تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عسف]:

صفحة 385 - الجزء 12

  وعَزْفُ الرِّياحِ: أَصْواتُها نقله الجوهرِيُّ.

  والمَعازِفُ: المَلاهِي⁣(⁣١) التي يُضْرَبُ بها، كالعُودِ وَالطُّنْبُورِ والدُّفِّ، وغَيْرِها، وفي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: «إذا سَمِعْنَ⁣(⁣٢) صَوْتَ المَعازِفِ أَيْقَنَّ أَنّهُنَّ هَوالِكُ» الواحِدُ عُزْفٌ على غيرِ قِياسٍ، ونَظِيرُه مَلامِحُ ومَشابِهُ في جمعِ لَمْحَةٍ وَشَبَهٍ أَو مِعْزَف، كمِنْبَرٍ، ومِكْنَسَةٍ قِيلَ: إذا أُفْرِدَ المِعْزَفُ فهو ضَرْبٌ من الطّنابِيرِ، وتتَّخِذُه أَهْلُ اليَمَن، قلتُ: وهو المُسَمَّى بالقبوس الآن، وغيرُهم يَجْعلُ العُودَ مِعْزَفاً.

  والعازِفُ: اللّاعِبُ بِها.

  وأَيضاً: المُغَنِّي وقد عَزَف عَزْفاً.

  وعازِف: ع، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه تَعْزِفُ بِهِ الجِنُّ قال ذُو الرُّمَّةِ:

  وَعَيْناءَ مِبْهاجٍ كأَنّ إِزارَها ... على واضِحِ الأَعْطافِ مِنْ رَمْلِ عازِفِ⁣(⁣٣)

  وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: عَزَفَ يَعْزِفُ عَزْفاً: إذا أَقامَ في الأَكْلِ والشُّرْبِ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: عَزَفَ البَعِيرُ: إذا نَزَتْ حَنْجَرَتُه عندَ المَوْتِ قلتُ: وكأَنَّه لغةٌ في عَسَفَ بالسين، كما سَيَأتِي.

  والعُزْفُ، بالضَّمِّ: الحَمامُ الطُّورانِيَّةُ وهي الّتِي لها صَوْتٌ وهَدِيرٌ، وبه فُسِّرَ قولُ الشَّمّاخِ:

  حَتّى اسْتَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ ... يَدْعُو هَدِيلاً بِهِ العُزْفُ العَزاهِيلُ⁣(⁣٤)

  وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: أَعْزَفَ: سَمعَ عَزِيفَ الرِّمالِ زادَ غيرُه: والرِّياح وهو ما يُسْمَعُ من دَوِيِّها، وأما عَزِيفُ الرِّمالِ فهو صَوْتٌ فيه لا يُدْرَى ما هُو، وقيل: هو وُقُوعُ بعضِه على بعضٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  العَزْفُ: الطَّرْقُ والضَّرْبُ بالدُّفُوفِ، ومنه حدِيثُ عُمَر: «أَنَّه مَرَّ بعَزْفِ دُفٍّ، فقَالَ: ما هَذا؟ قالُوا: خِتانٌ، فَسَكَتَ» وَقال الرّاجِزُ:

  للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِيها صاهِلْ ... عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجَلاجِلْ

  وَكُلُّ لَعِبٍ عَزْفٌ.

  وَتَعازَفُوا: أي تَناشَدُوا الأَراجِيزَ، أو هَجَا بَعْضُهم بَعْضاً، وَقِيلَ: تَفاخَرُوا.

  وَرَجُلٌ عَزُوفٌ عن اللهْوِ: إذا لم يَشْتَهِه، وعن النِّساءِ: إذا لم يَصْبُ إِلَيْهِنَّ.

  وَعَزَفَت القَوْسُ عَزْفاً، وعَزِيفاً: صَوَّتَتْ، عن أَبِي حَنِيفَةَ.

  وَرَمْلٌ عازِفٌ وعَزّافٌ: مُصَوِّتٌ.

  وَمَطَرٌ عَزّافٌ: مُجَلْجِلٌ.

  وَعَزَفَ نَفْسَه عَنْ كذا: مَنَعَها عنه.

  وَقَوْلُ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ:

  وَقِدْماً تَعَلَّقْتُ أُمَّ الصَّبِيْ ... يِ مِنِّي عَلَى عُزُفٍ واكْتِهالِ⁣(⁣٥)

  أَرادَ عَلَى عُزُوفٍ، فحَذَفَ.

  وَالعَزُوفُ، كصَبُورٍ: الَّذِي لا يكادُ يثْبُتُ على خُلَّةٍ.

  وَاعْزَوْزَفَ للشَّرِّ: تَهَيَّأَ، عن اللِّحْيانِيِّ وقد سَمَّوْا عازِفاً، وَعُزَيْفاً، كزُبيْرٍ.

  [عسف]: عسَفَ عن الطَّرِيقِ يَعْسِفُ عَسْفاً: مالَ وعَدلَ وَسارَ بغَيْرِ هِدايَةٍ ولا تَوَخِّي صَوْبٍ، كاعْتَسَفَ وتعَسَّفَ يُقال: اعْتَسَفَ الطَّرِيقَ اعْتِسافاً، وتَعسَّفَه: إذا قَطَعَه دُونَ صَوْبٍ تَوَخّاه فأَصابَه.

  أَو عَسَفَه: خَبَطَه في ابْتِغاءِ حاجَةٍ على غَيْرِ هِدايَةٍ قال ابنُ دُرَيْدٍ: هذا هو الأَصْلُ، ومنه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:


(١) التهذيب واللسان: الملاعب.

(٢) عن التهذيب وبالأصل «سمعت».

(٣) ديوانه ص ٣٧٩ برواية: «من رمل عاجف» فلا شاهد فيها والذي في معجم ياقوت: يجوز أن تكون الريح تعزف في هذا الموضع فسمي عازفاً وَاستشهد بقول لبيد:

كأن نعاجاً من هجائن عازفٍ ... عليها وأرآم السُّلَي الخواذلا

(٤) ديوانه ص ٨٢ برواية لا شاهد فيها:

حتى استغاثت بجون فوقه جبلا ... تدعو هديلا به الورق المثاكيل

وَالعزاهيل: ذكور الحمام.

(٥) ديوان الهذليين ٢/ ١٧٤. أي عزفت عن النساء واكتهلت.