تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرشف]:

صفحة 452 - الجزء 12

  وقال الخارْزَنْجيُّ: أَكْدَفَت الدَّابَّةُ: سُمعَ لحوَافِرِها صَوْتٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الكُدّافُ، محرّكَةً: بمنزلَة الجليدة⁣(⁣١).

  [كرسف]: الكُرْسُفُ، كعُصْفُرٍ وزُنْبُورٍ: القُطْنُ نَقَلَه الفَرّاءُ، واقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ على الأَوّلِ، قال أَبو النَّجْمِ يَصفُ فحْلاً:

  كأَنَّهُ وهْوَ به كالأَفْكَلِ ... مُبَرْقَعٌ في كُرْسُفٍ لم يُغْزَلِ

  شَبَّه ما عَلَى لَحْيَيْه ومَشافرِه من اللَّغامِ إذا هَدَرَ بالكُرْسُفِ.

  والكُرْسُفيُّ: نَوْعٌ من العَسَلِ نَقَلَه الصّاغانِيُّ، كأَنَّه لبَياضِهِ شُبِّه بالكُرْسُفِ.

  وكُرْسُفَّةُ بالضم مُشَدَّدَةَ الفاءِ: ع نَقَلَه الصّاغانِيُّ⁣(⁣٢).

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الكِرْسافَةُ، بالكَسْرِ: كُدُورَةُ العَيْنِ وَظُلْمَتُها.

  قال: والكَرْسَفَةُ قَطْعُ عُرْقُوبِ الدّابَّةِ.

  وقِيلَ: هو أَنْ تُقَيِّدَ البَعِيرَ فتُضَيِّقَ عَلَيهِ كالكَرْفَسَةِ.

  وَقالَ أَبُو عَمْرٍو: المُكَرْسَفُ: الجَمَلُ المُعَرْقَبُ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: تَكَرْسَفَ الرَّجُلُ: إذا تَدَاخَلَ بعضُه في بَعْضٍ كما في العُبابِ واللِّسانِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَكَرْسِيفُ⁣(⁣٣): بَلَدٌ بالمَغْرِب.

  [كرشف]: الكَرْشَفَةُ بالفتح وتُكْسَرُ، وا لكِرْشافَةُ، بالكَسْرِ هكَذا في النُّسَخِ، ونَصُّ النَّوادِرِ: والكِرْشاف، أَهْمَلَهُنَّ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبو عَمْرٍو: هي الأَرْضُ الغَلِيظَةُ كالخَرْشَفَةِ، والخِرْشِفَةِ، والخِرْشاف، وأَنْشَد:

  هَيَّجَها من أَجْلُبِ الكِرْشافِ ... ورُطُبٍ من كَلَإٍ مُجْتافِ

  أَسْمَرُ للوَغْدِ الضَّعِيفِ نافي ... جَراشِعٌ جَباجِبُ الأَجْوافِ

  حُمْرُ الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأَفْوافِ⁣(⁣٤)

  [كرف]: كَرَفَ الحِمارُ وغَيرُه كالبِرْذَوْنِ، قال ابنُ دُرَيْدٍ وَاللَّيْثُ: يَكْرُفُ بالضمِّ، ويَكْرِفُ بالكسرِ، لُغتانِ. كَرْفاً وَكِرافاً: شَمَّ بَوْلَ الأَتانِ أَو رَوْثَه⁣(⁣٥) أَو غَيْرَهما، ثمَّ رَفَعَ رأْسَهُ إلى السَّماءِ وقَلَبَ جَحْفَلَتَه وكذلِكَ الفَحْلُ: إذا شَمَّ طَرُوقَتَه، ثم رَفَعَ رأْسَهُ نحوَ السّماءِ، وكَشَّرَ حتى تَقْلُصَ شَفَتاه ولا يُقالُ في الحِمارِ شَفَتُه، ووهِمَ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَغْلَبِ العِجْلِيِّ:

  تَخالُهُ من كَرْفِهِنَّ كالِحَا ... وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقًا مالِحَا

  كأَكْرَفَ وهذِه عن الزَّجّاجِ.

  ورُبَّما يُقالُ: كَرَفَها ظاهرُ سِياقِه يَقْتَضِي أَنَّه بالتَّخْفِيفِ، وَالصَّوابُ: «كَرَّفَها» بالتَّشْدِيدِ، أي: تَشَمَّمَ بَوْلَها.

  وحِمارٌ مِكْرافٌ: مُعْتادُه أي: يَشُمُّ الأَبْوالَ، قالَه ابنُ دُرَيْدٍ.

  قال: وكُلُّ ما شَمَمْتَه فقَدْ كَرَفْتَهُ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: أَكْرَفَتِ⁣(⁣٦) البَيْضَةُ: أَفْسَدَتْ.

  وأَمّا الكِرْفِئُ فإِنَّها قِطَعٌ منَ السَّحابِ مُتَراكِمَةٌ صِغارٌ، واحدَتُه كِرْفِئَةٌ، وهي الكِرْثِئُ أَيضاً، بالمُثَلَّثةِ، وذَكَرَه الجَوْهَريُّ في الهَمْزِ وَهَماً.

  وَقال الصّاغانِيُّ: والكِرْفِئُ ذُكِرَ في تركيبِ «كرفأَ» لاختِلافِ النّاسِ في أَصالَةِ الهَمْزِ وزيادَتِه، قال شيخُنا: وقد تَبِعَه المُصَنِّفُ هُناكَ بلا تَنْبِيهٍ عَلَيه، فوافَقَه في هذا الوَهمِ،


(١) كذا بالأصل والتكملة هنا، وفيها في مادة جلبد: جلبدة الخيل: أصواتها. فلعل جليدة بالياء مصحّفة عن جلبدة بالباء، وقد تقدم عن الخارزنجي أكدفت الدابة سمع لحوافرها صوت، وهذا يقوي كونها «جلبدة» لا «جليدة».

(٢) وقيدها ياقوت اسم موضع في قول الشاعر:

كل رزءٍ ما أتاني جلل ... غير كُرْسُفّةَ من قنعيْ قطن

(٣) ضبطت عن التكملة، وأهمل ضبطها ياقوت.

(٤) في التكملة: مشرفة الأنواف.

(٥) كذا وردت بالأصل، وبهامش المطبوعة الكويتية: «.. وظاهره أن الضمير عائد على الحمار وغيره كالبرذون فإذا عاد على أقرب مذكور وهو الأتان فحقه التأنيث ...».

(٦) في التكملة: اكْتَرَفَت.