تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حفف]:

صفحة 142 - الجزء 12

  وحَفَّتِ الشَّجَرَةُ حَفِيفاً: إِذا صَوَّتَتْ بمُرُورِ الرِّيحِ علَى أَغْصانِهَا، وقولُه - أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ -:

  أَبْلِغْ أَبَا قَيْسٍ حَفِيفَ الْأَثْأَبَهْ

  فَسَّرَه فقَالَ: إِنَّهُ ضَعِيفُ العَقْلِ، كأَنَّهُ حَفِيفُ أَثْأَبَةٍ تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ، وقيل: مَعْنَاه أُوعِدُه وأُحَرِّكُه كما تُحَرِّك الرِّيحُ هذِه الشَّجَرَةَ، قال ابنُ سِيدَه: وهذا ليس بشَيْءٍ.

  وحَفَّتِ المَرْأَةُ تَحِفُّ⁣(⁣١) وَجْههَا مِن الشَّعَر، تَحِفُّ، حِفَافاً بِالْكَسْرِ، وحَفًّا: أَزالتْ عنه الشَّعرَ بالمُوسَى، وقَشَرَتْهُ، كاحْتَفَّتْ، وَيُقَالُ: هي تَحْتَفُّ: تَأْمُرُ مَن يَحِفُّ شَعْرَ وَجْهِها نَتَفاً بخَيْطَيْنِ، وهو مِن القَشْرِ، كما سيأْتِي عن اللَّيْثِ.

  ويُقَال: الْحَفَّةُ: الْكَرَامَةُ التَّامّةُ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ، وصاحبُ اللِّسَانِ.

  والحَفَّةُ: كُورَةٌ غَرْبِيَّ حَلَبَ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

  والحَفَّةُ: المَنْوَالُ، وَهو الذي يُلَفُّ عَلَيه الثَّوْبُ، والذي يُقَالُ له: الْحَفُّ هو الْمِنْسَجُ، قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ، قال أَبو سَعِيدٍ: الحَفَّةُ: المِنْوَالُ، ولا يُقَالُ له: حَفٌّ، وإِنما الحَفُّ المِنْسَجُ، كما في الصِّحاح والعُبَابِ، وفي اللِّسَانِ: حَفَّةُ الحائِكِ⁣(⁣٢): خَشَبَتُه العَرِيضَةُ، يُنَسِّقُ بها اللُّحْمَةَ بينَ السَّدَى، وَيُقَالُ: الحَفَّةُ: القَصَباتُ الثَّلاثُ، وقيل: الحِفَّةُ، بالكَسْرِ، وَقيل: هي التي يَضْرِبُ بها الحائِكُ كالسَّيْفِ، والحَفُّ: القَصَبَةُ التي تَجِيءُ وتَذْهَبُ، قال الأَزْهَرِيُّ، كذا هو عند الأَعْرَابِ، وجَمْعُهَا: حُفُوفٌ، ويُقَال «ما أَنْتَ بحَفَّةٍ ولا نِيرَةٍ»⁣(⁣٣) الحَفَّةُ: ما تَقَدَّم، والنِّيرَةُ: الخَشَبَةُ المُعْتَرِضةُ، يُضْرَبُ هذا لِمَن لا يَنْفَعُ ولا يَضُرُّ، معناهُ: لا يَصْلُحُ لِشَيءٍ.

  والحَفُّ: سَمَكَةٌ بَيْضَاءُ شَاكَةٌ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  والْحَفَّانُ: فِرَاخُ النَّعَامِ وصِغَارُها، لِلْذَّكَرِ والْأُنْثَى، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وخَصَّهُ ابنُ السَّيدِ بالإِنَاثِ فقط، ونَقَلَهُ شيخُنَا في شَرْح الكِفَايَةِ، والْوَاحِدَةُ حَفَّانَةٌ، وَقد خالَف هنا قَاعِدَتَهُ، وَلم يَقُلْ: بهاءٍ، قال الجَوْهَرِيُّ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِأُسامَةَ الهُذَلِيِّ:

  وإِلَّا النَّعَامَ وحَفَّانَهُ ... وَطَغْيَا مِنَ اللِّهِقِ النَّاشِطِ⁣(⁣٤)

  وَرَوَى أَبو عمرٍو وأبو عبدِ الله: «وطَغْياً» بالتَّنْوِين، أي: صَوْتاً، يُقَال: طَغَى الثَّوْرُ طَغْياً، ورَوَاه غيرُهما: وطُغْيَا، بالضَّمِّ: الصَغِيرُ مِن بَقَر الوَحْشِ، وقال ثَعْلَبٌ: هو الطَّغْيَا، بالفَتْحِ.

  والحَفَّانُ: الْخَدَمُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وكأَنَّهُ تَشْبِيهاً بصِغَارِ النَّعَامِ.

  والحَفَّانُ: الْمَلْآنُ من الْأَواني قَرِيبَةِ المَلْءِ مِن حِفَافِهَا، أَوْ مَا بَلَغَ الْمَكِيلُ حِفَافَيْهِ، كما في الصِّحاحِ، أي: جانِبَيْهِ.

  والحِفَافُ، ككِتابٍ: الْجَانِبُ، قال طَرَفَةُ يَصِفُ ناحِيَتَيْ عَسِيبِ ذَنَبِ النَّاقَةِ:

  كَأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَا ... حِفَافَيْهِ شُكَّا في الْعَسِيبِ بِمِسْرَدِ

  والحِفَافُ: الْأَثَرُ ويُقَال: قد جَاءَ علَى حِفَافِهِ، وَحَفَفِهِ، وحَفِّهِ، مَفْتُوحَتَيْنِ، أي: أَثَرِهِ، كما في العُبَاب، وفي اللِّسَانِ: جاءَ على حَفِّ ذلك، وحَفَفِهِ، وحِفَافِهِ: أي: حِينِهِ وَإِبَّانِهِ.

  والحِفَافُ: الطُّرَّةُ مِن الشَّعَر حَوْلَ رَأْسِ الْأَصْلَعِ، قالَهُ الأَصْمَعِيُّ، وكان عمرُ ¥ أَصْلَعَ له حِفَافٌ، ج: أَحِفَّةٌ، قال ذو الرُّمَّةِ يذكُر الجِفَانَ:

  فمَا مَرْتَعُ الْجِيرَان إِلَّا جِفَانُكُمْ ... تبَارَوْنَ أَنْتُمْ والرِّيَاحُ تَبَارِيَا

  لَهُنَّ إذا أَصْبَحْنَ مِنْهُمْ أَحِفَّةٌ ... وَحِينَ يَرَوْنَ اللَّيْلَ أَقْبَلَ جَائِيَا

  أَحِفَّةٌ: أي قَوْمٌ اسْتَدَارُوا حَوْلَهَا.

  وقَوْلُه تعالَى: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ} مِنْ حَوْلِ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تحف، لعل الأولى إسقاطه، اكتفاء بذكر المصنف له».

(٢) في التهذيب: حفّ الحائكُ خشبَتَه.

(٣) في التهذيب: ما أنت بنيرة ولا حفّة.

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ١٩٦ في شعر أسامة بن الحارث الهذلي، وفسر شارحه الحفان بصغار النعام، وطغيا من اللهق هو نُبذ من البقر. وقد ورد البيت أيضا في اللسان «طغى» شاهداً على أن «طغيا» مقصورة غير مصروفة، ونسبه فيها إلى أمية بن أبي عائذ الهذلي. والذي بالأصل «مع اللهق» والتصحيح من الديوان.