُ» ويُرْوَى «الصّيّاغُونُ» ويُرْوَى: «الصَّوّاغُونَ» وهُوَ الَّذِي يُلَوِّنُ الحَدِيثَ ويَصْبُغُه ويُغَيِّرُه وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ¥ رَفَعَهُ: «أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّبّاغُونَ وَالصَّوّاغُونَ» قال الخَطّابِيُّ: مَعْنَى هذا الكَلامِ أنَّ أَهْلَ هاتَيْنِ الصِّناعَتَيْنِ تَكْثُر مِنْهُم المَوَاعِيدُ في رَدِّ المَتَاعِ، وَضَرْبِ المَوَاقِيتِ فِيهِ، ورُبَّمَا وَقَعَ فيهِ الخُلْفُ، فقِيلَ عَلَى هذا: إِنَّهُمْ مِنْ أَكْذَبِ النّاسِ، قال: ولَيْسَ المَعْنَى أنَّ كُلَّ صائِغٍ وصَبّاغٍ كاذِبٌ، ولَكِنَّهُ لَمّا فَشَا هذَا الصَّنِيعُ مِنْ بَعْضِهِمْ أُطْلِقَ عَلَى عامَّتِهِمْ ذلِكَ، إِذْ كانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِرَصْدِ أَنْ يُوجَدَ ذلِكَ مِنْهُ، قال: وقِيلَ: إنَّ المُرَادَ بِهِ صِيَاغَةُ الكَلامِ وصَبْغَتُه وتَلْوِينُه بالبَاطِلِ، كما يُقَال: فُلانٌ يَصُوغُ الكَلامَ ويُزَخْرِفُه، ونَحْوُ ذلِكَ مِنَ القَوْلِ.

  وابْنُ الصَّبّاغِ صاحِبُ الشّامِلِ هُوَ: أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ السِّيِّدِ بنُ مُحَمَّدٍ، الفَقِيهُ الشّافِعِيُّ المَشْهُورُ.

  والصُّبْغَةُ، بالضَّمِّ: البُسْرَةُ قَدْ نَضِجَ بَعْضُها تَقُولُ: قَدْ نَزَعْتُ مِنَ النَّخْلَةِ صُبْغَةً أَوْ صُبْغَتَيْنِ، وهُو بالصّادِ أَكْثَرُ.

  وكَأَمِيرٍ: صَبِيغُ بنُ عُسَيْلٍ، هكَذا عُسَيْل في سائِرِ النُّسَخِ، ففي بَعْضِها كزُبَيْرٍ، وفي بَعْضِها كأَمِيرٍ، وكِلاهُمَا خَطَأٌ، والصَّوابُ «عِسْلٌ» بكَسْرِ العَيْنِ كَما ضَبَطَهُ الحافِظُ في التَّبْصِيرِ، وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ ذلِكَ في الّلامِ، حَدَّثَ عَنْهُ ابنُ أَخِيهِ عِسْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِسْلٍ، وقالَ ابنُ مَعِينٍ: بَلْ هُوَ صَبِيغُ بنُ شَرِيكِ بنِ المُنْذِرِ بنِ قَطَنِ بنِ قِشْعِ بنِ عِسْلِ بنِ عَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ التَّمِيمِيُّ، فَمَنْ قالَ: صَبِيغُ بنُ عِسْلٍ فَقَدْ نَسَبَه إلى جَدِّهِ الأَعْلَى، ولَهُ أَخٌ اسْمُه رَبِيعَةُ، شَهِد الجَمَلَ، وهُوَ الَّذِي كانَ يُعَنِّتُ النّاسَ بالغَوَامِضِ والسُّؤالاتِ مِن مُتَشَابِهِ القُرْآن⁣(⁣٤)، فَنَفَاهُ عُمَرُ، ¥، إلَى البَصْرَةِ بَعْدَ ضَرْبِه، وكَتَبَ إلى واليها أَلا يُؤْوِيَهُ تَأْدِيباً، ونهَى عَنْ مُجَالَسَتِهِ.

  وصُبَيْغٌ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ لبَنِي مُنْقِذِ بنِ أَعْيَا، مِنْ بَنِي أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ.

  وصُبَيْغَاءُ، كحُمَيْرَاءَ: ع، قُرْب طَلْح مِنَ الرَّمْلِ، وقد سَبَقَ في الحاءِ أنَّ طَلَحَا - بالتَّحْرِيكِ -: مَوْضِعٌ دُونَ الطّائِفِ، وبالإِسْكَانِ: بَيْنَ بَدْرٍ والمَدِينَةِ، والمُرَادُ هُنَا هُوَ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله والضعة، لعل الأولى: والصبغاء» وَالصواب ما أثبت فقد تقدم عن الدينوري عن أبي عمرو - في وضع - قال: الضَّعَة نبت كالثمام وهي أرق منه. وانظر اللسان «صبغ» وَفيه: الصبغاء شجرة شبيهة بالضعة.

(٢) في التهذيب واللسان: حين تطلع وذلك أنّها حين تطلع تكون صبغاء.

(٣) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: «ومن يُلوّن» بدل من «والكذاب يلون الحديث».

(٤) في التهذيب: كان يتعنت الناس بسؤالات مشكلة من القرآن.