تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عذف]:

صفحة 373 - الجزء 12

  فقَالَ لي يَزِيدُ: صَحَّفْتَ يا أَبا عَمْرٍو، إِنّما هي عَدُوفَةٌ، بالدّالِ المُهْمَلةِ، قال: فقلتُ له: لم أُصَحِّفْ أَنا ولا أَنْتَ، تقولُ رَبِيعةُ هذا الحرْفَ بالذّال المُعْجَمةِ، وسائِرُ العَربِ بالدّالِ المُهْمَلةِ، قال الصاغانيُّ: هكَذا نسَبَ أَبو عَمْرٍو هذا البيتَ إلى قَيْسِ بنِ زُهيرٍ، وإِنّما هو للرَّبِيعِ بنِ زِيادٍ العَبْسِيِّ.

  ويُقال: باتتْ دابَّةٌ بلا عَدُوفٍ: أي بلا عَلَفٍ هذه لُغَةُ مُضَرَ، نقَله الجَوْهرِيُّ.

  والعِدْفَةُ؛ بالكَسْرِ: ما بَيْن العَشَرَةِ إلى الخَمْسِينَ وَخَصَّصهُ الأَزْهَرِيُّ والجَوْهرِيُّ، فقَال: من الرِّجالِ⁣(⁣١) وعَمَّ به كُراع في الماشِيَة، قال: ابنُ سِيده: ولا أَحُقُّها كالعِدْفِ، بالكَسْرِ.

  والعِدَفُ، كعِنَبٍ والذي يَظْهَرُ من عِبارةِ اللِّسانِ أنَّ العِدْفَ والعِدَفَ كِلاهُما جَمْعانِ للعِدْفةِ ومَعْناها: التَّجَمُّعُ قال ابنُ سِيدَه: وعندِي أنَّ المَعْنِيَّ هُنَا بالتَّجَمُّع الجماعَةُ؛ لأَنَّ التَجمُّعَ عَرَضٌ، وإِنَّما يكونُ مثلُ هذا في الجَوَاهِرِ المَخْلُوقَةِ، كسِدْرَةٍ وسِدَرٍ، ورُبَّما كانَ في المَصْنُوعِ، وهو قَلِيلٌ.

  والعِدْفةُ: القِطْعةُ من الشَّيْءِ، كالعَيْدَفِ كحَيْدرٍ، نقلَه ابنُ عَبّادٍ، قال: ولا أَحُقُّه.

  وَيُقالُ: عَدَفَ له عِدْفَةً من المالِ: أي قَطَعَ له قِطْعةً منه.

  والعِدْفَةُ: الصُّدْرَةُ عن ابنِ عَبّادٍ.

  والعِدْفَةُ كالصَّنِفةِ من الثَّوْبِ نقله الجوهريُّ، وفي اللِّسانِ: يقال: ما عَليْهِ عِدْفَةٌ: أي خِرْقَةٌ، لغةٌ مَرْغُوبٌ عَنْها.

  والعِدْفَةُ: أَصْلُ الشَّجَرَةِ* الذّاهِبُ في الأَرْضِ، ويُحَرَّكُ وَهذه عن ابنِ الأَعْرابِيّ ج: كعِنبٍ هذا على القوْلِ الأَوَّل ويُحَرَّكُ هذا على قولِ ابنِ الأَعرابيِّ، وأَنشَدَ للطَّرِمّاحِ:

  حَمّالُ أثْقالِ دِياتِ الثأَى ... عن عِدَفِ الأَصْلِ وكُرّامِها⁣(⁣٢)

  هكذا أَنشَدَه بالتَّحْرِيك، وغيرُه يَرْوِيه بالكَسْرِ، يقولُ: إِنَّه يَحْمِلُ الحَمالاتِ والمغارِمَ عن أَقاصِي الأَصلِ، فكيفَ عن مُعْظَمِه، يعنِي به يزيدَ بنَ المُهَلَّبِ.

  وقال العُزَيْزِيُّ: ما تَعَدَّفْتُ اليومَ: أي ما ذُقْتُ قَلِيلاً فَضْلاً عن كَثِيرٍ.

  وفي التَّكْمِلةِ: عَدْفاءُ: ع.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  العِدَفَةُ، بكسرٍ ففتحٍ: كالصَّنِفةِ من الثَّوْبِ، لغةٌ في العِدْفَةِ، بالكسرِ.

  وَاعْتَدَفَ الثَّوْبَ: أَخَذَ منه عِدْفَةً.

  وَاعْتَدَفَ العِدْفَةَ: أَخذَها.

  وَعِدْفُ كُلِّ شَيْءٍ، بالكَسْرِ: أَصْلُه.

  وَعُدَاف، كغُرابٍ: وادٍ في دِيارِ الأَزْدِ بالسَّراة، وقِيلَ: جَبَلٌ.

  [عذف]: العُذوفُ كصَبُورٍ: العَدُوفُ في لُغاتِه قاله ابنُ دُرَيْدٍ، وهو ما يَتَقَوَّتُه الإِنْسانُ والدَّابَّةُ والذّالُ المُعجَمةُ لُغَةُ رَبِيعَةَ، وبالمُهْمَلِة لغةٌ لسائِرِ العَرَبِ كما تقَدَّم ذلِك عن أَبِي عمْرٍو الشّيْبانِيّ⁣(⁣٣).

  وعَذَفَ يَعْذِفُ عُذُوفاً: أَكَلَ.

  ويُقال: سَمٌّ عُذافٌ، كغُرابٍ: أي قاتِلٌ مَقْلُوبٌ من ذعافٍ، حَكاهُ يَعْقُوبُ واللِّحْيانِيُّ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ ما زِلْتُ عاذِفاً مُنْذُ اليَوْمِ: أي لم أَذُقْ شَيْئاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  عَذَفَ نفسَه، كعَدَفَها.

  وَقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: العُذُوفُ: السُّكُوتُ.

  وَالعُذُوفُ: المَراراتُ.


(١) كذا ولم ترد العبارة في التهذيب، وهي في الصحاح وفي اللسان نقلاً عن الأزهري. واقتصر الأزهري في التهذيب على القول: ما بين العشرة إلى الخمسين.

(*) في القاموس: «الشَّجَرِ» بدل: «الشَّجَرة».

(٢) ويروى: وجشّامها بدل وكرامها.

(٣) ورد قريباً في تعقيبه على بيت قيس بن زهير - كما في الأصل - في مادة «عدف».