تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحف]:

صفحة 264 - الجزء 12

  الشَّاة هذا الحَدَّ قيل: شَاةٌ سَحُوفٌ، ونَاقَةٌ سَحُوفٌ.

  وَقوله: والْمَطْرَةُ إلى آخرِه، هكذا في سائرِ النُّسَخِ المَوْجُودة، والصَّوابُ أَنَّهُ سقَط من هنا قَوْلُه: وكسَفِينَةٍ: المَطْرَةُ التي تَجْرُفُ مَا مَرَّتْ بِه كما هو نَصُّ الصِّحاح وَالعُبَابِ، واللِّسَانِ، وسَائرِ الأُصُولِ، وتَجْرُفُ: أي تَقْشرُ، وَقال الأَصْمَعِيُّ: السَّحيفَةُ، بالفاءِ: المَطْرَةُ الحَدِيدَةُ، التي تجرُفُ كلَّ شَيْءٍ، والسَّحيقَةُ، بالْقَافِ: المَطْرَةُ العَظِيمَةُ القَطْرِ، الشَّدِيدَةُ الوَقْعِ، القَلِيلةُ العَرْضِ وجَمْعُهَما: السَّحَائف، والسَّحَائِقُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ، لجِرَانِ العَوْدِ، يَصفُ مَطَرًا:

  وَمِنْهُ علَى قَصْرَيْ عُمَانَ سَحِيفَةٌ ... وَبِالْخَطِّ نَضَّاخُ العَثَانِينِ وَاسِعُ

  ومِنَ الرَّحَى، هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ أَن يُقَال: «وبلَا هاءٍ مِن الرَّحَى» يُقال: سَمِعْتُ حَفِيفَ الرَّحَى، وَسحِيفَ الرَّحَى، قال ابنُ السِّكِّيتِ: هو صَوْتُهَا إذا طَحَنَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ. قال ابنُ بَرِّيّ: وشاهدُ السَّحِيفِ للصَّوْتِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

  عَلَوْنِي بِمَعصُوبٍ كَأَنَّ سَحِيفَهُ ... سَحِيفُ قَطَامِيٍّ حَمَاماً تُطَايِرُهْ

  والسَّحِيفُ: صَوْتُ الشَّخْبِ، كما في العُبَابِ.

  والسُّحَافُ، كغُرَابٍ السُّلُّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  قال: وهو مَسْحُوفٌ: أي مَسْلُولٌ، وَقد سَحَفَهُ الله تَعَالَى.

  ونَاقَةٌ أُسْحُوفُ الْأَحَالِيلِ، بِالضَّمِّ: قال ابنُ شُمَيْلٍ: قال أَبو أَسْلَمَ، ومَرَّ بنَاقَةٍ فقَالَ: هي والله لأُسْحُوفُ الأَحَالِيلِ، قال: فقَالَ الخَلِيلُ: هذا غَرِيبٌ، ورَوَاهُ سِيبَوَيْه: إِسْحَوْفُ الأَحَالِيلِ، كَإِدْرَوْنٍ بكَسْرِ فسُكُونٍ فَفَتْحٍ: وَاسِعَتُهَا، هكذا فَسَّرُه أَبُو أَسْلَمَ، أَو غَزِيرَةٌ، أي: كَثيرةُ اللَّبَنِ، يُسْمَعُ لِصَوْتِ شَخْبِهَا سَحْفَةٌ، وَهي سَحِيفُها، قَالَهُ أَبو مالكٍ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيَّ:

  حَسِبْتُ سَحْفَ شُخْبِهَا وسَحْفَهْ ... أَفْعَى وأَفْعَى طَافِئاً بنَشْفَهْ

  النَّشْفَةُ: الحِجَارَةُ المُحْرَقَةُ مِن حِجَارَةِ الحَرَّةِ.

