تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غفف]:

صفحة 416 - الجزء 12

  وغُطَيْفُ بنُ الحارِثِ الكِنْدِيُّ: صَحابِيٌّ أَو هو الحارِثُ ابنُ غُطَيْفٍ وتَقَدَّمَ الاخْتِلافُ في «غضف» قَرِيباً.

  وأَبو غُطَيْفٍ الهُذَلِيُّ: تابِعِيٌّ ويُقالُ: غُضَيْفٌ، ويُقالُ: عُطَيْفٌ، رَوَى عن عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ، وعنه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ زِيادِ بنِ أَنْعُم الْإِفْرِيقِيُّ، قال ابنُ أَبِي حاتِمٍ: سُئل أَبو زُرْعَةَ⁣(⁣١) عن اسْمِه فقَالَ: لا يُعْرَفُ اسمُه.

  وَرْوحُ بنُ غُطَيْفٍ بنِ أَبِي سُفْيانَ الثَّقَفيُّ الجَزَرِيُّ: مُحَدِّثٌ يَرْوِي عن الزُّهْرِيِّ، قال الدّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ وقالَ النَّسائِيُّ: مَتْرُوكُ الحديثِ، وقال أَبُو حاتِمٍ الرّازِيُّ: مُنْكَرُ الحَدِيثِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الغاطُوفُ: المِصْيَدَةُ، لغةٌ في المُهْمَلَةِ، وقد تَقَدَّم.

  وَغَطَفانُ، غيرُ مَنْسُوبٍ: تابِعِيٌّ يَرْوِي عن ابنِ عَبّاسٍ، وَعنهُ أَهْلُ الشّامِ، ماتَ في ولايةِ مَرْوانَ، ذكر هؤلاءِ ابنُ حِبّان في الثِّقَاتِ.

  وَغُطَيْفٌ⁣(⁣٢) السُّلَمِيُّ: الذي قِيلَ فيهِ:

  لَتَجِدَنِّي بالأَمِيرِ بَرَّا ... وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرَّا

  إِذا غُطَيْفُ السُّلَمِيُّ فَرَّا

  [غظف]: غُظَيْفٌ كزُبَيْرٍ أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ، وقالَ الصّاغانِيُّ: قال أَبو مُحَمَّدٍ الأَعرابِيُّ، في كتابِ الخَيْلِ، من تَأْلِيفه: هو فَرَسُ عَبْدِ العَزِيرِ بنِ حاتِمٍ الباهِلِّي من نَسْلِ الحَرُونِ كذا في العُبابِ، وزادَ في التَّكْمِلَة: وأَنا أَخْشَى أَنْ يكونَ تَصْحِيفاً. قلت: وهو ظاهرٌ، فإِنّني قد قَرَأْتُ في كتاب الخَيْلِ لابنِ هِشامٍ الكَلْبِيّ: غُطَيْف، هكَذا هو مَضْبوطٌ بالطّاءِ المُهْملةِ، وهي نُسْخَةٌ قديمةٌ يُوثَقُ بها، ثم إنَّ الذي في كِتابِ أَبي مُحَمَّدٍ الأَعرابِيِّ: «غَظِيفٌ» كأَمِيرٍ، وهكَذا ضَبَطَه الصّاغانِيُّ في كِتابَيْهِ ضَبْطَ القَلَمِ، والحَرُونُ الَّذِي ذَكَره فإِنَّه فَرَسُ مُسْلِمِ ابنِ عَمْرٍو الباهِلِيِّ، ونتاجُه في بَنِي هِلالٍ، ونَسَبُه هكَذا: الحَرُونُ بنُ الخُزَزِ بنِ الوَثِيمِيِّ بنِ أَعْوَجَ، فهو أَخُو الأَثاثِيِّ على ما يَأْتِي بيانُه في «حرن» إِنْ شاءَ الله تعالى.

  [غفف]: الغُفَّةُ، بالضمِّ: البُلْغَةُ من العَيْشِ كالغُبَّةِ، وَأَنشد الجَوْهرِيُّ لثابِتِ⁣(⁣٣) قُطْنَةٍ:

  لا خَيْرَ في طَمَعٍ يُدْنِي إلى طَبَعٍ ... وَغُفَّةٌ من قِوامِ العَيْشِ تَكْفِينِي

  وَأَنشَدَه التَّنُوخِيُّ في كتابِ «الفَرَج بعدَ الشِّدَّةِ» لعُرْوَةَ بنِ أُذَيْنَةَ.

  وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: الغُفَّةُ: الفَأْرُ سُمِّيَ بذلِك لأَنَّه بُلْغَةُ⁣(⁣٤) السِّنَّوْرِ قالَه ابنُ دُرَيْدٍ وأَنْشَدَ:

  يُدِيرُ النَّهارَ بحَشْرٍ لَهُ ... كما عالَجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ⁣(⁣٥)

  الخَيْطَلُ: السِّنَّوْرُ، وهذا البيتُ يُعايَا به، يَصِفُ صَبيًّا يُريدُ نَهارًا، أي: فَرْخَ حُبارَى.

  والغُفَّةُ، كالخُلْسَةِ، وهو ما يَتَناوَلُه البَعِيرُ بفِيهِ عَلَى عَجَلَةٍ منه، وقالَهُ شَمِرٌ.

  والغَفُّ، بالفَتْحِ: ما يَبِسَ من وَرَقِ الرَّطْب كالقَفِّ، وَذِكْر الفَتْحِ مُسْتَدْرَكَ.

  وَقالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقال: جاءَ على غِفّانِهِ، بالكَسْرِ أي: حِينِه وإِبّانِه، أو الصّوابُ بالمُهْمَلَةِ وهو مُبْدَلٌ من إِفّانِه، نَبَّه عليه الصّاغانِيُّ، وقد سَبَقَ البحثُ فيه.

  واغْتَفَّتِ الدَّابَّةُ اغْتِفافاً: أَصابَتْ غُفَّةً من الرَّبِيعِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الكِسائِيِّ، زادَ غيرُه: ولم تُكْثِرْ.

  أَو إذا سَمِنَتْ بعضَ السِّمَنِ قال الجَوْهَريُّ: حكاهُ عن الكِسائِيِّ غيرُ أَبِي الحَسَنِ، وقالَ أَبو زَيْدٍ، اغْتَفَّ المالُ اغْتِفافاً، قال: وهو الكَلَأُ المُقاربُ، والسِّمَنُ المُقارِبُ، قال الطُّفَيْلُ الغَنَوِي:

  وَكُنَّا إذا ما اغْتَفَّتِ الخَيْلُ غُفَّةً ... تَجَرَّدَ طَلّابُ التِّراتِ مُطَلَّبُ⁣(⁣٦)

  يَقُول: تَجَرَّدَ طالِبُ التِّرَةِ، وهو مَطْلُوبٌ مع ذلِك، فرفَعَه بإِضمارِ هُوَ، أي: هو مُطَلَّبٌ.


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «أبو وزعة».

(٢) عن اللسان وبالأصل «وغطيفة».

(٣) بالأصل «لثابت بن قطنة» والمثبت عن اللسان مادة طبع.

(٤) في التكملة عن ابن دريد: لأنها قوت السنّور.

(٥) اللسان برواية: «بجشءٍ له» بدلا من «بحشرٍ له» والخيطل: السنّور.

(٦) الأساس برواية: «يُطلِّبُ» بدل «مطلب».