تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أرف]:

صفحة 80 - الجزء 12

  قال الصَّاغَانِيُّ: وتَأْذِفُ⁣(⁣١)، كتَضْرِبُ: د، على بَرِيدٍ مِنْ حَلَبَ، وَفي العبابِ على ثلاثةِ⁣(⁣٢) فَرَاسِخَ منها بوادِي بُطْنَان، قال امرؤُ القيس:

  أَلَا رُبَّ يَوْمِ صَالِحٍ قد شَهدْتُهُ ... بِتَأْذِفَ ذَاتِ التَّلِّ مِنْ فَوْقِ طَرْطَرَا

  [أرف]: الأُرْفَةُ، بالضَّمِّ: الحَدُّ بين الأَرْضَيْنِ وفَصْلُ ما بين الدُّورِ والضِّياعِ، وزَعَم يعقوبُ أَن فاءَ أُرْفَةٍ بَدَلٌ مِن ثاءِ أُرْثَةٍ، ج: أُرَفٌ كغُرَفٍ، وفي حديثِ عثمانَ ¥: الأَرَفُ تَقْطَعُ الشُّفْعَةَ.

  وهِيَ المَعَالِمُ والحُدودُ، هذا كلامُ أَهلِ الْحِجَازِ، وكانوا لا يَرَوْنَ الشُّفْعَةَ لِلْجَارِ، وقال اللِّحْيَانِيُّ: الأَرَفُ والأُرَثُ: الحُدُودُ بين الأَرْضين، وفي الصِّحاحِ: مَعالِمُ الحُدودِ بينَ الأَرْضِين.

  والأُرْفَةُ أَيضاً: العُقْدَةُ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.

  والأُرْفيُّ: كقُمْرِيٍّ: اللَّبَنُ الطَّيِّبُ المَحْضُ الخَالِصُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وبه فُسِّر حديثُ المُغِيرَةِ: «لَحَدِيثٌ مِنْ في الْعَاقِلِ أَشْهَى إلَيَّ مَنَ الشُّهْدِ بِمَاءِ رَصَفَةٍ بِمَحْضِ الأُرْفيِّ» قال ابنُ الأَثِيرِ: كذا قالَهُ الْهَرَوِيُّ عندِ شَرْحهِ الرَّصَفَةَ، في حرف الرَّاءِ.

  والأُرْفيُّ أَيْضاً المَاسِحُ الَّذِي يَمْسَحُ الأَرْضَ ويُعْلِمُهَا بحُدُودٍ.

  قال الصَّاغَانِيُّ: والكلامُ عَلى الأُرْفيِّ كالكلامِ على الأُثْفِيَّةِ.

  وأُرِّفَ علَى الأرضِ تَأْرِيفاً: جُعِلَتْ لها حُدودٌ، وَقُسِّمَتْ، وَمنه الحَديثُ: «أيُّ مالٍ اقْتُسِم، وأُرِّفَ عَلَيْهِ فَلَا شُفْعَةَ فِيهِ»⁣(⁣٣) كما في الصِّحاح.

  وتَأَرِيفُ الحَبْلِ: عَقْدُهُ.

  ويقال: هو مُؤَارِفي أي: حَدُّهُ إلى حَدِّي في السُّكْنَى وَالْمَكَانِ كما نقولُ: مُتَاخِمِي.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَرَّفَ الدارَ والأَرْضَ تَأْرِيفاً: قَسَّمَها وحَدَّهَا. والأُرْفَةُ، بالضَّمِّ: الحَدُّ، ومنه حديثُ عبدِ الله بن سَلامٍ: «مَا أَجِدُ بهذهِ الأُمَّةِ مِن أُرْفَةِ أَجَلٍ بَعْدَ السَّبْعَيْنَ» أي: مِن حَدٍّ يُنْتَهَى إليهِ، وقالت امرأَةٌ مِن العَرَبِ: جَعَلَ عَلَيَّ زَوْجِي أُرْفَةً لا أَخُورُهَا⁣(⁣٤). أيْ: عَلامةً، قاله ثَعْلَب.

  وَإنَّهُ لفي إرْفِ مَجْدٍ، كإرْثِ مَجْدٍ، حكاه يعقوب في البَدَل. والأَرْفَةُ أَيضاً: المُسَنَّاةُ بينَ قَرَاحَيْن، عن ثَعْلَب، وَجَمْعُهُ: أُرَفٌ، كدُخْنَةٍ ودُخَنٍ.

  وَقال الأَصْمَعِيُّ: [الآرِفُ]⁣(⁣٥): الذي يأْتِي قَرْنَاهُ على وَجْهِه مِن الكُبُوش.

  [أزف]: أَزِفَ التَّرَحُّلُ، كفَرِحِ، أَزَفاً بالتَّحْرِيك، وأُزُوفاً، بالضَّمِّ: دَنَا وأَفِدَ، كما في الصِّحاح، ويقال: سَاءَنِي أُزُوفُ رَحِيلِهم، وأَنشد اللَّيْثُ:

  أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أنَّ رِكَابَنَا ... لَمَّا تزُلْ بِرِحَالِهَا وكأَنْ قَدِ⁣(⁣٦)

  وأَزِفَ الرَّجُلُ: عَجِلَ فهو آزِفٌ، على فاعِل، وفي الحديثِ: «قد أَزِفَ الوَقْتُ وحانَ الأَجَلُ» أي: دَنَا وقَرُبَ.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: أَزِفَ الْجُرْحُ، ويُثَلَّثُ زَايُهُ ولم يذكُرْ معناه⁣(⁣٧)، قال الصَّاغَانِيُّ: الذي انْدَمَلَ، ويُقَال: أَزِفَ الشَّيْءُ أي: قَلَّ.

  والآزِفَةُ: القِيامَةُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ سُمِّيَتْ لقُرْبِهَا وإن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداهَا، قال الله تعالى: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ}⁣(⁣٨) يَعْنِي دَنَتِ الْقِيَامَةُ.

  ومن المجاز: الأَزَفُ، مُحَرَّكةً: الضِّيقُ، وسُوءُ الْعَيْشِ، قال عَدِيُّ بنُ الرِّقَاعِ:

  مِن كُلِّ بَيْضَاءَ لم يَسْقَعْ عَوَارِضَهَا ... مِنَ الْمَعِيشَةِ تَبْرِيحٌ ولا أَزَفُ

  والْمَأْزَفَةُ، كمَرْحَلَةٍ: العَذِرَةُ نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ⁣(⁣٩)، زادَ


(١) قيدها ياقوت: تاذف بدون همز.

(٢) في معجم البلدان: أربعة فراسخ.

(٣) بعدها في النهاية: أي حدَّ وأعلم.

(٤) كذا بالأصل، ولعله لا أجوزها، أي لا أتعداها.

(٥) زيادة عن التهذيب ونص عبارته: الآرف الذي يأتي قرناه على أذنيه، والأقبل الذي يُقبل قرناه على وجهه.

(٦) البيت للنابغة الذبياني ص ٣٠ برواية: «أفِدَ الترحّل».

(٧) في التكملة: «أزَف وأزُف لغتان في أزِف» بدون تقييد وعبارته تفييد الاطلاق.

(٨) سورة النجم الآيتان ٥٧ و ٥٨.

(٩) الأصل واللسان وبهامشه: كذا بالأصل، وبهامشه صوابه: أبو زيد.