تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خلف]

صفحة 185 - الجزء 12

  والخَلْفُ: النَّسْلُ.

  والخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال له: ضِلَعُ الخَلْفِ، وهو أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا، وتُكْسَرُ الخَاءُ.

  ج أي: جَمْعُ الكُلِّ: خُلُوفٌ بالضَّمِّ.

  والخَلْفُ: الْمِرْبَدُ، أو الذي وَرَاءَ الْبَيْتِ، وَهو مَحْبِسُ الإِبِلِ، يُقَالَ: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ، قال الشاعرُ:

  وَجِيئَا مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُرًا ... وَلا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ

  والخَلْفُ: الظَّهْرُ بِعَيْنِه، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ومنه الحديثُ: «لَوْ لَا حِدْثانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ، فإِنَّ قُرَيْشاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها»⁣(⁣١) كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لها بَابَيْنِ، والجِهَةُ التي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه، وإذا كانَ لها بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ.

  والخَلْفُ: الخَلَقُ مِن الْوِطَابِ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  ولَبِثَ خَلْفَهُ أي: بَعْدَهُ، وَبه قرِئَ قَوْلُه تعالَى: {وإذاً لَا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلَّا قَلِيلا}⁣(⁣٢)، أي: بَعْدَكَ، وهي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ، وابنِ كَثِيرٍ، وأَبي عمرٍو، وأبي بكرٍ، وَالبَاقُونَ: خِلافَكَ، وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ.

  والخِلْفُ بالْكَسْرِ: الْمُخْتَلِفُ، كالْخِلْفَةِ، قال الكِسَائِيُّ: يُقَال لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا: هما خِلْفَانِ، وخِلْفَتَان، قال:

  دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهُمَا

  أي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ⁣(⁣٣)، والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ، أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ، والأُخْرَى خَلَقٌ.

  والخِلْفُ أَيضاً: اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: الخِلْفُ: الاسْمُ مِن الإخْلافِ، وهو الاسْتِقَاء⁣(⁣٤)، كالْخِلْفَةِ.

  والخَالِفُ: المُسْتَقِي. والخِلْفُ: مَا أَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ، كالخِلْفَةِ، كما سيأْتِي.

  والخِلْفُ: مَا وَلِيَ الْبَطْنَ مِن صِغَارِ الأَضْلَاعِ، وَهي قُصَيْراهَا وقال الجَوْهَرِيُّ: الخِلْفٌ: أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ، وَالجَمْعُ: خُلُوفٌ، ومنه قَوْلُ طَرَفَةَ:

  وَطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُه ... وَأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ

  والخِلْفُ: حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران، كما في الصِّحاح أَو الخِلْفُ: طَرَفُهُ، أي الضَّرْع، أَو هو الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ، وَقيل: هو الضَّرْعُ نَفْسُه، كما نَقَلَهُ اللَّيْثَ، أَو هو للنَّاقَةِ كالضَّرْعِ للشَّاةِ، وقال اللِّحْيَانِيُّ: الخِلْفُ في الخُفِّ، والظِّلْفِ، والطُّبْيُ في الحافِرِ، والظُّفُرِ، وَجَمْعُ الخِلْفِ: أَخْلافٌ، وخُلُوفٌ، قال:

  وَأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ

  ووَلَدَتِ الشَّاةُ، وَفي اللِّسَانِ: النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ، أي: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَرًا، وسَنَةً أُنْثَى، وَمنه قَوْلُهُم: نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ، بهذا المَعْنَى.

  وذَاتُ خِلْفَيْنِ، بكَسْرِ الخاءِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الْفَأْسِ إذا كانتْ لها رَأْسَانِ، وقد تقدَّم، ج: ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ.

  والخَلِفُ، كَكَتِفٍ: الْمَخَاضُ، وهي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ، الْوَاحِدَةُ بِهَاءٍ، كما في الصِّحاحِ، وقِيل: جَمْعُها مَخاضٌ، على غَيْرِ قِياسٍ، كما قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ: امْرَأَةٌ، قال ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ:

  مَالَكِ تَرْغِينَ ولا تَرْغُو الخَلِفْ

  وَقيل: هي التي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ، ثم حُمِلَ عليها، فَلَقِحَتْ، وقالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: إذا اسْتَبانَ حَمْلُها فهي خَلِفَةٌ، حتى تُعْشِرَ، ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتٍ، وَخَلَائِف⁣(⁣٥)، وقد خَلِفَتْ: إِذَا حَمَلَتْ وفي الحديثِ: «ثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظَامٍ».

  والخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ،


(١) هذه الرواية في النهاية واللسان، وفيه «لبنيتها» باللام، وثمة رواية أخرى للحديث انظر التهذيب «خلف» ٧/ ٣٩٦.

(٢) سورة الإسراء الآية ٧٦.

(٣) في التهذيب: إحداهما مصعدة ملأى.

(٤) قال الأزهري: الخِلْف والخَلْف بمعنى الاستقاء، لغتان.

(٥) عن اللسان وبالأصل «وخلاف».