تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مضغ]:

صفحة 61 - الجزء 12

  الْعَلَقَةَ مُضْغَةً}⁣(⁣١)، وفي الحَدِيثِ: «ثُمَّ أَرْبَعِينَ يَومًا مُضْغَةً» وَقالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى:

  تُلَجْلِجُ مُضْغَةً فِيهَا أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ⁣(⁣٢) فَهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ

  ومُضَّغُ الأُمُور، كسُكَّرٍ: صِغارُهَا، هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ، والصَّوابُ كصُرَدٍ، وقَدْ ضَبَطَهُ الصاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ عَلَى الصّوابِ⁣(⁣٣)، وهكذا رُوِيَ الحَدِيثُ مِنْ قَوْلِ سَيِّدِنا عُمَرَ، ¥، للبَدَوِيِّ: «إنَّا لا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْنَنَا» أَرَادَ الجِرَاحاتِ⁣(⁣٤)، وسَمَّى ما لا يُعْتَدُّ بِه في أصْحابِ الدِّيَةِ مُضَغًا، تَقْلِيلاً وتَحْقِيرًا، عَلَى التَّشْبِيهِ بِمُضْغَةِ الإنْسَانِ في خَلْقِهِ، فتأَمَّلْ ذلِكَ.

  والمَضِيغَةُ، كسَفِينَةٍ: كُلُّ لَحْمٍ عَلَى عَظْمٍ قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: المَضِيغَةُ: لَحْمَةٌ تَحْتَ ناهِضِ الفَرَسِ قال: والنّاهِضُ: لَحْمُ العَضُدِ.

  وقال الأَصْمَعِيُّ: المَضِيغَةُ: عَقَبَةُ القَوْسِ الَّتِي عَلَى طَرَفِ السِّيَتَيْنِ: وقالَ غَيْرُه: المَضِيغَةُ: ما بُلَّ وشُدَّ عَلَى طَرَفِ سِيَةِ القَوْسِ مِن العَقَبِ؛ لأَنَّهُ يُمْضَغُ، ومَآلُ القَوْلَيْنِ إلَى واحِدٍ.

  أَو المَضِيغَةُ: عَقَبَةُ القَوّاسِ المَمْضُوغَةُ.

  وَكُلُّ لَحْمَةٍ يَفْصِلُ بَيْنَها وبَيْنَ غَيْرِهَا عِرْقٌ فهِيَ مَضِيغَةٌ.

  واللِّهْزِمَةُ: مَضِيغَةٌ.

  والعَضَلَةُ: مَضِيغَةٌ، قالَهُ اللَّيْثُ.

  ج: مَضِيغٌ كسَفِينٍ، عن ابْنِ شُمَيْلٍ وقال الأَصْمَعِيُّ: جَمْعُه مَضائِغُ، مِثْلُ: سفائِن.

  والماضِغانِ: أُصُولُ⁣(⁣٥) اللَّحْيَيْنِ عِنْدَ مَنْبِتِ الأَضْرَاسِ بحِيَالِه، أَوْ هُمَا: عِرْقانِ في اللَّحْيَيْنِ، أَوْ هُمَا: ما شَخَصَ عِندَ المَضْغِ. وأَمْضَغَ النَّخْلُ: صارَ في وَقْتِ طِيبِه حَتَّى يُمْضَغَ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وقال الزَّجّاجُ: امْضَغَ اللَّحْمُ: إذا اسْتُطِيبَ وأُكِلَ.

  وقال غَيْرُه: ماضَغَهُ في القِتَالِ: إذا جادَّهُ فِيهِ، هكَذا في العُبَابِ، وهو مَجازٌ، ونَصُّ الأَساسِ: ماضَغْتُ فُلانًا مُمَاضَغَةً: إذا جادَدْتَهُ⁣(⁣٦) القِتَالَ والخُصُومَةَ، ونَصُّ اللِّسَانِ: ماضَغَهُ القِتَالَ والخُصُومَةَ: طَاوَلَه إيّاهُما.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  أَمْضَغَهُ الشَّيْءَ، ومَضَّغْتَهُ تَمْضِيغًا: أَلَاكَهُ إيَّاهُ، قال:

  أُمْضِغُ مَنْ شاحَنَ عُوداً مُرًّا

  وَقال آخَرُ:

  هاعٍ يُمَضِّغُنِي ويُصْبِحُ سادِرًا ... سلِكًا بِلَحْمِي ذِئْبُه لا يَشْبَعُ

  وَكَلَأٌ مَضِغٌ، ككَتِفٍ: قَدْ بَلَغَ أَنْ تَمْضَغَهُ الراعِيَةُ، ومِنْهُ قَولُ أَبِي فَقْعَسٍ في صِفَةِ الكَلإِ: «خَضِغٌ مَضِعٌ، صافٍ⁣(⁣٧) رَتِعٌ» أراد «مَضِغَ» فَحَوَّلَ الغَيْنَ عَيْنًا لِمَا قَبْلَهُ مِنْ «خَضِعٍ» وَلِمَا بَعْدَهُ مِنْ «رَتِع».

  والمَوَاضِعُ: الأَضْرَاسُ؛ لمَضْغِهَا، صِفَةٌ غَالِبَةٌ.

  والمَاضِغَانِ، والماضِغَتَانِ، والمَضِيغَتانِ: الحَنَكُ الأَعْلَى والأَسْفَلُ؛ لمَضْغِهمَا المأْكُولَ، وقِيلَ: هُمَا روذَا الحَنَكَيْنِ⁣(⁣٨) لِذلِكَ.

  والمَضِيغَةُ، كَسَفِينَةٍ: كُلُّ عَصَبَةٍ ذاتِ لَحْمٍ، فإِمّا أَنْ تَكُونَ مِمّا يُمْضَغُ، وإمّا أَنْ تُشَبَّهَ بذلِكَ إنْ كانَ مِمّا لا يُؤْكَلُ.

  وَالمَضَائِغُ مِنْ وَظِيفَيِ الفَرَسِ: رُؤُوسُ الشَّظايَتَيْنِ؛ لأَنَّ آكِلَهَا مِنَ الوَحْشِ يَمْضَغُهَا، وقَدْ يَكُونُ عَلَى التَّشْبِيهِ، كما تَقَدَّمَ؛ لمَكَانِ المَضْغِ أَيْضًا.


(١) سورة «المؤمنون» الآية ١٤.

(٢) عن شرح ديوانه لثعلب ص ٨٢ وبالأصل «أحيلت».

(٣) والتهذيب أيضًا وفيه: والمُضَغُ من الجراح: صغارها.

(٤) في النهاية: أراد بالمضغ ما ليس فيه أرش معلوم مقدّر من الجراح والشجاج.

(٥) في التهذيب: أصلا اللحيين.

(٦) بالأصل: «جاددته في القتال» والمثبت عن الأساس.

(٧) في اللسان: ضافٍ.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: هما روذا الحنكين مثله في اللسان، وَلعله: رؤدا اللحيين، راجع مادة رأد من اللسان اهـ» ففي اللسان رأد: الرأد والرؤد أيضا رأد اللحي وهو أصل اللحي الناتئ تحت الأذن ... وقيل الرأدان طرفا اللحيين الدقيقان اللذان في أعلاهما.