[عسف]:
  وعَزْفُ الرِّياحِ: أَصْواتُها نقله الجوهرِيُّ.
  والمَعازِفُ: المَلاهِي(١) التي يُضْرَبُ بها، كالعُودِ وَالطُّنْبُورِ والدُّفِّ، وغَيْرِها، وفي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: «إذا سَمِعْنَ(٢) صَوْتَ المَعازِفِ أَيْقَنَّ أَنّهُنَّ هَوالِكُ» الواحِدُ عُزْفٌ على غيرِ قِياسٍ، ونَظِيرُه مَلامِحُ ومَشابِهُ في جمعِ لَمْحَةٍ وَشَبَهٍ أَو مِعْزَف، كمِنْبَرٍ، ومِكْنَسَةٍ قِيلَ: إذا أُفْرِدَ المِعْزَفُ فهو ضَرْبٌ من الطّنابِيرِ، وتتَّخِذُه أَهْلُ اليَمَن، قلتُ: وهو المُسَمَّى بالقبوس الآن، وغيرُهم يَجْعلُ العُودَ مِعْزَفاً.
  والعازِفُ: اللّاعِبُ بِها.
  وأَيضاً: المُغَنِّي وقد عَزَف عَزْفاً.
  وعازِف: ع، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه تَعْزِفُ بِهِ الجِنُّ قال ذُو الرُّمَّةِ:
  وَعَيْناءَ مِبْهاجٍ كأَنّ إِزارَها ... على واضِحِ الأَعْطافِ مِنْ رَمْلِ عازِفِ(٣)
  وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: عَزَفَ يَعْزِفُ عَزْفاً: إذا أَقامَ في الأَكْلِ والشُّرْبِ.
  وقال ابنُ عَبّادٍ: عَزَفَ البَعِيرُ: إذا نَزَتْ حَنْجَرَتُه عندَ المَوْتِ قلتُ: وكأَنَّه لغةٌ في عَسَفَ بالسين، كما سَيَأتِي.
  والعُزْفُ، بالضَّمِّ: الحَمامُ الطُّورانِيَّةُ وهي الّتِي لها صَوْتٌ وهَدِيرٌ، وبه فُسِّرَ قولُ الشَّمّاخِ:
  حَتّى اسْتَغاثَ بأَحْوَى فَوْقَه حُبُكٌ ... يَدْعُو هَدِيلاً بِهِ العُزْفُ العَزاهِيلُ(٤)
  وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: أَعْزَفَ: سَمعَ عَزِيفَ الرِّمالِ زادَ غيرُه: والرِّياح وهو ما يُسْمَعُ من دَوِيِّها، وأما عَزِيفُ الرِّمالِ فهو صَوْتٌ فيه لا يُدْرَى ما هُو، وقيل: هو وُقُوعُ بعضِه على بعضٍ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  العَزْفُ: الطَّرْقُ والضَّرْبُ بالدُّفُوفِ، ومنه حدِيثُ عُمَر: «أَنَّه مَرَّ بعَزْفِ دُفٍّ، فقَالَ: ما هَذا؟ قالُوا: خِتانٌ، فَسَكَتَ» وَقال الرّاجِزُ:
  للخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِيها صاهِلْ ... عَزْفٌ كعَزْفِ الدُّفِّ والجَلاجِلْ
  وَكُلُّ لَعِبٍ عَزْفٌ.
  وَتَعازَفُوا: أي تَناشَدُوا الأَراجِيزَ، أو هَجَا بَعْضُهم بَعْضاً، وَقِيلَ: تَفاخَرُوا.
  وَرَجُلٌ عَزُوفٌ عن اللهْوِ: إذا لم يَشْتَهِه، وعن النِّساءِ: إذا لم يَصْبُ إِلَيْهِنَّ.
  وَعَزَفَت القَوْسُ عَزْفاً، وعَزِيفاً: صَوَّتَتْ، عن أَبِي حَنِيفَةَ.
  وَرَمْلٌ عازِفٌ وعَزّافٌ: مُصَوِّتٌ.
  وَمَطَرٌ عَزّافٌ: مُجَلْجِلٌ.
  وَعَزَفَ نَفْسَه عَنْ كذا: مَنَعَها عنه.
  وَقَوْلُ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ:
  وَقِدْماً تَعَلَّقْتُ أُمَّ الصَّبِيْ ... يِ مِنِّي عَلَى عُزُفٍ واكْتِهالِ(٥)
  أَرادَ عَلَى عُزُوفٍ، فحَذَفَ.
  وَالعَزُوفُ، كصَبُورٍ: الَّذِي لا يكادُ يثْبُتُ على خُلَّةٍ.
  وَاعْزَوْزَفَ للشَّرِّ: تَهَيَّأَ، عن اللِّحْيانِيِّ وقد سَمَّوْا عازِفاً، وَعُزَيْفاً، كزُبيْرٍ.
  [عسف]: عسَفَ عن الطَّرِيقِ يَعْسِفُ عَسْفاً: مالَ وعَدلَ وَسارَ بغَيْرِ هِدايَةٍ ولا تَوَخِّي صَوْبٍ، كاعْتَسَفَ وتعَسَّفَ يُقال: اعْتَسَفَ الطَّرِيقَ اعْتِسافاً، وتَعسَّفَه: إذا قَطَعَه دُونَ صَوْبٍ تَوَخّاه فأَصابَه.
  أَو عَسَفَه: خَبَطَه في ابْتِغاءِ حاجَةٍ على غَيْرِ هِدايَةٍ قال ابنُ دُرَيْدٍ: هذا هو الأَصْلُ، ومنه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(١) التهذيب واللسان: الملاعب.
(٢) عن التهذيب وبالأصل «سمعت».
(٣) ديوانه ص ٣٧٩ برواية: «من رمل عاجف» فلا شاهد فيها والذي في معجم ياقوت: يجوز أن تكون الريح تعزف في هذا الموضع فسمي عازفاً وَاستشهد بقول لبيد:
كأن نعاجاً من هجائن عازفٍ ... عليها وأرآم السُّلَي الخواذلا
(٤) ديوانه ص ٨٢ برواية لا شاهد فيها:
حتى استغاثت بجون فوقه جبلا ... تدعو هديلا به الورق المثاكيل
وَالعزاهيل: ذكور الحمام.
(٥) ديوان الهذليين ٢/ ١٧٤. أي عزفت عن النساء واكتهلت.