تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مضغ]:

صفحة 60 - الجزء 12

  بالوَثْبِ في السَّوْءاتِ والتَّمَزُّغِ

  هكَذا نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، وأَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ.

  قلتُ: وهُوَ تَصْحِيفٌ صَوَابُه: «والتَّمَرُّغِ⁣(⁣١)» بالرّاءِ، أي: بالوَثْبِ في الرَّذائِلِ، والتَّمَرُّغِ فِيها، وهُوَ مَجَازٌ، ويُشْبِهُهُ قَوْلُه:

  خالَطَ أَخْلاقَ المُجُونِ الأَمْرَغِ

  وَقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيبًا، فَتَأَمَّلْ.

  [مسغ]: أَمْسَغَ الرَّجُلُ وامْتَسَغَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أي تَنَحَّى، نَقَلَه الصاغَانِيُّ هكَذَا، فِفي العُبَابِ: أَمْسَغَ، وفي التَّكْمِلَةِ: امْتَسَغَ، واقْتَصَرَ عَلَى كُلِّ حَرْفٍ في كُلٍّ مِنْ كِتَابَيْهِ، والمُصَنِّفُ جَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَهُوَ تَحْرِيفٌ مِنْ الصّاغَانِيِّ، فإِنَّ الَّذِي في نُسَخِ النَّوَادِرِ - لابْنِ الأَعْرَابِيِّ -: انْتَسَغَ الرَّجُلُ: إذَا تَحَرَّى، هكَذا هُوَ بالنُّونِ، وقالَ في «نَشَغَ»: انْشَغَ: إذا تَنَحَّى، فَتَأَمَّلْ ذلِكَ، وَكَثِيرًا ما يُقَلِّدُه المُصَنِّفُ مِنْ غَيْرِ مُرَاجَعَةٍ ولا تَأَمُّلٍ.

  [مشغ]: المَشْغُ، كالمَنْعِ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكْلِ، وهُوَ أَكْلٌ غَيْرُ شَدِيدٍ، وَقِيلَ: هُوَ كَأَكْلِ القِثّاءِ ونَحْوِهِ.

  والمَشْغُ: الضَّرْبُ، قال أَبُو تُرَابٍ عَنْ بَعْضِ العَرَبِ: مَشَغَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، ومَشَقَهُ: إذا ضَرَبَه.

  والمَشْغُ: التَّعْيِيبُ في عِرْضِ الرَّجُلِ، عنِ ابْنِ دُرَيْدٍ.

  والمِشْغُ: بالكَسْرِ: المَغْرَةُ وهُوَ المِشْقُ أَيْضًا، ومَشَّغَهُ أي: الثَّوْبَ تَمْشِيغًا: إذا صَبَغَهُ بِهَا، وَقالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: ثَوْبٌ مُمَشَّغٌ: مَضْبُوغٌ بالمِشْغِ، قال الأَزْهَرِي: أَرادَ بالمِشْغِ المِشقَ، وهُوَ الطِّينُ الأَحْمَرُ.

  ومَشَّغَ عِرْضَهُ تَمْشِيغًا: كَدَّرَهُ، ولَطَّخَهُ؛ ومنه قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  وأَعْلُو وعِرْضِي لَيْسَ بالمُمشَّغِ⁣(⁣٢)

  أيْ: لَيْسَ بالمَكَدَّرِ المُلَطَّخ⁣(⁣٣) المُعَابِ. وقال ابنُ عَبّادٍ: المِشْغَةُ: قِطْعَةٌ مِنْ ثَوْبٍ أو كِساءٍ خَلَقٍ قُلْتُ: وهُوَ قَوْلُ أَبِي عَمْرٍو، وأَنْشَدَ:

  كأَنَّهُ مِشْغَةُ شَيْخٍ مُلْقاه⁣(⁣٤)

  وقال غَيْرُه: المِشْغَةُ: طِينٌ يُجْمَعُ، ويُغْرَزُ فِيهِ شَوْكٌ وَيُتْرَكُ لِيَجِفَّ ثُمَّ يُضْرَبُ عَلَيْهِ الكَتّانُ ليَتَسَرَّحَ كَذا في اللّسَانِ والعُبَاب.

  [مضغ]: مَضَغه، كمَنَعَهُ ونَصَرَهُ، يَمْضُغُه مَضْغًا: لاكَهُ بسِنِّهِ طَعَامًا أو غَيْرَه.

  والمَضَاغُ، كسَحَابٍ: ما يُمْضَغُ وفي التَّهْذِيبِ: كُلَّ طَعَامٍ يُمْضَغُ، ويُقَالُ: ما ذُقْتُ مَضَاغًا ولا لَوَاكًا، أي: ما يمضغ ويُلاكُ، وهذِهِ كِسْرَةٌ لَيِّنَةُ المَضَاغِ بالفَتْحِ أَيْضًا، وَرُوِي قَوْلُ الرّاجِزِ:

  بكِسْرَةٍ لَيِّنَةِ المَضَاغِ ... بالمِلْحِ أَوْ ما شِئْتَ مِنْ صَباغِ

  ويُرْوَى: «طَيِّبَةِ المَضَاغِ» وقد تَقَدَّمَ⁣(⁣٥)، وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ¥: «لأَنَّها - أيِ التَّمَرَاتِ - شَدَّت في مَضَاغِي»، ويُقَالُ: أنَّ المَضَاغَ هُنَا هُوَ المَضْغُ نَفْسُه.

  والمُضَاغَةُ بالضَّمِّ: ما مُضِغَ وقِيلَ: ما يَبْقَى في الفَمِ مِنْ آخِرِ ما مَضَغْتَهُ.

  والمُضّاغَةُ بالتَّشْدِيدِ: الأَحْمَقُ.

  والمُضُغَةُ، بالضَّمِّ: قِطْعَةٌ مِنْ لَحْمٍ، كَمَا في الصِّحاحِ، زادَ الأَزْهَرِيُّ: وتَكُونُ المُضُغَةُ مِنْ غَيْرِهِ أَيضًا، يُقَالُ: أَطْيَبُ مُضْغَةٍ أَكَلَهَا النّاسُ صَيْحَانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ. وقالَ خالِدُ بنُ جَنْبَةَ: المُضْغَةُ مِنَ اللَّحْمِ: قَدْرُ ما يُلْقِي الإِنْسانُ في فِيهِ، ومِنْهُ قِيلَ: «في الإِنْسَانِ مُضْغَتَانِ إذَا صَلَحَتَا⁣(⁣٦) صَلَحَ البَدَنُ: القَلْبُ واللِّسَانُ» ج: مُضَغٌ، كصُرَدٍ، وَقَلْبُ الإِنْسَانِ مُضْغَةٌ مِنْ جَسَدِه، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: إذا صارَتِ العَلَقَةُ الَّتِي خُلِقَ مِنْهَا الإِنْسانُ لَحْمَةً فهِيَ مُضْغَةٌ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: {فَخَلَقْنَا


(١) وهي رواية الديوان ص ٩٨.

(٢) هذه رواية الديوان ٩٨ وفي اللسان:

أغدو وعرضي ليس بالممشغ

وَفي التهذيب:

عنه وعرضي ليس بالممشغ

(٣) عن اللسان وبالأصل «المخلط».

(٤) اللسان ونسبه لأبي بدر السلمي.

(٥) تقدم في مادة بلغ برواية جيدة المضاغ. والشطر الثاني: برواية: أو ما خف من صباغ وفيها قبلهما مشطوران:

تزج من دنياك بالبلاغ ... وَباكر المعدة بالدباغ

(٦) الأصل واللسان وفي التهذيب: صلحا.