تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طوف]:

صفحة 359 - الجزء 12

  أَو الطَّنَفُ: الجُلُودُ الحُمْرُ التي تكونُ على الأَسْفاطِ وبه فُسِّر قولُ الأَفْوَهِ الأَوْدِيِّ:

  سُودٌ غَدائِرُها بُلْجٌ مَحاجِرُها ... كأَنَّ أَطْرافَها - لمّا اجْتَلَى - الطَّنَفُ

  وَيُرْوَى:

  كأَنَّ أَطْرافها في الجَلْوَةِ الطَّنَفُ

  والطَّنَفُ: نَفْسُ التُّهَمَة، وفِعلُه طَنِفَ، كَفَرِحَ.

  والطَّنِفُ ككَتِفٍ: المُتَّهَمُ بالأَمرِ، كأَنَّه على النَّسَبِ.

  وحَكَى الشَّيْبانِيُّ أنَّ الطَّنِفَ: مَنْ لا يأْكُلُ إلّا قَلِيلاً.

  والطَّنِفُ أَيضاً: الفاسِدُ الدِّخْلَةِ وقد طَنِفَ، كفَرِحَ، طَنافَةً وطُنُوفَةً بالضمِّ وطَنَفاً محَرَّكةً.

  ويقال: ما أَطْنَفَهُ أي ما أَزْهَدَه.

  والمُطْنِفُ، كمُحْسِنٍ: من لَه الطَّنَفُ.

  وأَيْضاً: مَنْ يَعْلُو الطَّنَفَ واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الأَخيرِ، وأَنشدَ قولَ الشَّنْفَرَى:

  كأَنَّ حَفِيفَ النَّبْلِ فوقَ عَجِيسِها ... عَوازِبُ نَحْلٍ أَخْطَأَ الغارَ مُطْنِفُ⁣(⁣١)

  قال الصّاغانِيُّ: وفي شَرْحِ شِعْرِ الشَّنْفَرَى: مِطْنَفٌ: له طُنُفٌ، والَّذِي لَهُ طُنُفٌ غيُر الَّذِي يَعْلُوه.

  وطَنَّفَه تَطْنِيفاً. اتَّهَمَه فهو مُطَنَّفٌ، يقال: فلانٌ يُطَنَّفُ بهذه السَّرِقَة، وفي حديث جُرَيْجٍ: «كان سُنَّتُهم إذا تَرَهَّبَ الرَّجُلُ منهم، ثُمّ طُنِّفَ بالفُجُورِ لم يَقْبَلُوا منه إلّا القَتْلَ» أي: اتُّهِم.

  وطَنَّفَ جِدارَه: إذا جَعَلَ فوقه شَوْكاً وعِيدانًا وأَغْصانًا ليَصْعُبَ تَسَلُّقُه وتسوُّرُه، قالَه الأَزْهريُّ.

  وَقال الزَّمَخْشَرِيُّ: وأَهْلُ مكَّةَ يَبْنُونَ على السّطْحِ جِدارًا⁣(⁣٢) قَصِيرًا يُسَمُّونَه الطَّنَفَ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: طَنَّفَ نَفْسَه إلى كَذَا: إذا أَدْناهَا إلى الطَّمَعِ. ويُقال: ما تَطَنَّفَتْ نَفْسِي إلى هذا: أي ما أَشَفَتْ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: وهو يَتطنَّفُهُم أي: يَغْشاهُم.

  قال الصاغانيُّ: «والتَّرْكِيبُ يدُلُّ على دَوْرِ شَيْءٍ على شَيْءٍ، وقد شَذَّ عنه الطَّنِفُ: الَّذي لا يَأْكُلُ إلّا قَلِيلاً، وما أَطْنَفَه!: ما أَزْهَدَه!».

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  طَنَّفَ للأَمْرِ تَطْنِيفاً: قارَفَه.

  وَالطَّنَفُ، محرَّكةً: شجرٌ أَحْمَرُ يُشبِهُ العَنَمَ.

  وَالمُطَنَّفُ، كمُعَظَّمٍ: المُهْدَر.

  [طوف]: طافَ حَوْلَ الكَعْبَةِ وعَلَيه اقْتَصَرَ الجوهريُّ وزادَ غيرُه: وبِها، طَوْفاً، وطَوَافاً، وطَوَفانًا مُحرَّكَةً، واقتصرَ الجوهريُّ على الأَوّلِ والثالِثِ، ونقلَ ابنُ الأَثِيرِ الثّانِي وكذلِك اسْتَطافَ، وتَطَوَّفَ نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ وطَوَّفَ تَطْوِيفاً كلُّ ذلك بمَعْنًى: دارَ حَوْلَها.

  وَيُقالُ - في الأَخير - طَوَّفَ الرَّجُلُ: إذا أَكْثَرَ الطَّوافَ، قال شيخُنا: وقد قَصَدَ المُصَنِّفُ إلى الطَّوافِ الشَّرْعِيِّ الذي أَوْضَحَه الشّارِعُ، وتَرَكَ أَصْلَه في اللُّغَةِ، وقد أورَدَه الرّاغِبُ، وَفسَّرَه بمُنْطَلِق المَشْيِ، أو مَشْيٌ فيه اسْتِدارَةٌ، أو غير ذلك.

  والمَطافُ: موضِعُه أي: الطَّواف، وجمعُ الطَّوافِ: أَطْوافٌ.

  ورَجُلٌ طافٌ أي كَثِيرُه نَقَله الجَوْهَرِيُّ.

  والطَّوْفُ: قِرَبٌ يُنْفَخُ فِيها، ويُشَدُّ بعضُها إلى بَعْضٍ فتُجْعَلُ كهَيْئَةِ السَّطْحِ يُرْكَبُ عليها في الماءِ ويُحْمَلُ عَلَيْها المِيرَةُ والنّاسُ، ويُعْبَرُ عليها، وهو الرَّمَثُ، ورُبَّما كانَ من خَشَبٍ، والجمعُ أَطْوافٌ، وقال الأَزهريُّ: الطَّوْفُ الذي يُعْبَرُ عليها [في]⁣(⁣٣) الأَنْهارِ الكِبار، يُسَوَّى من القَصَبِ وَالعِيدانِ، يُشَدُّ بعضُها فوقَ بعضٍ، ثم تُقَمَّطُ بالقُمُطِ، حتّى يُؤْمَنَ انْحِلالُها، ثم تُرْكَبُ ويُعْبَرُ عليها، ورُبَّما حُمِلَ عليها الجَمَلُ⁣(⁣٤) على قَدْرِ قُوَّتِه وثَخانَتهِ، وتُسَمَّى العامَةَ، بتخفيفِ المِيم.


(١) اللسان والصحاح والتكملة: من فوق عجسها.

(٢) في الأساس: جُدَيرًا.

(٣) زيادة عن التهذيب، وفيه: عليه بدل عليها.

(٤) عن التهذيب وبالأصل «الحمل».