تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سحف]:

صفحة 263 - الجزء 12

  والحُتَيْفُ ابنُه، اسْمُه الرَّبِيعُ، علَى ما تقدَّم الاخْتِلافُ، وأَما الصّاغَانِي، فقَالَ: الحَنْتَفُ بنُ السِّجْفِ رَجُلَانِ: تَابِعِيٌّ وَشَاعِرٌ، وقد تقدّم البَحْثُ فيه، فرَاجِعْهُ.

  والسَّجْفُ، بِالْفَتْحِ: ع، الصَّوابُ بالخَاءِ المُعْجَمَةِ⁣(⁣١)، كما يأْتِي للمُصَنِّفِ أَيضاً، وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  السِّجَافَةُ، ككِتَابَةٍ: السِّتْرُ، والحِجَابُ، ومنه قَوْلُ أُمِّ سَلَمَةَ، لِعَائِشَة ®: «وَجَّهْتِ سِجَافَتَهُ» أي: هَتَكْتِ سِتْرَهُ، وأَخَذْتِ وَجْهَهُ، ويُرْوَى: «سِدَافَتَهُ» والمعنَى واحدٌ.

  وَأَرْخَى اللَّيْلُ سُجُوفَهُ: أي أَسْتَارَهُ، وهو مَجَازٌ.

  وَسُجَيْفَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسْمُ امْرَأَةٍ مِن جُهَيْنَة، وقد وُلِدَتْ في قُرَيْشٍ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

  حِبَالُ سُجَيْفَةَ أَمْسَتْ رِثَاثَا ... فَسَقْياً لها جُدُداً أَوْ رِمَاثَا

  [سحف]: السَّحْفُ، كَالْمَنْعِ: كَشْطُكَ الشَّعَرَ عَن الْجِلْدِ، حتى لا يَبْقَى منه شَيْءٌ، تقول: سَحَفْتُهُ سَحْفاً، قَالَهُ اللَّيْثُ.

  والسَّحَائِفُ: طَرَائِقُ الشَّحْمِ الذي ونَصُّ العَيْنِ: التي بَيْنَ طَرَائِقِ الطَّفاطِفِ، ونَحْوُ ذلك، ممَّا يُرَى مِن شَحْمَةٍ عَرِيضَةٍ مُلْزَقَةٍ بِالْجِلْدِ⁣(⁣٢)، واحدُها سَحِيفَةٌ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وكلُّ دَابَّةٍ لهَا سَحْفَةُ إلّا ذَوَاتُ الخُفِّ، فإِنَّ مَكَانَ السَّحْفَةِ منها الشَّطّ، وسيأْتِي معنَى السَّحْفَةِ للمُصَنِّفِ في آخِرِ التَّرْكِيبِ، وَقال ابنُ خَالَوَيْه: ليس في الدَّوَابِّ شَيْءٌ لا سَحْفَةَ له إِلَّا الْبعِيرُ، وقال ابنُ سِيدَه: وقد جَعَلَ بعضُهُمْ السَّحْفَةَ في الخُفِّ، فقَالَ: جَمَلٌ سَحُوفٌ: ذُو سَحْفَةٍ، ونَاقَةٌ سَحُوفٌ: كَثِيرَتُهَا، أي السَّحْفَة، أو السَّحَائِفِ.

  وقال ابنُ السِّكِّيتِ: سَحَفَ الشَّحْمَ عن ظَهْرِهَا، أي: الشَّاةِ، وسِيَاقُ المُصَنِّفِ يَقْتَضِي عَوْدَ الضَّمِيرِ إِلَى النَّاقةِ؛ لأَنَّه لم يَتَقَدَّمْ ذِكْرُ الشَّاةِ، والصَّوابُ ما ذَكَرْنَا، كَمَنَعَ، سَحْفاً: قَشَرَهَا، كذا في النُّسَخِ، ونَصُّ ابْنِ السِّكِّيت: قَشَرَهُ من كَثْرَته، ثم شَواهَا، وفي الصِّحاحِ: ثم شَوَاهُ، والصَّحِيحُ أنَّ ضَمِيرَ شَوَاهَا إِلَى الشَّاةِ، وضَمِيرَ قَشَرَهُ إلى الشَّحْمِ⁣(⁣٣).

