[سدف]:
  وقيل: هو بعْدَ الجُنْحِ، قال:
  وَلَقَدْ رَأَيْتُكَ بِالْقَوَادِمِ مَرَّةً ... وَعَلَيَّ مِنْ سَدَفِ العَشِيِّ لِيَاحُ(١)
  وقال ابنُ عَبَّادٍ: النَّعْجَةُ مِن الضَّأْنِ تُسَمَّى السَّدَفَ، وهي التي لها سَوَادٌ كسَوَادِ اللَّيْلِ، وتُدْعَى لِلْحَلْبِ بسَدَفْ سَدَفْ.
  وكَزُبَيْرٍ، سُدَيْفٌ بنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ مَيْمُونٍ، شَاعِرٌ.
  وَالسُّدُوفُ، بالضَّمِّ: الشُّخُوصُ تَرَاهَا مِن بَعِيدٍ، وَقال الصَّاغانِيُّ: الصَّوَابُ بِالشِّينِ المُعْجَمَةِ(٢)، كما سيأْتِي، قلتُ: والصَّحِيحُ أَنَّهُمَا لُغَتَانِ.
  والْأَسْدَفُ: الأَسْوَدُ المُظْلِمُ، وأَنْشَدَ يَعْقُوبُ.
  فَلَمَّا عَوَى الذِّئْبُ مُسْتَعْقِرًا ... أَنِسْنَا بِه والدُّجَى أَسْدَفُ
  والسِّدافَةُ، كَكِتَابَةٍ: الْحِجَابُ، ومنه قَوْلُ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ رضي الله تَعَالَى عنهما، لمَّا ارادَت الخُرُوجَ إلى البَصْرَةِ: «تَرَكَتِ عُهَّيْدَى النَّبِيِّ ﷺ، وبعَيْنِ الله مَهْوَاكِ، وَعلَى رَسُولِهِ تَرِدِينَ، قد وَجَّهْتِ سِدَافَتَهُ» أَرادَتْ بِالسِّدَافَةِ الحِجَابَ والسِّتْرَ، وتَوْجِيهُها: كَشْفُهَا، أي: هَتَكْتِ السِّتْرَ، أيْ أَخَذْتِ وَجْهَهَا، وَيُقَال: وَجَّهَ فُلانٌ سِدَافَتَه: إذا تَرَكها وَحَرَجَ منها، وقيلَ للسِّتْرِ: سِدَافَةٌ، لأَنَّهُ يُسْدَفُ، أي: يُرْخَى عَلَيه، وقيل: أَرادتْ: أَزَلْتِهَا عَن مَكَانِهَا الذي أُمِرْتِ أَنْ تَلْزَمِيهِ، وجَعَلْتِها أَمَامَكِ، وَيروى: «سِجَافَتَهُ» بالجِيم، وقد مَرّتْ الإِشَارَةُ إِليه.
  والسَّدِيفُ، كَأَمِيرٍ: شَحْمُ السَّنَامِ، وفي الصِّحاحِ: السِّنَامُ، وزَادَ غيرُه: المُقَطَّعُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشَّاعِر - وهو المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ -:
  إذا مَا الْخَصِيفُ الْعَوْثَبَانِيُّ سَاءَنَا ... تَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ الْمُسَرْهَدَا(٣)
  وَأنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لِطَرَفَةَ:
  فَظَلَّ الْإِمَاءُ يَمْتَلِلْنَ حُوَارَهَا
  ويُسْعَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيفِ الْمُسَرْهَدِ
  وقال أَبو عمرٍو: أَسْدَفَ، وأَغْدَفَ، وأَزْدَفَ: نَامَ، وقال أَبو عُبَيْدَةَ(٤). أَسْدَفَ اللَّيْلُ، وأَزْدَفَ، وأَشْدَفَ: إذا أَرْخَى سُتُورَهُ، وأَظْلَمَ، قال العَجَّاجُ:
  وأَقْطَعُ اللَّيْلَ إذا مَا أَسْدَفَا(٥)
  نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ بَرِّيّ: ومِثْلُه للخَطَفَى جَدِّ جَرِيرٍ:
  يَرْفَعْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا مَا أَسْدَفَا ... أَعْنَاقَ جِنَّانٍ وهَاماً رُجَّفَا
  وأَسْدَفَ الْفَجْرُ: أَضَاءَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ونَصُّه: أَسْدَفَ الصُّبْحُ، وقال أَبو عُبَيْدَةَ: الإِسْدَافُ مِن الأَضْدَادِ، وأَسْدَفَ: تَنَحَّى قال أَبو عمرٍو: إذا كان الرَّجُلُ قائماً بالبَاب، قُلْتَ له: أَسْدِفْ، أي: تَنَحَّ عن البابِ، حتى يُضِيءَ البَيْتُ.
  وأَسْدَفَ السِّتْرَ: رَفَعَهُ، قلتُ: وهو من الأَضْدادِ أَيضاً، لأَنَّهُ تقدَّم: أَسْدَفَ السِّتْرَ: أَرْخَاهُ.
  وأَسْدَفَ الرَّجُلُ: أَظْلَمَتْ عَيْنَاهُ مِن جُوعٍ أو كِبَرٍ، وَهو مَجَازٌ.
  وفي لُغَة هَوَازِنَ: أَسْدَفَ: أَسْرَجَ، مِن السِّرَاج، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  أَسْدَفَ(٦) القَوْمُ: دَخَلُوا في السُّدْفَةِ، والسَّدَفُ، مُحَرَّكَةً: اللَّيْلُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ:
  نَزُورُ الْعَدُوَّ علَى نَأْتِيهِ ... بِأَرْعَنَ كَالسَّدَفِ الْمُظْلَمِ
  وَأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للهُذَلِيِّ:
  وَمَاءٍ وَرَدْتُ عَلَى خِيفَةٍ ... وَقد جَنَّهُ السَّدَفُ الْمُظْلِمُ(٧)
(١) البيت في اللسان «روح» برواية: رياح بالراء المكسورة. والمثبت كاللسان هنا.
(٢) كذا بالأصل، والذي في التكملة: والسُّدُوف: الشخوص تراها من بعد.
(٣) تقدم البيت في خصف، وانظر ما لاحظناه هناك.
(٤) الأصل واللسان وفي التهذيب: «أبو عبيد».
(٥) قبله في أراجيزه:
أدفعها بالراح كي تزحلفا
(٦) عن اللسان وبالأصل «سدف القوم».
(٧) ديوان الهذليين ٣/ ٥٦ في شعر البريق الهذلي، وبرواية «الأدهم» بدل «المظلم».