تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أدف]:

صفحة 79 - الجزء 12

  اللِّسَان، وهكذا ضَبَطَه أَصْحابُ الحَدِيثِ، منهم ابنُ الْبَرْقِيِّ، وابنُ قانِعٍ، وأَهْلُ المعرِفَةِ بالأَنْسَابِ، ورَجَّحَه الأَمِيرُ ابنُ مَاكُولَا، وقال: صَرَّحَ به شَبَابٌ، في طبقاتِه، فالهمزة إذاً أَصْلِيَّةٌ أَصالتهَا في أُسَيْدٍ وأُمَيْن، أَوْ هو كأَحْمَدَ كما ذكَره الدَّارَقُطْنِيُّ فيما حَكَاهُ عن شَبَاب وحِينَئذٍ فمَوْضِعُه الْخَاءُ مع الفاءِ، والأَوَّلُ أَصْوَبُ، كما قاله الصَّاغَانِيُّ، قالوا: هو اسْمُ مُجْفِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بن عَمْرو بن تَمِيمٍ، ومن ذُرِّيَّتِه الخَشْخَاشُ بنُ مالك الْعَنْبَرِيُّ الصَّحابِيُّ، وَغيره.

  [أدف]: الأُدافُ، كغُرَابٍ أَهْمَلَه الْجَوْهَرِيُّ، وقال ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: هو الذَّكَرُ، وَمنه الحديثُ⁣(⁣١): «في الأُدَاف الدِّيَةُ⁣(⁣٢)» يعني الذَّكَرَ إذا قُطِعَ، وهَمْزَتُه بَدَلٌ مِنْ الواو، وقال الرَّاجِزُ:

  أَدْخَلَ في كَعْثَبِهَا الأُدَافَا ... مِثْلَ الذَّرَاعِ يَمْتَطِي النِّطَافَا

  قلتُ: وهو مَأخُوذٌ مِن وَدَفَ الإِناءُ، إذا قَطرَ، ووَدَفَتِ الشَّحْمَةُ: إذا قَطَرت دُهْنًا، كما سَيَأْتِي.

  وقال غيرُه: الأُدَافُ: الأُذُنُ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.

  وأُدْفِيَّةُ، كأُثْفِيَّةٍ: جَبَلٌ لِبَنِي قُشَيْرٍ هكَذَا ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ، وَقَلَّدَه المُصَنِّفُ، والذِي صَحَّ أَنَّه بالقَاف، كما حَقَّقه ياقوتُ في المعجم، وقد أوردها المُصَنِّف ثانِياً في المُعْتَلِّ، إشارةً إلى أَنَّهَا ذاتُ وَجْهَيْن: فُعْلُويَة، وأُفْعُولَة، كما سيأْتي.

  وأُدْفُوَّهُ: بِضَمِّ الهَمْزَةِ وفَتْحِها، وقد تُعْجَمُ الدَّالُ هكذا بزِيادةِ هاءٍ في آخِرِها، ويُوجَدُ في بعضِ النُسَخ تَشْدِيدُ الواوِ أَيضاً، وكلاهما خَطَأٌ، والصوابُ في ضَبْطِه «أُدْفُو» بضَمٍّ فسُكونِ الدَّالِ والواوِ والفاءُ مضمومة⁣(⁣٣)، وقد تُبْدَلُ الدَّالُ تاءً: ة قُرْبَ الإِسْكَندَرِيَّةِ من كُوَرِ البُحَيْرَةِ.

