تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طلف]:

صفحة 358 - الجزء 12

  واللّامُ أَصْلِيَّةٌ، لذِكْرِهم الطَّلَحْفَى في بابِ فَعَلّى مع حَبَرْكَى منهم ابْنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرةِ⁣(⁣١) وغيرُه، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ حيثُ جعَلَ اللّامَ زائدةً، وأورده في «طخف»، وَلو كانت اللّامُ زائدةً لكانَ وَزْنُه فَلَعْلا.

  [طلخف]: ضَرْبٌ طِلْخِيفٌ، بالخاءِ، كالحاءِ في لُغاتِه وَكذلك من الطَّعْنِ والجُوعِ، وقد أَهْمَلَه الجوهريُّ هنا، وَأَورده في «طخف» بناءً على أَنّ اللّامَ زائدةٌ، وقد وَهَّمَه الصّاغانِيُّ، وقال حَسّان:

  أَقَمْنَا لكُمْ ضَرْباً طِلَخْفاً مُنَكِّلاً ... وَحُزْناكُمْ بالطَّعْنِ من كُلِّ جانِبِ

  وَقالَ آخر:

  ضَرْباً طِلَخْفاً في الطُّلَى سَخِينَا

  [طلف]: ذَهَبَ دَمُه وكذلك مالُه طَلْفاً بالفَتْح ويُحَرَّكُ: أي هَدَرًا باطِلاً، قال أَبو عَمْرٍو: بالطّاءِ والظّاءِ، قال الأَزهريُّ: هكذا سَمِعْتُه بالوجهينِ، وقالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِيُّ:

  حَكَمَ الدَّهْرُ علينا أَنَّه ... طَلَفٌ ما نالَ مِنّا وجُبارُ

  والطَّلَفُ، محرَّكةً: العَطاءُ والهِبَةُ، تقول: أَطْلَفَنِي وَأَسْلَفَنِي، والسَّلَفُ: ما يُقْتَضَى، نقله الجوهريُّ، وابنُ فارِسٍ، وأَنشَدَ:

  وَكُلُّ شيءٍ من الدُّنْيا نُصابُ بِهِ ... ما عِشْتَ فِينَا وإِنْ جَلّ الرُّزَى طَلَفُ

  [والهَيِّنُ من الشيء] *.

  قال: وقولُهم: إنَّ الطَّلَفَ: الفَضْلُ، ليسَ بشيءٍ، إِلّا أَنْ يُرادَ به الفاضِل عن الشَّيْءِ والطَّلِيفُ كأَمِيرٍ: الشّيءُ المَأْخُوذُ.

  وأَيضاً: الهَدَرُ والباطِلُ قال رُؤْبَةُ:

  كَمْ من عِدًى أَموالُهُمْ طَلِيفُ

  أي: باطِلٌ: وقال يُونُسُ: ذَهَبَ فلانٌ بالمالِ طَلِيفاً: أي بغيرِ حَقٍّ، والظاءُ المعجمَةُ لغةٌ فيه. والطَّلَفَانُ مُحَرِّكَةً: أَنْ يَعْيَا فَيَعْمَلَ على الكَلالِ، أَو صوابهُ بالغَيْنِ المُعجمة هكذا صَوَّبَه الأَزهريُّ، وقد تَقَدّم.

  وفي نوادِرِ الأَعرابِ: أَسْلفَه كذا: أَقْرَضَه، وأَطْلَفَه كذا: وَهَبَه ونَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيضاً هكذا.

  وأَطْلَفَه أَيضاً: أَهْدَرَه نَقَله الجَوْهَريُّ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: أَطْلَفَ فُلانٌ: بَطَلَ ثَأْرُ خَصْمِه.

  قال: وطَلَّفَ عَلَيه تَطْلِيفاً: زادَ والظاءُ لغةٌ.

  [طلنف]: الطَّلَنْفَى، كحَبَرْكَى، والطَّلَنْفأُ، بالهَمْزِ أَهمله الجوهريُّ، وقالَ ابنُ دُريْدٍ: هو الكَثِيرُ الكلامِ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ.

  وقال أَبو زَيْدٍ: جمَلٌ مُطْلَنْفِئُ السَّنامِ: لاصِقُه وقد لا يُهْمز.

  واطْلَنْفَأْتُ: لَزِقْتُ بالأَرضِ فأَنا مُطْلَنْفِئٌ، وكذلك الطَّلَنْفَى، وقد يُهَمزانِ، قال غَيْلانُ الرَّبَعِيّ:

  مُطْلَنْفِئِينَ عِنْدَها كالأَطْلَا

  قال الصّاغانيُّ: وقد ذكرتُ هذه اللُّغاتِ في تركيبِ «طلفَ».

  قُلتُ: وهو صَنِيعُ ابن دُرَيْدٍ والأَزْهرِيّ وصاحِبِ اللّسانِ.

  [طنف]: الطَّنْفُ، بالفتحِ، وبالضمِّ، ومُحَّركَةً، وَبضَّمتَيْنِ: الحَيْدُ من الجَبَلِ، وهو: ما نَتَأَ منه، ورَأْسٌ من رُؤُوسِه وقِيلَ: هو: شاخِصٌ يَخرجُ من الجَبَلِ، فيَتَقَدّمُ كأَنّه جناحٌ، واقتصر الجَوْهَرِيُّ على التّحْرِيكِ ج: أَطْنافٌ وَطُنُوفٌ قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ:

  وَما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ... إلى طُنُفٍ أَعْيا بِراقٍ ونازِلِ⁣(⁣٢)

  والطَّنَفُ، بالتَّحْرِيكِ، وبضَمَّتَيْنِ: إِفْرِيزُ الحائِطِ.

  وقِيلَ: هو ما أَشْرَفَ خارِجاً عن البِنَاءِ.

  وكذلك: السَّقِيفَةُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّارِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، قال ابنُ الأعْرابيِّ، وهي الكُنَّةُ.

  وبالتَحْرِيكِ: السُّيُور نَقَله الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيدٍ، قال: وضَمُّ الطاءِ والنونِ لغةٌ فيه.


(*) ما بين معكوفتين سقط بالمصرية والكويتية.

(١) انظر الجمهرة ٣/ ٣٩٨.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ١٤١ وفسر الطنف بأنه ما نتأ من الجبل وندر منه.