تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة

صفحة 87 - الجزء 2

  أَم لَا تَذَكَّرُ سَلْمَى وهي نَازِحَةٌ ... إلَّا اعْتَرَاكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِيبِ

  وَفي حَدِيثِ عَلِيِّ ¥: «وضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بالإسْهَابِ» قيل: هو ذَهَابُ العَقْلِ.

  أَو أُسْهِبَ الرَّجُلُ فهو مُسْهَبٌ، إذَا تَغَيَّر لونُه من حُبِّ أَو فَزَع أَو مَرَضٍ ورجل مُسْهَبُ الجِسمِ، إذَا ذَهَب جِسْمُه مِنْ حُبٍّ، عَنْ يَعْقُوب. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: رَجُلٌ مُسْهِب⁣(⁣١) العَقْلِ بالكَسْرِ ومُسْهِمٌ، عَلى البَدَل، قَالَ: وكَذلك الجِسْم إذَا ذَهَب مِنْ شِدَّةِ الحُبِّ. قال أَبُو حَاتِم: أُسْهِبَ السَّلِيمُ إسْهَاباً فهو مُسْهَبٌ، إذَا ذَهَب عَقْلُه وطَاش⁣(⁣٢)، وأنْشَد:

  فَبَاتَ شَبْعَانَ وَبَاتَ مُسْهَبَا

  وبِئرٌ سَهْبَةٌ: بَعِيدَةُ القَعْرِ يَخْرُجُ مِنْهَا الرِّيحُ ومُسْهَبةٌ أَيضاً بفَتح الهَاءِ إذا غَلَبَتكَ سِهْبَتُها بالكَسْرِ حتى لا تَقْدرَ على المَاءِ قال شَمِر: المُسْهَبَةُ مِن الرِّكَايا: الَّتِي يَحْفِرُونَهَا حَتَّى يَبْلُغُوا تُرَاباً مَائِقاً فَيغلِبُهم تَهيُّلاً فيَدعُونَها. وعَن الكسائيّ: بِئرٌ مُسْهَبَةٌ: التي لا يُدْرَكُ قَعْرُها ومَاؤُهَا.

  وأَسْهَبُوا: حَفَرُوا فهَجَمُوا عَلَى الرَّمْل أَو الرِّيحِ.

  قال الأَزْهَرِيُّ: وإذا حَفَر القَوْمُ فهَجَمُوا عَلَى الرِّيحِ وأَخْلَفَهم المَاءُ يُقَالُ: أَسْهَبُوا. وأَنْشَدَ فِي وَصْفِ بِئرٍ كَثِيرَةِ المَاءِ:

  حَوْضٌ طَوِيٌّ نِيلَ مِنْ إسْهَابِها ... يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَبَابِها

  قال: هي المُسْهَبَة حُفِرَت حَتَّى بَلَغَتْ غَيْلَمَ⁣(⁣٣) المَاءِ ألا تَرَى أَنَّه قَالَ: نِيلَ مِنْ أَعْمَقِ قَعْرِها، وإذَا بَلَغَ حَافِرُ البِئرِ إلَى الرَّمْلِ قِيلَ: أَسْهَبَ.

  أَو أَسْهَبُوا، إذا حَفَرُوا حَتَّى بَلَغُوا الرَّمْلَ ولم يَخْرُج المَاء فَلَم يُصِيبُوا خَيْرا، وَهَذِه عن اللِّحْيَانِيّ. وعَنْ ثَعْلَب: أَسْهَبَ فَهُو مُسْهِب، إذا حفر بِئراً فبلَغ المَاءَ.

  وأسْهَبُوا الدَّابَّةَ إسْهَاباً، إذا أَهْمَلُوها تَرْعَى فَهِيَ مُسْهَبَةٌ.

  قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ.

  نزَائِعَ مَقْذُوفاً عَلَى سَرَوَاتِها ... بما لم تُخَالِسْهَا الغُزَاةُ وتُسْهَب

  أَي قَدْ أُعْفِيَت حتى حَمَلَتِ الشَّحْمَ عَلَى سَرَوَاتِها، كَذا في التَّكْمِلَة.

  قال بَعْضُهُمُ: ومِنْ هَذَا قِيل للمكْثَارِ مُسْهَبٌ كَأَنَّه تُرِكَ والكَلام يَتَكَلَم بِمَا شَاءَ، كَأَنَّه تُرِكَ وُسِّع عَلَيْهِ أَن يَقُول مَا شَاءَ.

  وأَسْهَبَ الشاةَ مَنْصُوب وَلَدُهَا مَرْفُوعٌ، إذَا رَغَثَها: لَحَسَها.

  وأَسْهَبَ الرَّجُلُ كَلَامَه⁣(⁣٤): أَطَالَه. وفي كَلامه إسهَابٌ وإطنَابٌ، وأَسهَبَ إذا أَكثر من العطاءِ كاستَهَبَ.

  والمُسْتَهَبُ: الجَوَادُ، قَالَه اللَّيْثُ.

  ومكان مُسْهَب⁣(⁣٥) بالفَتْح: لا يَمْنَعُ المَاءَ ولا يُمْسِكُه.

  والمُسْهِبُ «بالكَسرِ»: الغَالِبُ المُكْثِرُ في عَطَائِهِ.

  والسَّهْبى: مَفَازَة قال جَرِير:

  سَارُوا إليْكَ مِنَ السَّهْبَى ودُونَهُمُ ... فَيْحَانُ فالحَزْنُ فَالصَّمَّانُ فالوَكَفُ

  الوَكَفُ لِبَنِي يَرْبُوع.

  والمُسْهَبُ: فَرَسُ جُبَيْر بْنِ مَرِيض، وكانَ صَاحِبَ الخَيْلِ، وَفِيه يَقُولُ:

  لَئن لَمْ يَكُنْ فِيكُنّ مَا أَتَّقِي بِهِ ... غَدَاةَ الرّهانُ مُسْهَبُ ابْنِ مَريض

  لَيقضينْ حَدُّ الرَّبِيعِ وبَيْنَنَا ... من البَحْرِ لُجٌّ لا يُخَاضُ عريض

  كذا في كتاب البَلَاذُرِيّ.

  والسَّهْبَاءُ بالمَدِّ: بِئرٌ لبنِي سَعْد. وهي أَيضاً رَوْضَة مَعْرُوفَةٌ مَخْصُوصَةٌ بهذا الاسم. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَرَوْضَةٌ بِالصَّمَّان تُسْمَى السَّهْبَاءَ.

  وَرَاشِدُ بنُ سِهَابِ بْنِ عَبْدَةَ كَذَا فى التكملة، والصواب


(١) في اللسان عن اللحياني: مُسْهَب بالفتح، ومُسْهَم.

(٢) اللسان: وعاش.

(٣) اللسان: عيلم.

(٤) في الأساس: أسهب في الكلام: أطال.

(٥) اللسان: مُسْهِبٌ.