تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عسف]:

صفحة 386 - الجزء 12

  قد أَعْسِفُ النّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُهُ ... في ظِلِّ أَغْضَفَ يَدْعُو هامَهُ البُومُ⁣(⁣١)

  ثم كَثُر حتّى قِيلَ: عَسَفَ السُّلْطانُ: إذا ظَلَمَ وَقالَ ابنُ الأَثِيرِ: العَسْفُ في الأَصْلِ: أَنْ يأَخذَ المُسافِرُ على غيرِ طَرِيقٍ ولا جادَّةٍ ولا عَلَم، فنُقِلَ إلى الظُّلْمِ وَالجَوْرِ.

  وعَسَف فُلانًا: اسْتَخْدمَه، كاعْتَسَفَه: اتَّخَذه عَسِيفاً، يُقال: كَمْ أَعْسِفُ لكَ؟ أي: كَمْ أَعْملُ لكَ: أي أَسْعَى علَيْكَ عامِلاً لك، مُتَرَدِّداً عليكَ، كعاسِفِ اللَّيْلِ.

  وعَسَفَ ضَيْعَتَهُم: رَعاهَا، وكَفاهُم أَمْرَهَا وتردَّدَ فِيما يُصْلِحُها.

  وعَسفَ عليهِ، ولَه: أي عَمِلَ لَهُ.

  وعَسَفَ البَعِيرُ يَعْسِفُ عَسْفاً وعُسُوفاً، فهو عاسِفٌ: أَشْرَفَ على المَوْتِ من الغُدَّةِ، فَجَعلَ⁣(⁣٢) يَتَنَفَّسُ فتَرْجُفُ حَنْجَرَتُه.

  وناقَةٌ عاسِفٌ بلا هاءٍ، نقَلَه الجَوْهرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ وبِها عَسَفاتٌ مُحَرّكَةً وعُسافٌ، كغُرابٍ قال الأَصْمعِيُّ: قلتُ لرَجُلٍ من أَهْل البادِيَةِ: ما العُسافُ؟ قال: حِينَ تَقْمُصُ حَنْجَرَتُه: أي تَرْجُفُ⁣(⁣٣) النَّفَسَ.

  والعَسْفُ: نَفْسُ المَوْتِ قالُوا: العُسافُ للإِبِلِ كالنِّزاعِ للإِنسانِ، قال عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ في قُرْزُلٍ يومَ الرَّقَم:

  وَنِعْمَ أَخُو الصُّعْلُوكِ أَمْسِ تَرَكْتُه ... بتَضْرُعَ يَكَبْوُ لليَدَيْنِ ويَعْسِفُ⁣(⁣٤)

  والعَسْفُ: القَدَحُ الضَّخْمُ نقله الجَوْهريُّ، والجَمْعُ العُسُوفُ، وكذلك العُسُّ، وقد تَقَدَّم.

  والعَسْفُ: الاعْتِسافُ باللَّيْل يبْغِي طَلِبَةً نَقَله الصاغانيُّ، وَمنه قولُ الشُّاعِرِ:

  إِذا أَرادَ عَسْفَهُ تَعَسَّفَا

  والعَسِيفُ: الأَجِيرُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ وابنُ فارِسٍ في المَقايِيس لأَبِي دُوَادٍ الإيادِيّ:

  كالعَسِيفِ المَرْبُوعِ شَلَّ جِمالاً ... مالَهُ دُونَ مَنْزِلٍ من مَبِيتِ

  وَكلاهُما رَوَى «المَرْبُوع» والرّوايةُ:

  كالعَسِيفِ المَرْبُوع شَلَّ قِلاصاً ... مالَهُ دُونَ مَنْهلٍ من مَباتٍ

  وَقبله:

  لا تَوَقّى الدِّهاسَ⁣(⁣٥) من حَدَم اليَوْ ... مِ ولا المُنْتَضَى من الخَبِراتِ⁣(⁣٥)

  وقِيلَ: العَسِيفُ: العَبْدُ المُسْتَعانُ بِهِ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، وصوابُه، المُسْتَهانُ به، كما هو نَصُّ العُبابِ وَاللِّسانِ، وقال نُبَيْهُ بنُ الحَجّاجِ:

  أَطَعْتُ النَّفْسَ في الشَّهواتِ حَتْى ... أَعادَتْنِي عَسِيفاً عَبْدَ عَبْدِ⁣(⁣٦)

  وَهو فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ كعَلِيمٍ، مِنْ عَسَفَ له: إذا عَمِل له أَو فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعُولٍ كأَسِيرٍ من عَسَفَه: إذا اسْتَخْدَمَه كما تَقَدَّم، وجمعه على فُعَلاءَ، على القِياسِ في الوَجْهيْنِ، نحو قَوْلِهم: عُلَماءُ وأُسَراءُ، وفي الحَدِيثِ: «لا تَقْتُلُوا عسِيفاً ولا أَسِيفاً» والأَسِيفُ: العبْدُ، وقيلَ: هو الشَّيْخُ الفانِي، وقِيلَ: كُلُّ خادِمٍ عَسِيفٌ، وفي الحَدِيثِ: «أَنّه بَعَثَ سَرِيَّةً، فَنَهى عن قَتْلِ العُسَفاءِ والوُصَفَاءِ».

  وعُسْفانُ، كعُثْمانَ: ع، على مَرْحَلَتَيْنِ مِن مَكَّةَ حَرَسها الله تعالَى لمن قَصَد المدِينَة على ساكِنِها السَّلامُ، قال عَنْتَرَةُ:

  كأَنَّها حِينَ صَدَّتْ ما تُكَلِّمُنَا ... ظَبْيٌ بعُسْفانَ ساجِي الطَّرْفِ مطْرُوفُ

  وَقال ابنُ الأَثِيرِ: هي قريةٌ جامِعَةٌ بينَ مَكَّةَ والمدِينَةِ،


(١) ديوانه ص ٥٧٤، ويروى: في ظل أخضر.

(٢) عن القاموس وبالأصل «وجعل».

(٣) في الصحاح واللسان: ترجف من النَّفَسِ.

(٤) ديوانه ص ٨٦ برواية:

«بتضروع يمري باليدين»

وفي الصحاح واللسان:

«بتضرع يمري باليدين»

(٥) رواية البيت بالأصل:

لألوفى الدهاس من جدم اليو ... م ولا المنتضى من الخيرات

وَالتصويب، والمثبت عن المطبوعة الكويتية نقلاً عن العباب.

(٦) ويروى: أطعت العرس.