  والْأَسْحُفَانُ، بالضَّمِّ: نَبْتٌ يَمْتَدُّ حِبَالاً على وَجْهِ الأَرْضِ، له وَرَقٌ كوَرَقِ الحَنْظَلِ إِلَّا أَنَّهُ أَرَقُّ، وله قُرُونٌ كَاللُّوبِيَاءِ أَو أَقْصَرَ مِن قُرُونِه، فيها حَبٌّ مُدَوَّرٌ أَخْضَرُ⁣(⁣١)، لا يُؤْكَلُ، ولا يَرْعَى الْأَسْحُفَانَ شَيْءٌ، ولكنْ يُتَدَاوَى به مِن النَّسَا، نَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ.

  والسَّيْحَفُ، كصَيْقَلٍ هكذا ضَبَطَه الخَلِيلُ، وقال غيرُه: هو السِّيَحْفُ، مثل دِرَفْسٍ، بكَسْرٍ فَفَتْحٍ فسُكونٍ، وقيل: هو مِثْل حِنْفسٍ، بالكَسْرِ، كما سبَق له هكذا في السِّينِ، وَلو قال: كَزِبْرِجٍ لأَصابَ المِحَزَّ، والذي في العُبَابِ: وَقالوا: سِيَحْفٌ، مِثالُ حِيَفْسٍ، وسَبَقَ لِلمُصَنِّفِ ضَبْطُ حِيَفْسٍ، وسَبَقَ للمُصَنِّفِ ضَبْطُ حَيَفْسٍ، كهِزَبْرٍ، فهو وَدِرَفْسٌ في الضَّبْطِ واحدٌ، وما ذكَره المُصَنِّفُ مِن قَوْلِه: حِنْفِس، تَصْحِيفٌ عنه، فَتَأَمَّلْ ذلك، وبين سِيَحْفٍ وحِيَفْسٍ جَناسُ اشْتِقَاقٍ: النَّصْلُ الْعَرِيضُ، قَالَهُ الخليلُ، قال: وَجَمْعُه: السَّيَاحِفُ، وأَنْشَدَ:

  سَيَاحِفَ في الشِّرْيَانِ يَأْمُلُ نَفْعَهَا ... صِحَابِي وأَولِي حَدَّهَا مَنْ تَعَرَّمَا

  أَو الطَّوِيلُ النَّصْلِ مِن السِّهَامِ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ الشَّنفْرَى:

  لَهَا وَفْضَةٌ فيها ثَلَاثُونَ سَيْحَفاً ... إِذَا آنَسَتْ أُولَى الْعَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ⁣(⁣٢)

  وكذلك الرَّجُلُ الطَّوِيلُ، قَالَهُ ابنُ دُريْدٍ أَيضا، ولو قال: وَالسَّيْحَفُ مِن الرَجَالِ، والسِّهَامِ، والنِّصالِ: الطَّوِيلُ، أَو العَرِيضُ لَكَانَ أَخْصَرَ.

  ورَجُلٌ سَيَحْفيُّ اللِّسَانِ: أي لَسِنٌ، نَقَلَهُ أَبو سَعِيدٍ السِّيرَافيُّ، قال: وسَيْحَفيُّ اللِّحْيَةِ: أي طَوِيلُهَا، كَسَيْحَفَانِيِّهَا.

  قال ودَلْوٌ سَحُوفٌ. تَجْحَفُ ما في الْبِئْرِ مِن الْمَاءِ، قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: وقال أَعْرَابِيٌّ: أَتَوْنَا بِ صِحَاف فيها لِحَامٌ، وسِحَافٌ بكَسْرِهِمَا: أي لُحُومٌ، وشُحُومٌ، وَاحِدُهَا: سَحْفٌ، ولَحْمٌ.


(١) الأصل والتكملة، وفي اللسان: أحمر.

(٢) المفضلية ٢٠ بيت رقم ٢٣ وفسر السيحف بالسهم العريض النصل. وَقوله اقشعرت: أي تهيأت للقتال.