تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قصف]:

صفحة 434 - الجزء 12

  قال اللَّيْثُ: والأَقْصَفُ، والقَصِيفُ، والقَصِفُ كأَمِيرٍ وَكَتِفٍ: ما انْقَصفَ نِصْفَيْنِ من كُلِّ شَيْءٍ.

  ومن المَجاز: القَصِفُ ككَتِفٍ: الرَّجُلُ السَّرِيعُ الانْكِسارِ عن النَّجْدَةِ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، وقال ابنُ بِرِّيّ: وشاهِدُهُ قولُ قَيْسِ بنِ رِفاعَةَ:

  أُولُو أَناةٍ وأَحْلامٍ إذا غَضِبُوا ... لا قَصِفُونَ ولا سُودٌ رَعابِيبُ

  ورَجُلٌ قَصِفُ البَطْنِ: مَنْ إذا جاعَ اسْتَرْخَى وفَتَرَ، ولم يَحْتَمِلِ الجُوعَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ.

  والقُصُوفُ بالضمِّ: الإِقامَةُ في الأَكْلِ والشُّرْبِ عن ابنِ الأَعرابِيِّ.

  وأَمّا القَصْفُ من اللهْوِ واللَّعِبِ فغَيْرُ عَربِيٍّ ونَصُّ الصِّحاح: يُقال: إِنَّها مُوَلَّدَةٌ، وقالَ ابنُ دُرَيْد في الجَمْهرة: فأَمّا القَصْفُ من اللهْوِ فلا أَحْسَبُه عَربِيّاً صحيحا⁣(⁣١)، وهكَذا نَقَله الصّاغانِيُّ، ويُقالُ: هو الجَلَبَةُ والإِعْلانُ باللهْوِ، وفي الأَساس: هو الرَّقْصُ مع الجَلَبَةِ، ورأَيْتُهم يَقْصِفُون وَيَلْعَبُون، وإذا عَرَفْتَ ذلِكَ فقولُ شَيْخِنا - وسيَذْكُرُه في آخِرِ المادَّةِ فيقول: التَّقَصُّفُ: الاجْتِماعُ واللهْوُ واللَّعِبُ على الطَّعامِ، فيَظْهَرُ لك تَناقضُ كلامهِ، واخْتِلالُ نِظامِه -: فيه نظرٌ ظاهِرٌ، ثم قالَ: وقَدْ أَوردَ هذا اللَّفْظَ وبَسَطَه في شفاءِ الغَلِيل، ونقَلَ عن الرّاغِبِ أَنَّه مَأْخُودٌ من قَوْلِهِمْ: رَعْدٌ قاصِفٌ: في صَوْتهِ تَكَسُّرٌ⁣(⁣٢)، ثم تُجُوِّزَ به عن كُلِّ لهوٍ.

  قلتُ: والَّذِي يَقْتَضِيه سِياقُ الزَّمَخْشَريِّ في الأَساسِ أَنّه مَأْخُوذٌ مِنْ قَصْفِ العِيدانِ، ثُمَّ قالَ: وأَنْشَدَ التِّلِمْسانِيُّ يصِفُ البانَ:

  تَبَسَّمَ ثَغْرُ البانِ عَنْ طِيبِ نَشْرِهِ ... وَأَقْبَلَ في حُسْنٍ يَجِلُّ عن الوَصْفِ

  هَلُمُّوا إِليه بينَ قَصْفٍ ولَذَّةٍ ... فإِنَّ غُصونَ البانِ تَصْلُحُ للقَصْفِ

  والقَصْفَةُ: مَرْقاةُ الدَّرَجَةِ مثل القَصْمَة، نقله الجوهريُّ.

  والقَصْفَةُ من القَوْمِ: تَدَافُعُهُم وتَزاحُمُهُم كما في الصِّحاحِ، زاد في اللِّسانِ: وقد انْقَصفُوا، ورُبّما قالُوه في الماءِ.

  وَيُقالُ: سَمِعْتُ قَصْفَةَ النّاسِ: أي دفْعَتَهم وَزَحْمَتَهم⁣(⁣٣)، قال العَجّاج:

  كقَصْفَةِ النّاسِ مِنَ المُحْرَنْجَمِ

  وَهو مَجاز.

  والقَصْفَةُ: رِقَّةٌ تَخْرُجُ في الأَرْطَى وجَمْعُها قَصَفٌ وقَدْ أَقْصَفَ.

  والقَصْفَةُ: قطْعَةٌ من رَمْل تَنْقَصِفُ⁣(⁣٤) من مُعْظَمِه حكاه ابنُ دُرَيْدٍ ج: قَصْفٌ وقُصْفانٌ، كتَمْرةٍ وتمْرٍ وتُمْرانٍ كما في الصِّحاح، قال ابنُ دُرَيْدٍ: وهي بالمُعْجَمَة بزِنَةِ عِنَبَةٍ وهو الصَّوابُ، وسَيُذْكَر عقيب هذا التَّركيب.

  وقِصافٌ ككِتابٍ: اسْم رَجُلٍ عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  والقِصافُ: فَرَسٌ كان لبنِي قُشَيْرٍ وفيه يَقُولُ زِيادُ بنُ الأَشْهَبِ:

  أَتاني بالقِصافِ فقَالَ خُذْهُ ... علانِيَةً فقَدْ بَرِحَ الخَفاءُ

  وَأَنكَرَ أَبو النَّدَى هذِه الرِّوايةَ، وقالَ: الرِّوايَةُ «أَتانِي بالفُطَيْرِ» وقال: البَيْتُ للرُّقادِ.

  وقال النَّضْرُ: تُسَمَّى المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ القِصَاف⁣(⁣٥).

  وبَنُو قِصافٍ: بَطْنٌ من العَرَب.

  والقَوْصَفُ كجَوْهَرٍ: القَطِيفَةُ ومنه الحَدِيثُ: «خَرَجَ النَّبِيُّ على صَعْدَةٍ، يَتْبَعُها حُذَاقِيٌّ، عليها قوْصَفٌ، ولم يَبْقَ منها إِلا قَرْقَرُها» الصَّعْدَةُ: الأَتانُ، وَالحُذَاقِيُّ: الجَحْشُ، والقَوْصَفُ: القَطِيفَةُ، والقَرْقَرُ: ظَهْرُها. قلتُ: وقد تقَدَّم أَنَّه رُوِي أَيضاً: «قَرْصَف» بالرّاءِ.

  والتَّقَصُّفُ: التَّكَسُّرُ وهو مُطاوِع⁣(⁣٦) قَصَفَه قَصْفاً.


(١) الجمهرة ٣/ ٨١.

(٢) زيد في المفردات: ومنه قيل لصوت المعازف قصفٌ.

(٣) في التهذيب: أي دفعتهم في تزاحمهم.

(٤) في الصحاح واللسان «تتقصّف».

(٥) ضبطت بالقلم في التهذيب بفتح القاف والصاد. وفي التكملة: «القصف».

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وهو مطاوع قصفه قصفاً، هكذا في جميع النسخ التي بأيدينا».