فصل القاف مع الفاء
  عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولَةً وَقِلاً ... على تُراثِ أَبِيهِ يَتْبَعُ القُذَفَا
  قال ابنُ بَرِّي: ويُرْوَى: «القَذَفا» وقد ضَعَّفَه الأَعْلمُ، قال ابنُ بَرِّيّ: ومِثْلُه لِبشْرِ بنِ أَبِي خازِمٍ:
  وَصَعْبٌ تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِه ... لحافاتِه بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ
  وَفي الحَدِيثِ: «أَنَّه صَلّى في مَسْجِدٍ فيه قُذُفاتٌ» وفي الحَدِيثِ: كانَ ابنُ عُمَرَ والَّذِي في المُصَنَّفِ لأَبِي عُبَيْدٍ «أنَّ عُمَرَ ¥ كانَ لا يُصَلَي في مَسْجِدٍ فيه قِذافٌ» وَنَصُّ أَبِي عُبَيْدٍ: «فيه قُذُفاتٌ» هكذا يُحَدِّثُونَه، ورَواه غيرُ أَبِي عُبَيْدٍ «قِذافٌ» كما هو للمُصَنِّفِ، وكِلاهُما قد رُوِيَ، قال ابنُ الأَثِيرِ: القِذافُ: جمعُ قُذْفةٍ، وهي الشُّرْفَةُ، كبُرْمَةٍ وَبرامٍ، وبُرْقَةٍ وبِراقٍ، وقالَ ابنُ بَرِّي: قُذُفاتٌ صحيحٌ، لأَنَّه جَمْعُ سَلامةٍ كغُرْفَةٍ وغُرُفاتٍ، وجمعُ التَّكْسِير قُذَفٌ، كغُرَفٍ وقَوْلُ الأَصْمَعِيِّ: إِنَّما هو قُذَفٌ كغُرَفٍ وأَصْلُها قُذْفَةٌ، وهي الشُّرَفُ ليسَ بشَيْءٍ قال ابنُ بَرِّيّ: الأَوَّلُ الوَجْهُ(١)؛ لِصحَّةِ الرِّوايَةِ، ووُجودِ النَّظِيرِ.
  وقال الأَصْمَعِيّ: القُذُفُ، كعُنُق وجَبَلٍ: المَوْضِعُ الذي زُلَّ عَنْه وهُوِيَ، وقال ابنُ عَبّادٍ: القُذُفُ: الجانِبُ، كالقُذْفِ والقُذْفَةِ، بضَمِّهما وهو مجازٌ.
  وقُذُفَا النَّهْرِ، والوادِي بضَمَّتَيْنِ، وزادَ في بعضِ النُّسَخ ويُحَرَّكُ وسَقط من بَعْضٍ: ناحِيَتاهُ وهو مَجازٌ ج: قَذَفاتٌ مُحرّكَةٌ وقِذافٌ بالكَسْر، وقُذُفٌ بضمَّتَيْنِ، قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ - ¥ يصفُ مَنْهَلاً -:
  طَلِيعَةُ قَوْمٍ أو خَمِيسٌ عَرَمْرَمٌ ... كَسَيْلِ الأَتِيِّ ضَمَّهُ القُذُفانِ
  وَقال اللَّيْثُ: القُذَفُ(٢): النَّواحِي.
  وقَرَبٌ قَذّافٌ، كشَدّادٍ بمنزلةِ بَصْباص كما في العُبابِ، وَهو مجازٌ، ولكنه لم يَضْبِطْه بالتّشْدِيدِ.
  والمُقَذَّفُ كمُعَظَّمٍ: المُلعَّنُ وبه فُسِّربيتُ زُهَيْرٍ:
  لَدَى أَسَدٍ شاكِي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ ... له لِبَدٌ أَظْفارُهُ لم تُقَلَّمِ(٣)
  وقِيلَ: المُقَذَّفُ: من رُمِيَ باللَّحْمِ رَمْياً فصارَ أَغْلَبَ. والتَّقاذُفُ: التَّرامِي يُقالُ: تَقاذَفُوا بالحِجارَةِ: إذا تَرَامَوْا بها.
  وَمن المَجازِ: تَقاذَفَتْ بهِمُ المَرامِي(٤)، والرِّكابُ تَتَقاذَفُ بهم، والبَعِيرُ يَتَقاذَفُ في سَيْرِه: أي يَتَرامَى فيه.
  والتَّقاذُف: سُرْعةُ رَكْضِ الفَرَسِ، وفَرَسٌ مُتَقاذِفٌ سَرِيعُ الرَّكْضِ، قاله اللَّيْثُ، وهو مجازٌ، وأَنشد لجَرِيرٍ يَصِفُ فَرَساً:
  مُتَقاذِفٌ تَئِقٌ كأَنَّ عِنانَهُ ... عَلِقٌ بأَجْرَدَ من جُذُوعِ(٥) أَوالِ
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  انْقَذَفَ الشَّيْءُ: مُطاوِعُ قَذَف، أَنشَدَ اللَّحْيانِيُّ:
  فقَذَفَتْها فأَبَتْ لا تَنْقَذِفْ
  وَقَذَفَه به: أصابَه، وقَذَفَه بالكَذِبِ كَذلِك.
  وَتَقاذَفُوا بالأَراجِيزِ: تَشاتمُوا بها. وَالقَذِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: السَّبُّ. وَقَوْلُ النّابِغَةِ:
  مَقْذُوفةٍ بدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها ... له صَرِيفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ(٦)
  : أي مَرْمِيَّةٌ باللَّحْمِ، يُقال: قُذِفَت النّاقَةُ باللَّحْمِ قَذْفاً، وَلُدِسَتْ به لَدْساً، كأَنَّها رُمِيَتْ به رَمْياً، فأَكْثَرَتْ(٧) منه.
  وَمَنْزِلٌ قَذِيفٌ كأَمِيرٍ: بَعِيدٌ، نَقَلَه الجَوْهريُّ.
  وَالقَذّافُ، ككَتّانٍ: المَرْكَبُ، عن ابنِ الأَعرابيِّ.
  وَأَقْذافُ، ككَتّانٍ: المَرْكَبُ، عن ابنِ الأَعرابيِّ.
  وَأَقْذافُ القَصْرِ: شُرُفاتُه.
  وَناقَةٌ مُتقاذِفَةٌ: سَرِيعَةٌ.
(١) يعني قوله «قذفات» ويفهم من عبارة ابن الأثير أنه عنى بالأول الوجه: القِذاف.
(٢) كذا بالأصل واللسان وفي التهذيب: القِذاف: النواحي، واحدتها قُذفة.
(٣) من معلقته.
(٤) في الأساس: «الموامي».
(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «جزوع».
(٦) ديوان النابغة الذبياني صنعة ابن السكيت ص ٦.
(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: فاكتنزت منه.