  وأَيضاً: بُلَيْدٌ بالصَّعِيدِ وهي قريةٌ عامرةٌ بين أُسْوَانَ وَقُوص، كثيرةُ النَّخْل، بها ثَمَرٌ⁣(⁣٤) لا يُقْدَر على أَكْلِهِ حتى يُدَقَّ في الْهاوُنِ، مِثْل السُّكَّر، ويُذَرُّ على العَصائِدِ، قاله ابنُ زُولَاق، وهكَذَا ضَبَطَ اسْمَ القَريةِ كما ذَكَرْنا، مِنْهُ الإمامُ أَبو بكر مُحَمَّدُ بنُ عليّ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد الأُدْفُوِيُّ الأَدِيبُ المُقْرِئُ النَحْوِيُّ الْمُفَسِّرُ انْفَرَد بالإِمامةِ في قِرَاءَةِ نَافِع، رِوَايةِ وَرْشٍ، معَ سَعَةِ عِلْمٍ، وحَدَّث عن أَبي جعفر أحمدَ بن محمد بن النَّحَّاسِ بكتابِ معاني القرآن، وإعرابِ القرآن، وُلِد سنة ٣٠٤، وتُوُفِّيَ بمصرَ سنة ٣٨٨ وتَفْسِيرُه في أَرْبَعِينَ وفي المعجم: خمسين⁣(⁣٥) مُجَلداً كِبَارًا، وفي أَنسَاب البِلْبِيسِيّ مائة وعشرين مُجَلَّداً، قال: ومنه نسخةُ الْفَاضِلِيَّةِ، وله غيرُ ذلِك من كُتُبِ الأَدبِ، وترجمتُه في معجم الأُدباءِ مشهورة.

  ومنه أَيضاً الشيخُ كمالُ الدِّينِ أَبو الفضل جَعْفَرٌ، ويُدْعَى عبدَ الله بنِ ثَعْلَبَ هكذا بالثاءِ والعين المُهْمَلة، وصوابُه بالتَّاءِ الفَوْقِيَّة والغَيْنِ المُعْجَمَة، وهو ابن جَعْفَر بن تَغْلِب الأُدْفُوِيّ الّفَقِيهُ المُؤرِّخُ المُحَدِّثُ، مُؤلِّفُ تاريخ الصَّعِيدِ، وفي جُزْءٍ حافِلٍ سَمَّاه «الطَّالعَ السَّعِيدِ» وهو عندي، وقد أَخَذَ عن أبي حَيَّان، وغيره من الشُّيوخ، وأَخذ عنه الحافِظُ بنُ حَجَرٍ بوَاسِطَةِ أَبِي الخَيْرِ أحمدَ بنِ الصَّلاحِ خليلِ بنِ كَيْكَلَدِي الْعَلَائِيِّ، كما رأَيتُه على رسالةٍ من تأْليفِ المُتَرْجَم في حُكْمِ السَّماع.

  قلتُ: ومنه أَيضاً ضياءُ الدين أَحْمَدُ بنُ عبدِ القَوِيِّ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عليٍّ الأُدْفُوِيُّ، مات بها، وله كَراماتٌ، تَرْجَمَه الأُدْفُوِيُّ المذكور في التاريخ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَدْفَةُ، بفَتْحٍ فسُكون: من قُرَى إخْمِيم بالصَّعِيد من مصر، نَقَلَه ياقوت.

  قلتُ: وقد رأَيْتُها، وهي في حِذَاءِ جَزِيرَةِ شَنْدَويد⁣(⁣٦)، مِن أَعْمَالِ المَراغَاتِ.

  [أذف]: الأُذَافُ كغُرَابٍ بالذَّالِ المُعْجَمَة، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَة⁣(⁣٧)، وأَوْرَدَه في العُبَاب، فقَالَ: وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هي لغةٌ في الأُداف، بالدال المهملة، بمعنى: الذَّكَر.


(١) اللسان: في حديث الديات.

(٢) التكملة: الدية كاملة.

(٣) كما في معجم البلدان.

(٤) معجم البلدان: تمر، بالتاء.

(٥) في معجم البلدان «ادفو»: خمسة مجلدات.

(٦) عن معجم البلدان «شندويد» وبالأصل «شندويل» باللام.

(٧) ذكره الصاغاني في التكملة استطراداً في أدف وفيها: الأُداف وَالأُذاف: الذكر.