[قضف]:
  والتَّقَصُّفُ: الاجّتِماعُ والازْدِحامُ، ومنه الحدِيثُ: «كانَ أَبُو بَكْرٍ ¥ يُصَلِّي بفناءِ دارِه فيَتَقَصَّفُ عَلَيه(١) نساءُ المُشْرِكِينَ وأَبْناؤُهم، يَعْجَبُونَ منه، ويَنْظُرُونَ إِليه» أي: يَزْدَحمُون ويَجْتَمعُون كالتَّقاصُف ومنه حدِيثُ سَلْمانَ(٢) ¥: «قال يَهُودِيٌّ إِنّ بَنِي قَيْلَةَ يَتَقاصَفُون على رَجُلٍ بِقُبَاءٍ يَزْعُم أَنّه نَبِيٌّ» أي: من شِدَّةِ ازْدِحامهم يَكْسِرُ بَعْضُهم بَعضاً.
  والتَّقَصُّفُ: اللهْوُ واللَّعِبُ على الطَّعامِ والشَّرابِ، نَقَلَه الصّاغانِيُّ.
  وأَبو تُقاصِفٍ بضمِّ المُثَنّاةِ من فَوْق: اسمُ رَجُل مِنْ خُنَاعَةَ ظَلَمَ قَيْسَ بنَ العَجْوَةِ الهُذَلِيَّ فَدَعَا علَيْهِ قَيْسٌ فاستُجِيبَ لَهُ، وقد تَقَدَّم ذلِك بتَمامِه في: «عود»(٣).
  وانْقَصَفَ: انْدَفَعَ ومنه الحَدِيثُ: «لَمَا يُهِمُّنِي من انْقِصافِهِمْ على بابِ الجنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي من تَمامِ شَفاعتِي» أي: انْدِفاعِهِم، قالهُ ابنُ الأَثِيرِ(٤).
  ويُقال: انْقَصَفَ القومُ عن فُلانٍ: إذا تَرَكُوه ومَرُّوا كما في العُبابِ، والَّذِي في اللِّسانِ: ويُقالُ للَقوم إذا خَلَّوْا عن شَيْءٍ فَتْرَةً وخِذْلانًا: انْقَصَفُوا عنه.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  رِيحٌ أَقْصَفُ: أي قَصِيفٌ.
  وَانْقَصَفَ: انْكَسَر.
  وَعَصَفَت الرِّيحُ فقَصَفَت السَّفِينةَ.
  وَقُصِفَ ظَهْرُه، ورَجُلٌ مَقْصُوفُ الظَّهْرِ.
  وَرُمْحٌ مُقَصَّفٌ، كمُعَظَّمٍ: قَصِدٌ.
  وَرِيحٌ قاصِفٌ، وقاصِفَةٌ: شَدِيدَةٌ تكْسِرُ ما مَرَّتْ به مِن الشَّجَرِ وغيرِه، وبه فُسِّر قولُه تَعالَى: {فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ}(٥).
  وثَوْبٌ قَصِيفٌ، كأَمِيرٍ: لا عرْضَ له، وهو مَجازٌ، وفي الأَساسِ: قَلِيلُ العَرْضِ، وهو سماعِيٌّ.
  وَالقَصَفَةُ، مُحرَّكَةً: هَدِيرُ البَعِيرِ، وصَرْفُ أَنْيابِه، كالقُصُوفِ بالضمِّ.
  وَقَصَفَ علينا بالطَّعامِ قَصْفاً: تابَعَ.
  وَالقَصْفَةُ، بالفَتْحِ: دَفْعَةُ الخَيْلِ عندَ اللَّقاءِ.
  وَانْقَصَفُوا عَلَيْه: تَتابَعُوا.
  وَالقَصِيفُ: كأَمِيرٍ: البَرْدِيُّ إذا طالَ، هكَذا في اللِّسانِ.
  وَفي التَّكْمِلَة القِنْصِفُ، أي: كزِبْرِجٍ عن أَبِي حَنِيفَةَ، قال: هكَذا زَعَمَه بعضُ الرُّواة.
  وَانْقَصفُوا(٦) عَنْه: إِذَا خَلَّوْا عنه عَجْزاً.
  وَتَقَصَّفُوا: ضَجُّوا في خُصُومَةٍ ووَعِيدٍ.
  وَرجُلٌ قَصّافٌ، كشَدّادٍ: صَيِّتٌ، وكُلُّ ذلِك مَجازٌ، كما في الأَساسِ.
  وَالقَصْفُ: صوتُ المَعازِفِ، نقَلَه الرّاغِبُ.
  وَككِتابٍ: القِصافُ بِنْتُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ ضَمْرَةَ، تَرْوِي عن أَبِيها، وله صُحْبَةٌ، وعنها أَخُوها يَزِيدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ ضَمْرَةَ.
  [قضف]: القَضَفَةُ مُحَرَّكةً: طائِرٌ، أو القَطاةُ نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ عن أَبِي مالِكٍ، قالَ ابنُ بَرِّي: ولم يَذْكُرْه أَحَدٌ سِواهُ(٧).
  والقَضافَةُ، والقَضَفُ مُحرَّكَةً، والقِضَفُ كعِنَبٍ: النَّحافَةُ وَالدِّقَّةُ وقِلَّةُ اللَّحْم لا مِنْ هُزالٍ، وقد قَضُفَ ككَرُمَ، قال قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ:
  بَيْنَ شُكُولِ النِّساءِ خِلْقَتُها ... قَصْدٌ فلا جَبْلَةٌ ولا قَضَفُ
(١) عن النهاية وبالأصل «منه».
(٢) في النهاية: ومنه حديث اليهودي، لما قدم النبي ÷ المدينة، قال: تركت ابنَيْ قيلة يتقاصفون على رجل يزعم أنه نبي.
(٣) كذا، ولم يرد شيئاً في القاموس في مادة «عود».
(٤) كذا بالأصل، ولم ترد في النهاية. ونص قول ابن الأثير فيها، وفي اللسان عنه: يعني استسعادهم بدخول الجنة وأن يتم لَهُم ذلك أهم عندي من أن أبلُغَ أنا منزلة الشافعين المشفَّعين؛ لأن قبول شفاعته كرامة له، فوصولهم إلى مبتغاهم آثر عنده من نيل هذه الكرامة، لفرط شفقته على أمته.
(٥) سورة الإسراء الآية ٦٩ وبالأصل «أو يرسل» والصواب في الآية ما أثبتناه.
(٦) عن التهذيب، والعبارة فيه: ويقال للقوم إذا خلوا عن شيء فترة وخذلانًا قد انقصفوا عنه. وفي إحدى نسخه: «جلوا» وبالأصل «أقصفوا».
(٧) يعني بقوله «أحد» أبا مالك، وهو القائل: القضفة: القطاة.