  وسَحَفَ الشَّيْءَ، يَسْحَفُهُ، سَحْفاً: أَحْرَقَهُ، عن أَبي نصرٍ.

  ويُقَال: الْإِبِلُ سَحَفَتْ: أي أَكَلَتْ مَا شَاءَتْ، وهو مَجَازٌ عن كَشْطِ الشَّعَرِ من أُصولِ الْجِلْد.

  وسَحَفَت الرِّيحُ السَّحَابَ: إذا كَشَطَتْهُ، وذَهَبَتْ بِهِ قَالَهُ اللَّيْثُ، كَأَسْحَفَتْهُ، عن الزَّجّاجِ.

  وسَحَفَ رَأْسَهُ، سَحْفاً: حَلَقَهُ، فاسْتَأْصَلَ شَعَرَهُ، وَكذلك جَلَطَهُ، وسَلَتَهُ، وسَحَتَهُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:

  فَأَقْسَمْتُ جَهْداً بِالْمَنَازِلِ مِنْ مِنًى ... وَمَا سُحِفَتْ فيه الْمَقَاديمُ والْقَمْلُ

  أي: حُلِقَتْ، قلتُ: الشِّعْرُ لزُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلَمَى.

  وقال أَبو نَصْرٍ: سَحَفَ النَّخْلَةَ، وغَيْرَهَا: إذا أَحْرَقَهَا، قال: وآنَسْتُ غُلَيِّماً يَقُولُ لآخَرَ: سَحَفْتُ النَّخْلَةَ حتى تَركْتُهَا حَوْقَا: وذلك أَنَّه كانتْ عليها الكرَانِيفُ، فأَشْعَلَ فيها النَّارَ، فأَحْرَقَها عَجْزاً من تَجْرِيدها.

  ومنه، أي: من قَوْلهم، سَحَفَ رَأْسَهُ: حَلَقَهُ، وسياقُ المُصَنِّفِ يقْتَضِي أَن يكونَ من سَحَفَ النَّخْلَةَ: أَحْرَقَها، وفيه تَأَمُّلٌّ، رَجُلٌ سُحَفْنِيَةٌ، كَبُلَهْنِيَةٍ: للْمَحْلُوق الرَّأْس، نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ، والنُّونُ زَائدَةٌ.

  والسَّحُوفُ من النُّوقِ: الطَّوِيلَةُ الْأَخْلَافِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  قال: والسَّحُوفُ أَيضاً: الضَّيِّقَةُ الْأَحَاليلِ من النُّوقِ.

  قال: وقيل: هي التي إذا مَشَتْ جَرَّتْ فَرَاسِنَهَا علَى الْأَرْضِ، قلتُ: أيْ من الإِعْيَاءِ، فهي لُغَةٌ في زَحُوفٍ: التي تَزْحَفُ بِفِرْسِنِهَا إذا مَشَتْ.

  والسَّحُوفُ من الْغَنَمِ: الرَّقِيقَةُ صُوفِ الْبَطْنِ، وَنَقَلَ الجَوْهَرِيُّ، عن ابنِ السِّكِّيتِ - بَعْدَ ذكرِه قوله: سَحَفَ الشَّحْمَ عن ظَهْرِ الشَّاةِ، إلى آخرِه - ما نَصُّه: وإذا بلَغ سِمَنُ


(١) ومثله في معجم البلدان وضبط بضمتين.

(٢) ومثله في اللسان، وفي التهذيب: «بالجِلْدة».

(٣) الذي في اللسان: وسحفت الشحم عن ظهر الشاة سحفاً وذلك إذا قشرته من كثرته، ثم شويته.