تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة مع الفاء

صفحة 343 - الجزء 12

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  ضَيَّفَهُ: أَنْزَلَه مَنْزِلَةَ الْأَضْيافِ. وَالمُضَيِّفُ، كمُحَدِّثٍ: صاحبُ المَنْزِلِ، والنَّزِيلُ: مُضَيَّفٌ، كمُعَظَّمٍ.

  وَالضّائِفُ: النازِلُ، والجَمْعُ ضَيْفٌ. وَالمَضْيَفَةُ، مَفْعَلَةٌ: موضعُ الضِّيافَةِ، وصاحِبُها المَضايِفيُّ، حِجازِيَّة.

  وَاسْتَضافَه: طَلَب إِليه الضِّيافَةَ، قال أَبو خِراشٍ:

  يَطِيرُ إذا الشَّعْراءُ ضافَتْ بحَلْبِهِ⁣(⁣١)

  وَأَضافَ إِليه: مالَ ودَنَا، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤيَّةَ يَصِفُ سَحاباً:

  حَتَّى أَضافَ إلى وادٍ ضَفادِعُه ... غَرْقَى رُدَافَى تَرَاها تَشْتَكِي النَّشَجَا⁣(⁣٢)

  وَضافَنِي الَهَمُّ: نَزَلَ بِي، قال الرّاعِي:

  أَخُلَيْدُ إنَّ أَباك ضافَ وسادَهُ ... هَمّانِ باتَا جَنْبَةً ودَخِيلَا⁣(⁣٣)

  : أي باتَ أَحَدُ الهَمَّيْنِ جَنْبَه، وباتَ الآخَرُ داخِلُ جَوْفِه. وَالمَضِيفُ: المَضِيقُ، لغةٌ في الصّادِ، وقد تَقَدَّم.

  وَالمَضُوفُ: المُحاطُ به الكَرْبُ، ومنه قَوْلُ الهُذَلِيِّ⁣(⁣٤):

  أَنْتَ تُجِيبُ دَعْوَةَ المَضُوفِ

  بُنِيَ عَلَى لُغَةِ مَنْ قالَ في بِيعَ: بُوعَ. وَيُقال: هؤُلاءِ ضِيافي، بالكسرِ: جَمْعُ ضَيْفٍ، ومنه قَوْلُ جَوّاس:

  ثُمّ قَدْ يَحْمَدُنِي الضَّيْ ... فُ إذا ذَمَّ الضِّيافا

  قال ابنُ بَرِّي: والمُسْتَضافُ أَيضاً بمعنى المُضافِ، قال جَوّاسُ بنُ حَيّان الأَزْدِيّ:

  وَلَقَدْ أُقْدِمُ في الرَّوْ ... عِ وأَحْمي المُستَضافَا

  وَالمُضافَةُ: الشِّدَّةُ. وَضَافَ الرَّجُلُ، وأَضافَ: خافَ.

  وَأَضافَ مِنْه، وضَافَ: إذا أَشْفَقَ منه، وفي حَدِيثِ عليٍّ ¥: «أَنّ ابنَ الكَوّاءِ وقَيْسَ بنَ عَبّادٍ جاءاه فقالا له: «أَتَيْناكَ مُضافَيْنِ مُثْقَلَيْنِ» أي: خائِفَيْنِ.

  وَمَضائِفُ الوادِي: أَحْناؤُه.

  وَالضِّيفُ: جانِبُ⁣(⁣٥) الجَبَلِ والوادِي، وفي التَّهْذِيب: جانِبُ الوادِي.

  وَاسْتَعارَ بعضُ الأَغْفالِ الضِّيفَ للذَّكَرِ، فقَالَ:

  حَتَّى إذا وَرَّكْتُ مِنْ أُيَيْرِي⁣(⁣٦) ... سَوادَ ضِيفَيْهِ إلى القُصَيْرِ

  وَتَضايَفَ الوَادِي: تَضايَقَ، نقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد:

  يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكِي الأَظَلَّا ... إِذا تَضايَفْنَ عَلَيه انْسَلَّا

  أي: إذا صِرْنَ قَرِيباً منه إلى جَنْبِه، قال: والقافُ فيه تَصْحِيفٌ.

  وَتَضايَفَهُ القَوْمُ: إذا صارُوا بِضِيفَيْهِ.

  وَتَضايَفَتِ السَّبُعانِ: تَكَنَّفاهُ.

  وَتَضايَفَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ، وتَضايَفَتْ عَلَيهِ.

  وَضافَه الهَمُّ، وكلُّ ذلكَ مجازٌ.

  وَناقَةٌ تُضِيفُ إلى صَوْتِ الفَحْلِ: أي إذا سَمِعَتْه أَرادَتْ أَنْ تَأْتِيَه، قال البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ:

  مِن المُدَّعِينَ إذا نُوكِرُوا ... تُضِيفُ⁣(⁣٧) إلى صَوْتِه الغَيْلَمُ


(١) ديوان الهذليين ٢/ ١٤٦ في شعره برواية:

يطيح إذا الشعراء صاتت بجنبه ... كما طاح قدح المستفيض الموشّمِ

لا شاهد فيه، والشعراء: ذباب يلسع. ويروى: إذا الشعراء طافت.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٢١٠.

(٣) ديوانه ص ٢١٥ وانظر تخريجه فيه.

(٤) هو أبو عمارة بن أبي طرفة كما في شرح أشعار الهذليين ٢/ ٨٧٧.

(٥) اللسان: جانبا.

(٦) عن اللسان ط دار المعارف وبالأصل «أتير».

(٧) ديوان الهذليين ٣/ ٥٦ برواية: «من الأبلخين» ويروى: تنيف مكان تضيف.