تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الزاي مع الفاء

صفحة 244 - الجزء 12

  مِيلَيْنِ ثُمَّ أَزْحَفَتْ وأَزْحَفَا⁣(⁣١)

  وَفي الحديثِ: «أنَّ رَاحِلَتَهُ أَزْحَفَتْ مِنْ الإِعْيَاءِ» أي: قَامَتْ عنه ووَقَفَتْ، وقال الخَطَّابِيُّ: صَوَابُه: أُزْحِفَتْ عَلَيه، غير مُسَمَّى الفاعِلِ.

  قال الجَوْهَرِيُّ: ومُعْتَادُهُ: مِزْحَافٌ، وَأَنْشَدَ لأَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ - قال الصَّاغَانِيُّ: يَرْثِي عُثْمَانَ رضي الله تَعَالَى عنه -:

  كأَنَّ أَوْبَ مَسَاحِي الْقَوْمِ فَوْقَهُمُ ... طَيْرٌ تَعِيفُ علَى جُونٍ مَزَاحِيفِ⁣(⁣٢)

  قال ابنُ بَرِّيّ: والذي في شِعْرِه:

  كَأَنَّهُنَّ بِأْيدِي القَوْمِ في كَبَدٍ ... طَيْرٌ تَعِيفُ علَى جُونٍ مَزَاحِيفِ

  وَفي العُبَابِ:

  طَيْرٌ تَكَشَّفُ عن جُونٍ مَزَاحِيفِ

  وَفي التهذيب:

  حَتَّى كَأَنَّ مَسَاحِي الْقَوْمِ فَوْقَهُمُ ... طَيْرٌ تَحُومُ عَلَى جُونٍ مَزَاحِيفِ⁣(⁣٣)

  قال ابنُ سِيدَه: شَبَّه المَساحي التي حَفَرُوا بها القَبْرَ، بطَيْرٍ تَقَعُ علَى إِبلٍ مَزَاحِيفَ، وتَطِيرُ عنها بارْتِفَاعِ المَسَاحِي وَانْخِفَاضِهَا.

  وَفي الأَسَاسِ: نَاقَةٌ مِزْحَافٌ: سَرِيعَةُ الحَفَاءِ، وهو مَجَازٌ.

  وتَزَاحَفُوا في الْقِتَالِ: إذا تَدَانَوْا، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وَالزَّمَخْشَرِيِّ.

  ومن المَجَازِ: الزِّحَافُ، كَكِتَابٍ، في الشِّعْرِ: هو أَنْ يَسْقُطَ بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ حَرْفٌ، فَيَزْحَفَ أَحَدُهُمَا إِلَى الْآخَرِ، تُخَصُّ به الأَسْبَابُ دونَ الأَوْتَادِ، إِلَّا القَطْعَ، فإِنَّه يكونُ في الأَوْتَادِ⁣(⁣٤) دُونَ الأَعَارِيضِ والضُّرُوبِ، وسُمِّيَ زِحَافاً لِثِقَلِهِ، والشِّعْرُ مُزَاحَفٌ، بِفَتْحِ الْحَاءِ، وَقد زُوحِفَ، قال الزَّمَخْشَرِيُّ: سُمِّيَ به لأَنه يُنحِّيهِ عن السَّلامةِ.

  وتَزَحَّفَ إِليه: تَمَشَّى، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ:

  لِمَنِ الظَّعَائِنُ سَيْرُهُنَّ تَزَحُّفُ ... عَوْمَ السَّفِينِ إذا تَقَاعَسَ تُجْدَفُ⁣(⁣٥)

  كَازْدَحَفَ، ازْدِحَافاً، يُقَال: ازدَحَفَ القَوْمُ: إذا مَشَى بَعْضُهُم إلى بَعْضٍ، وهم يَتَزَاحَفُونَ، ويَزْدَحِفُون بمَعْنًى وَاحِدٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الزَّحْفُ: جَمَاعَةُ الجَرَادِ علَى التَّشْبِيهِ.

  وَالزَّحْفُ: المَشْيُ قَلِيلاً قليلاً.

  وَالصَّبِيُّ يَتَزَحَّفُ علَى الأَرْضِ، وفي التَّهْذِيبِ: علَى بَطْنِهِ: يَنْسَحِبُ⁣(⁣٦) قَبْلَ أَنْ يَمْشِيَ.

  وَمَزَاحِفُ القَوْمِ: مَوَاضِعُ قِتَالِهِم، قال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

  أَنْحَى عَلَيْهَا شُرَاعِيًّا فَغَادَرَهَا ... لَدَى الْمَزاحِفِ تَلَّى في نُضُوحِ دَمِ⁣(⁣٧)

  وَزَحَفَ في المَشْيءِ، يَزْحَفُ، زَحْفاً، وزَحَفَانًا: أَعْيَا، قال أَبو زَيْدٍ: زَحَفَ المُعْيِي، يَزْحَفُ، زَحفاً، وزُحُوفاً.

  وَإِبِلٌ زُحُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ: جَمْعُ زَحُوفٍ، كصَبُورٍ، ويُجْمَعُ الْمِزحَافُ أَيضاً علَى: مَزَاحِفَ.

  وَمَشْيُه زَحَفَانٌ: فِيهِ ثِقَلُ حَرَكَةٍ.

  وَأَطْرَبَهُ النَّشِيدُ فزَحَفَ علَى اسْتِهِ⁣(⁣٨).


(١) في التهذيب واللسان: «مثلين» وقبله في اللسان والتهذيب - نص التهذيب:

وَانشمن في غباره وخذرفا ... معاً وشتّى في الغبار كالسفا

(٢) اللسان وروايته فيه:

«حتى كأن مساحي ... طير تحوم»

وَالمثبت كرواية التهذيب.

(٣) كذا بالأصل وهذه رواية اللسان والذي في التهذيب المطبوع هي الرواية الأولى الواردة بالأصل وانظر الحاشية السابقة.

(٤) في اللسان: فانه يكون في أوتاد الأعاريض والضروب.

(٥) صدره في الأساس منسوباً لأعشى همدان.

(٦) كذا بالأصل واللسان عن التهذيب، ولفظة ينسحب لم ترد في التهذيب.

(٧) ديوان الهذليين ١/ ٢٠٠ برواية: «نضوخ دم».

(٨) في الأساس: عن دَسته.