تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة مع الفاء

صفحة 342 - الجزء 12

  العامِّ من أَنْ تكونَ بمَعْنى الّلام، كَقْولِكَ: مالُ زَيْدٍ، أَو بمَعْنى مِنْ، كقولِكَ: خاتَمُ فِضَّةٍ.

  وَاللَّفْظِيَّةُ: أَن تُضافَ الصِّفَةُ إلى مَفْعُولِها في قولك: هو ضارِبُ زَيْدٍ، وراكِبُ فَرَسٍ، بمعنى ضارِبٌ زَيْداً وراكبٌ فَرَساً، أو إلى فاعِلها، كقولك: زَيْدٌ حَسَنُ الوَجْهِ، بمعنى حَسُنَ وَجْهُه، ولا تُفِيدُ إِلا تَخْفِيفاً في اللَّفْظِ، والمَعْنَى كما⁣(⁣١) هو قَبْلَ الإِضافَةِ، ولاسْتِواءِ الحالَيْنِ وُصِفَت النَّكِرةُ بهذه الصِّفَةِ مُضافةً، كما وُصِفَتْ بها مَفْصُولةً في قولك: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسَنِ الوَجْهِ، وبِرَجُلٍ ضارِبِ أَخِيه، ثُمّ ذَكَر ما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو قولُه: والغَرَضُ بالإضافَةِ ... إلى آخرِ العِبارةِ.

  وأَضَفْتُه من الضِّيافَةِ أَيضاً: مثلٌ ضَيَّفْتُه كلاهما بمعنًى واحدٍ، قاله أَبو الهَيْثَمِ، وفي التنزيل: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما}⁣(⁣٢) وأَنشَدَ ثعلبٌ لأَسْماءَ بنِ خارِجَةَ الفَزَارِيِّ يَصفُ الذِّئبَ:

  وَرأَيْتُ حَقًّا أَنْ أُضَيِّفَهُ ... إِذْ رامَ سِلْمِي واتَّقَى حَرْبِي

  اسْتَعارَ له التَّضْيِيفَ، وإِنما يُريدُ أَنّه أَمَّنَه وسالَمَه.

  وَقال شَمِرٌ: سمِعْتُ رجاءَ بنَ سَلَمَةَ الكُوفيَّ يَقُول: ضَيَّفْتُه: إذا أَطْعَمْتَه، قال: والتَّضْيِيفُ⁣(⁣٣): الإِطْعامُ، قال أبو الهَيْثَمِ: وقولُه ø: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما} قال: سأَلُوهم الإِضافَةَ فلم يَفْعَلُوا، ولو قُرِئَتْ: «أَنْ يُضِيفُوهُما» كان صَواباً.

  وأَضَفْتُه إِليه: أَلْجَأْتُه ومنه المُضافُ في الحَرْبِ، كما سَيَأْتي.

  وأَضَفْتُ منه: أَشْفَقْتُ وحَذِرْتُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ حَذَرَ المُحاط⁣(⁣٤) به، وهو مجازٌ، وأَنشد للنابِغَةِ الجَعْدِيّ:

  أَقامَتْ ثَلاثاً بينَ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ ... وَكانَ النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرَا

  وإِنَّما غَلَّبَ التَّأْنِيثَ لأَنّه لم يَذْكُر الأَيّامَ، يُقال: أَقَمْتُ عنده ثَلاثاً بينَ يَوْمٍ وليلةٍ، غَلَّبُوا التّأْنِيثَ.

  وأَضَفْتُ: عَدَوْتُ، وأَسْرَعْتُ، وفَرَرْتُ عن ابنِ عَبّادٍ، وَهو المُضِيفُ للفارِّ.

  وأَضَفْتُ على الشّيءِ: أَشْرَفْتُ قاله العُزَيْزِيُّ.

  ومن المَجازِ: هو يَأْخُذُ بيَدِ المُضافِ وهو في الحَرْبِ: مَنْ أُحِيطَ بِهِ نقله الجَوْهَرِيُّ، وهو مِنْ أَضَفْتُهُ إِليه: إذا أَلْجَأْتَه، وأَنشد لطَرَفَةَ:

  وَكَرِّي إذا نادَى المُضافُ مُحَنَّباً ... كسِيدِ الغَضَى - نَبَّهْتَه - المُتَوَرِّدِ

  وَقال غيرُه: المُضافُ: هو الواقِعُ بينَ الخَيْلِ والأَبْطالِ، وَليسَ بِهِ قُوَّةٌ.

  ومن المَجازِ: ما هو إِلا مُضافٌ، وهو: المُلْزَقُ بالقَوْمِ وَليس مِنهُمْ.

  وكذلك: الدَّعِيُّ بغيرِ نَسَبٍ.

  وَكذلك المُسْنَدُ إلى مَنْ لَيْسَ مِنْهُم.

  والمُضافُ أَيضاً: المُلْجَأُ المُحْرَجُ المُثَقَلُ بالشّرِّ، قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ:

  وَيَحْمِي المُضافَ إذا ما دَعَا ... إذا ما دَعَا اللِّمَّةَ الغَيْلَمُ⁣(⁣٥)

  والمسْتَضِيفُ: المُستغِيثُ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

  وَقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: اسْتَضافَ من فُلانٍ إلى فُلانٍ: إذا لَجَأَ إِليه، وأَنْشَد:

  وَمارَسَنِي الشَّيْبُ عن لِمَّتِيِ ... فأَصْبَحْتُ عن حَقِّهِ مُسْتَضِيفَا


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «عما».

(٢) سورة الكهف الآية ٧٧.

(٣) الأصل واللسان وجاءت في التهذيب: التَّضيف.

(٤) عن الأساس وبالأصل «المحاط».

(٥) ديوان الهذليين ٣/ ٥٧ برواية:

يشذب بالسيف أقرانه

وَلا شاهد في الرواية. ويروى:

يفرق بالسيف أقرانه ... كما فرق اللمة الغيلم

وَيروى:

يفرق بالميل أوصاله ... كما فرق اللمة الغيلم

وَالمثبت إحدى روايتي اللسان.