تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أخف]:

صفحة 78 - الجزء 12

  وأَثَفَهُ يَأْثِفُهُ من حَدِّ ضرَب، أي: تَبِعَهُ فهو آثِفٌ: تَابِعٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  قلتُ: وهو قول أَبِي عُبَيْدٍ، نقَلَه عن الكِسَائِيِّ في نَوَادِرِه.

  وقيل: أَثَفَهُ: إذا طَرَدَهُ عن ابن عَبَّادٍ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: أَثَفَهُ يَأْثِفُهُ بالكَسْر، ويَأْثُفُهُ بالضَّمِّ: إذا طَلَبَهُ.

  وأُثَيْفِيَةُ، كحُدَيْبِيَةٍ تصغير أُثْفِيَة: ة بِالْيَمَامَةِ بالوَشْمِ منها، لبني كُلَيْبِ بن يَرْبُوعٍ، وأَكْثَرُها لِأَوْلاد جَرِيرِ بْنِ الخَطَفَى الشاعر، وقال ابنُ أَبي حَفْصَةَ: هي أُكَيْماتٌ ثَلاثةٌ شُبِّهتْ بأَثَافيِّ القِدْرِ، وبها كان جَرِيرٌ، وبها له مَالٌ، وبها مَنْزِل عُمَارَةَ بنِ عَقِيلِ بنِ بِلَالِ بنِ جَرِيرٍ، وقال نَصْرٌ: أُثَيْفِيَةٌ: حِصْنٌ من مَنَازلِ تَمِيمٍ، واسْتَدَلَّ بقَولِ الرَّاعِي الآتي.

  وذُو أُثَيْفِيَة: ع، بِعَقِيقِ الْمَدِينَةِ على ساكِنها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسلامِ.

  وأُثَيْفِيَاتُ جمعُ أُثَيْفِيَةٍ: ع في قول الرَّاعِي:

  دَعَوْنَ قُلُوبَنَا بِأُثَيْفِيَاتٍ ... فَأَلْحَقَنَا قَلَائِصُ يَعْتَلِينَا⁣(⁣١)

  وَقالَ ياقُوت: أُثَيْفِيَةُ وأُثَيْفِيَاتٌ كلاهما مَوْضِعٌ واحِدٌ، وَإنما جَمَعَه بما حَوْلَه، وله نَظَائِرُ كَثيرة.

  قلتُ: وأَقْرَبُهَا ما مَرَّ في «ولغ».

  أَوْ جِبَالٌ صِغَارٌ كالأَثَافي قاله ابنُ حَبِيب، ومثلُه قولُ ابنِ أَبِي حَفْصَةَ، وقد تقدَّم.

  والمُؤَثَّفُ كَمُعَظَّمُ: القَصِيرُ العَرِيضُ التَّارُّ اللَّحِيمُ، وَأَنْشَد أَبُو عَمْرٍو:

  ليسَ مِنَ القُرِّ بِمُسْتَكِينِ ... مُؤَثَّفٌ بِلَحْمِهِ سَمِينِ

  والآثِفُ: الثَّابِتُ كما في المُحِيط.

  والآثِفُ: التَّابِعُ كما في الصِّحاح، وقال أَبو حاتم: الأَثَافي: كَواكِبُ بِحِيالِ رأْسِ القِدْرِ، قال: والْقِدْرُ أَيْضاً: كَوَاكِبُ مُسْتَدِيرَةٌ وقد ذُكِرَ في الراءِ. وأَثَّفَ الْقِدْرَ تَأْثِيفاً: جَعَلَهَا عَلَى الأَثَافي لغَة في ثَفَّاهَا تَثْفِيَةُ، كما في الصحاح، وسيأْتي في المُعْتَلِّ إن شاءَ الله تعالى.

  ومن المجاز: تَأَثَّفَهُ: إذا تَكَنَّفَهُ، وَفي الصِّحاح: تَأَثَّفُوه، أي تَكَنَّفُوه، وفي الأَساس: أي اجْتَمَعُوا حَوْلَهُ، وَأَنشد الجَوْهَريُّ للشاعر - وهو النابغة، يعتذرُ إلى النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ -:

  لَا تَقْذِفَنِّي بِرُكْنٍ لَا كِفَاءَ لَهُ ... وَإنَّ تَأَثَّفَكَ الأَعْدَاءُ بالرِّفَدِ⁣(⁣٢)

  وقال أَبو زَيْد: تَأَثَّفَ المكانَ: إذا لَزِمَهُ، وأَلِفَهُ ولم يَبْرَحْهُ.

  وقال الأَزْهَرِيُّ: تَأَثَّفَهُ: إذا اتَّبَعُهُ، وأَلَحَّ عَلَيه، ولم يَبْرَحْ يُغْرِيهِ وبه فُسِّر قولُ النَّابِغَةِ المذكور، قال: وهُوَ من أَثَفْتُ الرَّجُلَ آثِفُهُ أَثْفاً⁣(⁣٣): إذا تبِعْتَه، وليس هو مِن الأُثْفِيَّةِ في شيءٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  تَأَثَّفَتِ القِدْرُ، أي: وُضِعَتْ على الأَثَافي.

  وَآثَفَتِ القِدْرُ، أي: وُضِعَتْ على الأَثَافي.

  وَآثَفَهَا إيثافاً: لغةٌ في أَثَّفَهَا تَأْثِيفاً⁣(⁣٤).

  وَتأَثَّفُوا على الأَمْرِ، أي: تَأَلَّبوا عَلَيه، وهو مجاز.

  وَهم عَلَيه أُثْفِيَّةٌ واحدةٌ.

  وامرأةٌ مُؤَثَّفَةٌ، كمُعَظَّمةٍ، لزوجِها امرأَتان سِوَاها، وهي ثالثتُهما، شُبِّهَتْ بأَثَافي الْقِدْرِ، ومنه قولُ الْمَخْزُومِيَّةَ: إنِّي أَنا الْمؤَثَّفةُ المُكَثَّفَةُ، حكاه ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

  وَذَاتُ الأَثَافي: موضِعٌ في بلادِ تَمِيمٍ: قال عُمارةُ في⁣(⁣٥) بني نُمَيْرٍ:

  إن تَحْضُرُوا ذَاتَ الأَثَافي فَإنَّكُمْ ... بِهَا أَحَدَ الأَيَّامِ عُظْمُ الْمَصَائِبِ

  [أخف]: أُخَيْفٌ، كزُبَيْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ


(١) ديوانه ص ٢٧١ وتخريجه فيه، وفيه: يغتلينا.

(٢) بالأصل «بالرمد» والمثبت عن الديوان، أي يرفد بعضهم بعضاً.

(٣) بالأصل «إثفاً» والثبت عن اللسان.

(٤) بالأصل «إثفاء» والمثبت عن الصحاح، وفيه: أثّفت القدر تأثيفاً

(٥) في المطبوعة الكويتية: «من».