تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الفاء

صفحة 410 - الجزء 12

  والغِرْيفُ: جَبلٌ لبَني نُمَيْرٍ قال الخَطَفَى جَدُّ جَريرٍ:

  كَلَّفَنِي قَلْبِيَ ما قَدْ كَلَّفَا ... هوازِنِيّاتٍ حَلَلْنَ غِرْيَفَا⁣(⁣١)

  وغِرْيَفَةُ بهاءٍ: ماءٌ عنْدَ غِرْيَفِ المذكور في واد يُقالُ له: التَّسْريرُ.

  وعَمُودُ غِرْيَفَةَ: أَرْضٌ بالحِمَى لغَنِيِّ بن أَعْصُرَ كذا في العُباب والمُعْجَمِ.

  والغُرْفَةُ، بالضَّمِّ: العُلِّيَّةُ، ج: غُرُفاتٌ، بضمَّتَيْنِ، وغُرَفاتٌ بفَتْحِ الرّاءِ، وغُرْفاتٌ بسُكُونها، وغُرَفٌ كصُرَدٍ.

  والغُرْفَةُ⁣(⁣٢) أَيْضاً: الخُصْلَةُ مِن الشَّعَر.

  والغُرْفَةُ أَيضاً: الحَبْلُ المَعْقُودُ بأُنْشُوطَةٍ يُعَلَّقُ في عُنُق البَعِير.

  وقَوْلُ لَبيدِ ¥:

  سَوَّى فَأَغْلَقَ دُونَ غُرْفَةِ عَرْشِهِ ... سَبْعاً طِباقًا فَوْقَ فَرْعِ المَنْقَلِ⁣(⁣٣)

  كما في الصِّحاحِ، وفي المُحْكَمِ «فوْقَ فَرْعِ المَعْقِل» قال: ويُرْوَى «المَنْقَل» وهو ظَهْرُ الجَبَل، يَعْني به السَّماء السّابِعَة قال ابنُ بَرِّيّ: الَّذي في شِعْره: «دُونَ عِزَّة عَرْشه» وَالمَنْقَلُ: الطَّريقُ في الجَبل.

  وبالتَّحْريك: غَرَفَةُ بنُ الحارث الكِنْديُّ الصّحابيُّ ¥، كُنْيَتُه أَبو الحارث، سكن مِصْرَ، وهو مُقلٌّ له في سُنَن أَبي دَاود، قال الحافِظُ: وذَكَره ابنُ حبّان في الحَرْفَيْنِ، أي، العَيْن المُهْمَلَة والمُعْجَمَة. قلتُ: وفاته: غَرَفَةُ الأَزْدِيُّ من أصحاب الصُّفَّة، استَدْرَكُه ابنُ الدَّبّاغ، وله حَديثٌ، واختُلفَ في سِنان بنِ غَرَفَةَ الصَّحابيِّ، فقيلَ: بالمعجمة، ومثلُه في كتاب الصَّحابَة للطَّبَرانيِّ، والباوَرْديّ وَابن السَّكَن وابن مَنْدَهْ، وغيرهم، قال الحافظُ: ورَأَيْتُه أَنا في أَكثر الرِّواياتِ بالمُعْجَمة، وكذا ضبَطَهُ ابنُ فَتْحُونَ عن ابن مُفَرِّجٍ في كتاب ابن السَّكن، قال: وكذا هو في كتاب الباوَرْدِيّ، وتَرَدَّدَ فيه ابنُ الأَثير، وقالَ ابنُ فَتْحُون: ورأَيتُه أَيضاً في نسخة من كتاب ابن السَّكَن بكسر العَيْنِ المُهْمَلة، وَسُكُون الرّاءِ بعدَها قاف.

  بِئَرٌ غَرُوفٌ: يُغْتَرَفُ ماؤُها باليَد نقله الصاغانيُّ وَصاحبُ اللِّسان.

  وغَرْبٌ غَرُوفٌ، وغَرِيفٌ: كَبيرٌ، أو كَثيرُ الأَخْذِ للماءِ قالَه اللَّيْثُ، ويُقال: دَلْوٌ غَرِيفَةٌ.

  والغَرّافُ كشَدّادٍ: نَهَرٌ كَبيرٌ بينَ واسطَ والبَصْرَةِ، عليه كُورَةٌ كَبيرَةٌ لها قُرًى كثيرةٌ، وفي التَّبْصير: هي بُلَيْدَةٌ ذاتُ بَساتينَ آخرَ البَطائحِ تَحتَ واسِطَ، ومنها الإمامُ نُورُ الدِّين أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ عبد المُحْسن بن أَحْمَدَ الحُسَيْنيُّ الغَرّافيُّ، من شُيُوخِ الشَّرَفِ الدِّمْياطيِّ، وابْناهُ: أَبو الحَسَن تاجُ الدِّين عليٌّ، مُحَدِّثُ الإِسْكَنْدَريَّة، وأَخُوه أَبُو إِسْحاقَ إِبراهيمُ تُوُفِّيَ بالإسْكَنْدَريّة سنة ٧٢٨.

  وَالقاضي أَبو المَعالي هِبَةُ الله بنُ فَضْلِ الله الغَرّافيُّ، سَمعَ المَقاماتِ من الحَريريِّ، وابْنُه يَحْيَى رَوَى عن أَبي عليٍّ الفارقيِّ، وابنُه مُحَمّدُ بنُ يَحْيَى ساقطُ الرِّوايَة، مات سنة ٦١٣.

  وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن سُلْطَانَ الغَرّافيُّ، عن أَبي عليٍّ⁣(⁣٤) الفارقيّ أَيضاً، مات سنة ٥٨٧.

  وَصالحُ بنُ عبد الرَّحْمن الغَرَّافيُّ، عن الحُصَيْن.

  وَأَبُو بكر أَحْمَدُ بنُ صَدَقَةَ الغَرّافيُّ الواسطيُّ، عن أَبي عَبْد الله الجُلّابيِّ.

  وَعَليُّ بنُ حَمْزَةَ الغَرّافيُّ، له شعْرٌ حَسَنٌ، ويُلَقَّبُ بالثَّوْرِ، بمُثَلَّثة.

  وغَرّافٌ: فَرَسُ البَرَاءِ بن قَيْس بْنِ عَتّاب⁣(⁣٥) بن هَرْميِّ ابنِ رياحٍ اليَرْبُوعيِّ، وهو القائلُ فيه:

  فإِنْ يَكُ غَرّافٌ تَبَدَّلَ فارساً ... سوايَ، فقَدْ بُدِّلْتُ منْه سَمَيْدَعَا

  قال أَبُو محمَّدٍ الأَعرابِيُّ: سأَلْتُ أَبا النَّدَى عن السَّمَيْدَعِ مَنْ هُوَ؟ قال: كانَ جارًا للبَرَاءِ بن قَيْسٍ، وكانا في مَنْزِل


(١) معجم البلدان «غريف» في أبيات.

(٢) عن التهذيب، نقلاً عن الأصمعي، وبالأصل: والغرف.

(٣) ديوانه ط بيروت برواية: «دون غرة عرشه» فلا شاهد فيها، ونبه بهامشه إلى رواية الأصل. وفي التهذيب برواية: سبعاً شداداً.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: عن أبي علي الفارقي، هكذا هو في النسخ الخط التي بأيدينا».

(٥) عن جمهرة ابن حزم ص ٢٢٧ وهو عتاب الردف، وبالأصل «عقاب».