تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الفاء

صفحة 426 - الجزء 12

  عَوْداً أَحَمَّ القَرَا أُزْمُولَةً وَقِلاً ... على تُراثِ أَبِيهِ يَتْبَعُ القُذَفَا

  قال ابنُ بَرِّي: ويُرْوَى: «القَذَفا» وقد ضَعَّفَه الأَعْلمُ، قال ابنُ بَرِّيّ: ومِثْلُه لِبشْرِ بنِ أَبِي خازِمٍ:

  وَصَعْبٌ تَزِلُّ الطَّيْرُ عن قُذُفاتِه ... لحافاتِه بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ

  وَفي الحَدِيثِ: «أَنَّه صَلّى في مَسْجِدٍ فيه قُذُفاتٌ» وفي الحَدِيثِ: كانَ ابنُ عُمَرَ والَّذِي في المُصَنَّفِ لأَبِي عُبَيْدٍ «أنَّ عُمَرَ ¥ كانَ لا يُصَلَي في مَسْجِدٍ فيه قِذافٌ» وَنَصُّ أَبِي عُبَيْدٍ: «فيه قُذُفاتٌ» هكذا يُحَدِّثُونَه، ورَواه غيرُ أَبِي عُبَيْدٍ «قِذافٌ» كما هو للمُصَنِّفِ، وكِلاهُما قد رُوِيَ، قال ابنُ الأَثِيرِ: القِذافُ: جمعُ قُذْفةٍ، وهي الشُّرْفَةُ، كبُرْمَةٍ وَبرامٍ، وبُرْقَةٍ وبِراقٍ، وقالَ ابنُ بَرِّي: قُذُفاتٌ صحيحٌ، لأَنَّه جَمْعُ سَلامةٍ كغُرْفَةٍ وغُرُفاتٍ، وجمعُ التَّكْسِير قُذَفٌ، كغُرَفٍ وقَوْلُ الأَصْمَعِيِّ: إِنَّما هو قُذَفٌ كغُرَفٍ وأَصْلُها قُذْفَةٌ، وهي الشُّرَفُ ليسَ بشَيْءٍ قال ابنُ بَرِّيّ: الأَوَّلُ الوَجْهُ⁣(⁣١)؛ لِصحَّةِ الرِّوايَةِ، ووُجودِ النَّظِيرِ.

  وقال الأَصْمَعِيّ: القُذُفُ، كعُنُق وجَبَلٍ: المَوْضِعُ الذي زُلَّ عَنْه وهُوِيَ، وقال ابنُ عَبّادٍ: القُذُفُ: الجانِبُ، كالقُذْفِ والقُذْفَةِ، بضَمِّهما وهو مجازٌ.

  وقُذُفَا النَّهْرِ، والوادِي بضَمَّتَيْنِ، وزادَ في بعضِ النُّسَخ ويُحَرَّكُ وسَقط من بَعْضٍ: ناحِيَتاهُ وهو مَجازٌ ج: قَذَفاتٌ مُحرّكَةٌ وقِذافٌ بالكَسْر، وقُذُفٌ بضمَّتَيْنِ، قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ - ¥ يصفُ مَنْهَلاً -:

  طَلِيعَةُ قَوْمٍ أو خَمِيسٌ عَرَمْرَمٌ ... كَسَيْلِ الأَتِيِّ ضَمَّهُ القُذُفانِ

  وَقال اللَّيْثُ: القُذَفُ⁣(⁣٢): النَّواحِي.

  وقَرَبٌ قَذّافٌ، كشَدّادٍ بمنزلةِ بَصْباص كما في العُبابِ، وَهو مجازٌ، ولكنه لم يَضْبِطْه بالتّشْدِيدِ.

  والمُقَذَّفُ كمُعَظَّمٍ: المُلعَّنُ وبه فُسِّربيتُ زُهَيْرٍ:

  لَدَى أَسَدٍ شاكِي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ ... له لِبَدٌ أَظْفارُهُ لم تُقَلَّمِ⁣(⁣٣)

  وقِيلَ: المُقَذَّفُ: من رُمِيَ باللَّحْمِ رَمْياً فصارَ أَغْلَبَ. والتَّقاذُفُ: التَّرامِي يُقالُ: تَقاذَفُوا بالحِجارَةِ: إذا تَرَامَوْا بها.

  وَمن المَجازِ: تَقاذَفَتْ بهِمُ المَرامِي⁣(⁣٤)، والرِّكابُ تَتَقاذَفُ بهم، والبَعِيرُ يَتَقاذَفُ في سَيْرِه: أي يَتَرامَى فيه.

  والتَّقاذُف: سُرْعةُ رَكْضِ الفَرَسِ، وفَرَسٌ مُتَقاذِفٌ سَرِيعُ الرَّكْضِ، قاله اللَّيْثُ، وهو مجازٌ، وأَنشد لجَرِيرٍ يَصِفُ فَرَساً:

  مُتَقاذِفٌ تَئِقٌ كأَنَّ عِنانَهُ ... عَلِقٌ بأَجْرَدَ من جُذُوعِ⁣(⁣٥) أَوالِ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  انْقَذَفَ الشَّيْءُ: مُطاوِعُ قَذَف، أَنشَدَ اللَّحْيانِيُّ:

  فقَذَفَتْها فأَبَتْ لا تَنْقَذِفْ

  وَقَذَفَه به: أصابَه، وقَذَفَه بالكَذِبِ كَذلِك.

  وَتَقاذَفُوا بالأَراجِيزِ: تَشاتمُوا بها. وَالقَذِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: السَّبُّ. وَقَوْلُ النّابِغَةِ:

  مَقْذُوفةٍ بدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها ... له صَرِيفٌ صَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ⁣(⁣٦)

  : أي مَرْمِيَّةٌ باللَّحْمِ، يُقال: قُذِفَت النّاقَةُ باللَّحْمِ قَذْفاً، وَلُدِسَتْ به لَدْساً، كأَنَّها رُمِيَتْ به رَمْياً، فأَكْثَرَتْ⁣(⁣٧) منه.

  وَمَنْزِلٌ قَذِيفٌ كأَمِيرٍ: بَعِيدٌ، نَقَلَه الجَوْهريُّ.

  وَالقَذّافُ، ككَتّانٍ: المَرْكَبُ، عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وَأَقْذافُ، ككَتّانٍ: المَرْكَبُ، عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وَأَقْذافُ القَصْرِ: شُرُفاتُه.

  وَناقَةٌ مُتقاذِفَةٌ: سَرِيعَةٌ.


(١) يعني قوله «قذفات» ويفهم من عبارة ابن الأثير أنه عنى بالأول الوجه: القِذاف.

(٢) كذا بالأصل واللسان وفي التهذيب: القِذاف: النواحي، واحدتها قُذفة.

(٣) من معلقته.

(٤) في الأساس: «الموامي».

(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «جزوع».

(٦) ديوان النابغة الذبياني صنعة ابن السكيت ص ٦.

(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: فاكتنزت منه.