تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قحلف]:

صفحة 425 - الجزء 12

  سَبَّها، وفي حَدِيثِ هِلالِ بنِ أُمَيَّةَ «أَنّه قَذَفَ امْرَأَتَه بِشَرِيكٍ» فأَصْلُ القَذْفِ: الرَّمْيُ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَ في السَّبِّ ورَمْيِها بالزِّنا، أو ما كانَ مَعْناهُ، حَتَّى غَلَبَ عَلَيه.

  وقَذَفَ فُلانٌ: إذا قاءَ.

  ومن المَجازِ نَوًى قَذَفٌ، وِنيَّةٌ قَذَفٌ، وفَلاةٌ قَذَفٌ، مُحَرّكَةً، وقُذُفٌ بضَمَّتَيْنِ كصَدَفٍ وصُدُوفٍ، وطَنَفٍ وَطُنُفٍ، وقَذُوفٌ كصَبُورٍ: أي بَعِيدَةٌ تَقاذَفُ بمَنْ يَسْلُكُها، وَأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ:

  وَشَطَّ وَلْيُّ النَّوَى إنَّ النَّوَى قَذَفٌ ... تَيّاحَةٌ غَرْبَةٌ بالدّارِ أَحْيانًا

  وَكَذلِكَ سَبْسَبٌ قَذَفٌ، ومَنْزِلٌ قَذَفٌ.

  أَو نِيَّةٌ قَذَفٌ، مُحَرَّكَةً فقَطْ نقله الجوهريُّ.

  والقَذِيفُ كأَمِيرٍ: سَحابَةٌ تَنْشَأُ من قِبَلِ العَيْنِ نقله ابنُ عَبّادٍ.

  والقَذِيفَةُ بهاءٍ: كُلُّ ما يُرْمَى بِهِ قال المُزَرِّدُ:

  قَذِيفَةُ شَيْطانٍ رَجِيمٍ رَمَى بها ... فصارَتْ ضَواةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ

  وبَلْدَةٌ قَذُوفٌ: طَرُوحٌ؛ لبُعْدِها نقَلَه الجوهريُّ.

  ورَوْضُ القِذافِ، ككِتابٍ: ع عن ابنِ دُرَيْدٍ قالَ:

  عَرَكْرَكٌ مُهْجِرُ الضُّوبانِ أَوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذافِ رَبِيعاً أيَّ تَأْوِيمِ

  وَقال ذُو الرُّمَّةِ:

  جادَ الرَّبِيعُ له رَوْضَ القِذافِ إلى ... قَوَّيْن وانْعَدَلَتْ عنهُ الأَصارِيمُ

  والقِذافُ أَيْضاً: ما قَبَضْتَ بيَدِكَ مِمّا يَمْلَأُ الكَفَّ، فرَمَيْتَ بهِ قالَه النَّضْرُ، قال: ويُقالُ: نِعْمَ الجُلْمُودُ القِذافَ هذا، قال: ولا يُقالُ للحَجَرِ نفسِه: نِعْمَ القِذافُ.

  أَو: هو ما أَطقْتَ حَمْلَه بيَدِكَ ورَمَيْتَه قال أَبو خَيْرَةَ: قال رُؤْبَةُ يُخاطِبُ ابْنَه⁣(⁣١) العَجّاج:

  وهو لأَعْدائِكَ ذُو قِرافِ ... قَذّافَةٌ بحَجَرِ القِذافِ

  وناقَةٌ قاذِفٌ، وقِذافٌ، وقُذُفٌ ككِتابِ وعُنُقٍ والذي في النّوادِرِ لأَبِي عمرٍو: ناقَةٌ قِذافٌ وقَذُوفٌ وقُذُفٌ، وهي التي تَتَقَدَّمُ من سُرْعَتِها وتَرْمِي بنَفْسِها أَمامَ الإِبِلِ في سَيْرِها، قال الكُمَيْتُ يمدحُ أَبانَ بنَ الوَليدِ البَجَلِيَّ:

  جَعَلْتُ القِذافَ لِلَيْلِ التَّمامِ ... إلى ابن الوَلِيدِ أَبانٍ سِبارَا

  والمِقْذَفُ، والمِقْذافُ كمِنْبَرٍ ومِحْرابٍ: المِجْدافُ⁣(⁣٢) للسَّفِينَةِ عن أَبي عمرٍو.

  والقَذّافُ كشَدّادٍ: المِيزانُ* قاله ابنُ الأَعرابيِّ وقال ثَعْلَبٌ: هو المنْجَنِيقُ نقله اللّيْثُ وابنُ الزُبَيْدِيّ.

  وقال أَبو خَيْرَةَ: القَذّافُ الذي يُرْمَى بِهِ الشّيءُ فيَبْعُدُ، الواحِدَةُ قَذّافَةٌ وقد خالَفَ اصْطِلاحَه هنا، وأَنشَدَ:

  لمّا أَتانِي الثَّقَفيُّ الفَتّانْ ... فنَصَبُوا قَذّافَةً لا بَلْ ثِنْتانْ⁣(⁣٣)

  ويُقال: بَيْنَهُم قِذِّيفَى، كخِلِّيفَى: أي سِبابٌ، ورَمْيٌ بالحِجارَةِ.

  والقُذْفَةُ، بالضمِّ الشُّرْفَةُ، أو ما أَشْرَفَ من رُؤُوسِ الجِبالِ قال أَبو عُبَيْدةَ: وبه شُبِّهَت الشُّرَفُ ج: قِذافٌ وَقُذَفٌ، وقُذُفٌ، وقُذُوفاتٌ كبِرامِ وغُرَفٍ، وكَتَبٍ وقُرُباتٍ جمع بُرْمَةٍ وغُرْفَةٍ وكتابٍ وقُرْبَةٍ، اقْتَصَر الجَوْهَريُّ على الثانِي والأَخِيرِ، وأَنْشَدَ لامْرئِ القَيْسِ:

  مُنِيفاً تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِه ... يظَلُّ الضبابُ فَوْقَه قَدْ تَعَصَّرَا⁣(⁣٤)

  وَأَنْشَد أَبو عَمرٍو قَوْلَ ابنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ وَعِلاً:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قال رؤبة يخاطب ابنه العجاج هكذا هو في التكملة، والمعروف أن العجاج والد رؤبة، لعل رؤبة له ابن سماه العجاج أيضاً» وفي الديوان ص ٩٩ يخاطب العجاج أباه ويعاتبه.

(٢) في التهذيب والتكملة واللسان: مجذاف بالذال المعجمة.

(*) بعدها في القاموس: والمركب.

(٣) كذا بالأصل «لا بل ثنتان» ولا يستقيم به الوزنَ والصواب إسقاط «لا» كما في التهذيب.

(٤) التهذيب برواية «منيفٌ ... قد تقصرا» والصواب ما أثبت» منيفاً بالنصب لأن قبله:

وَكنت إذا ما خفت يوماً ظلامة ... فإن لها شعباً ببلطة زيمرا