تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضوف]:

صفحة 341 - الجزء 12

  وَجَدْتَ الثَّرَى فِينَا إذا الْتُمِسَ الثَّرَى ... وَمَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَهُ المُتَضَيِّفُ

  هكذا أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ ويروى:

  وَمِنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ وقائِلٌ ... وَمَنْ هُو

  الخ⁣(⁣١).

  وَفي اللِّسان تَضَيَّفْتُه: سَأَلْتُهُ أَنْ يُضِفَنِي، وأَتَيْتُه ضَيْفاً، قال الأَعْشَى:

  تَضَيَّفْتُهُ يوماً فأَكْرَمَ مَقْعَدِي ... وَأَصْفَدَنِي على الزَّمانَةِ قائِدَا

  والضَّيْفُ: فَرَسٌ كان لبَنِي تَغْلِبَ من نَسْلِ الحَرُونِ قال مُقاتِلُ بنُ حُنِيٍّ⁣(⁣٢):

  مُقابَلٌ «للضَّيْفِ» و «الحَرونِ» ... مَحْضٌ وليسَ المَحْضُ كالهَجِينِ

  والضَّيْفُ: عَلَمٌ منْ أَعلامِ الأَناسِيّ.

  وقال أَبُو زَيدٍ: الضَّيفُ بالكَسْرِ: الجَنْبُ.

  وأَبو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ ضَيْفُونٍ، كسَحَنُونٍ الرُّصافيّ، من رُصافَةِ قُرْطَبَةَ رَوَى عَنْ أَبِي سعِيدِ ابنِ الأَعْرابِيّ وغيْرِه، وضَيْفُون: في أَعلامِ المَغارِبةِ كثيرٌ.

  والمَضِيفَة بفَتحِ المِيمِ ويُضَمُّ: الهَمُّ والحُزْنُ هنا ذَكَرَه الجوهرِيُّ على الصَّوابِ، ونَقَلَ عن الأَصْمَعِي قال: ومنه المَضُوفَةُ: وهوَ الأَمرُ يُشْفَقُ منه، وأَنْشَدَ لأَبِي جُنْدَبٍ الهُذَلِيِّ:

  وَكُنْتُ إذا جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِي⁣(⁣٣)

  ثم قالَ: قال أَبو سَعِيدٍ: هذا البَيْت يُرْوَى على ثَلاثَةِ أَوجهٍ، على: المَضُوفَةُ والمَضِيفَة والمُضافَة.

  قُلتُ: والأَخِيرُ عَلَى أَنَّه مَصْدَرٌ بمَعْنَى الإِضافَةِ، كالكَرَمِ بمعنَى الإِكْرامِ، ثم تَصِفُ بالمَصْدرِ، فتَأَمَّلْ ذلك. والضَّيْفَنُ: الَّذِي يَجِيءُ * مع الضَّيْفِ، كما في الصِّحاحِ، وَزادَ غيرُه مُتَطَفَلاً أي من غير دَعْوَةٍ، قال الجَوْهَرِيّ: والنُّون زائدةٌ، وهو فَعْلَن، وليسَ بفَعْيَلٍ، قال الشاعِرُ:

  إذا جاءَ ضَيْفٌ جاءَ للضَّيْفِ ضَيْفَنٌ ... فأَوْدَى بِما تُقْرَى الضُّيُوفُ الضّيافِنُ

  وَجَعَلَه سِيبَوَيْه من «ضفن» وسيأتي ذِكْرُه.

  وضافَ إليه: مالَ دَنَا، وكذا ضافَ السَّهْمُ عن الهَدَفِ: إذا عَدَل عنه، مثل صافَ.

  وَضافَت الشّمْسُ تَضِيفُ: دَنَت للغُرُوبِ، وقَرُبَتْ، كَتَضَيَّفَ، وضَيَّفَ.

  وَفي الصِّحاح: تَضَيَّفَتِ الشَّمْسُ: مالَتْ للغُرُوبِ، وَكذلك ضافَتْ وضَيَّفَتْ، ومنه الحَدِيثُ: «نَهَى عن الصّلاةِ إذا تَضَيَّفَت الشَّمْسُ للغُرُوبِ».

  وأَضَفْتُه إِليه: أَمَلْتُه قال امرُؤُ القَيْسِ:

  فَلَمّا دَخَلْناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنَا ... إلى كُلِّ حارِيٍّ جَدِيدٍ مُشَطَّبِ

  وَيُقالُ: أَضافَ إِليهِ أَمْرًا: أي أَسْنَدَه واسْتَكْفاهُ، وفلانٌ أُضِيفَتْ إِليهِ الأُمورُ، وهو مجاز، وكُلُّ ما أُمِيلَ إِلَى شَيْءٍ وَأُسْنِدَ إليهِ فَقَدْ أُضِيفَ، وفي الحَدِيثِ: «مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إلى القُبَّةِ».

  وَالنَّحْوِيُّون يُسَمُّونَ الباءَ حرفَ الإضافَةِ، وذلك أَنَّك إذا قُلْتَ: مَررتُ بزَيْدٍ، فقد أَضَفْتَ مُرُورَك إلى زَيْدٍ بالباءِ.

  وَفي الصِّحاح: إِضافَةُ الاسْمِ إلى الاسْمِ كقولِكَ: غُلامُ زَيْدٍ فالغُلامُ: مُضافٌ، وزيدٌ، مُضافٌ إليه، والغَرَض بالإِضافَةِ التَّخْصِيصُ والتَّعْرِيفُ، ولهذا لا يجوزُ أَن يُضافَ الشيءُ إلى نَفْسِه؛ لأَنّه لا يُعَرِّفُ نَفْسَه، فلو عَرَّفَها لما احْتِيجَ إلى الإضافَةِ.

  وَفي العُبابِ: إِضافَةُ الاسْمِ إلى الاسْمِ على ضَرْبَيْن: مَعْنَوِيَّةٌ ولَفْظِيَّةٌ.

  فالمَعْنَوِيَّةُ: ما أَفادَتْ تَعْرِيفاً، كقولِكَ دارُ عَمْروٍ، أَو تَخْصِيصاً، كَقَوْلِك: غُلامُ رَجُلٍ، ولا تَخْلُو⁣(⁣٤) في الأَمْرِ


(١) الروايتان في اللسان، والرواية الأولى هي رواية الديوان وفيه إذا يبس الثرى.

(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «جنى».

(٣) تقدم في مادة ضوف.

(*) بالقاموس: «من يَجِيءُ» بدل: «الذي يَجِيءُ».

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «يخلو».