فصل الكاف مع الفاء
  واسْتَكَفَّ السائِلُ: طَلَبَ بِكَفِّهِ كتَكَفَّفَ وقد اسْتَكَفَّهُم، وَتَكَفَّفَهُمْ، وفلانٌ يسْتَكِفُّ الأَبْوابَ ويَتَكَفَّفُها، وفي الحديثِ: «إِنَّكَ إِنْ تَذَر(١) وَرَثَتَكَ أَغْنِياءَ خَيْرٌ من أَنْ تَذَرَهُم(١) عالَةً يَتكَفَّفُونَ الناسَ» والاسمُ الكَفَفُ مُحَرَّكَةً قاله الهَرَوِيُّ، وقال ابنُ الأَثيرِ: اسْتَكَفَّ وتكَفَّفَ: إذا أَخَذَ ببَطْنِ كَفِّه، أو سأَلَ كَفًّا من الطَّعامِ، أو ما يَكُفُّ الجُوعَ.
  وَيُقال: تَكَفَّفَ واسْتَكَفَّ: إذا أَخَذَ الشيءَ بكَفِّهِ، قال الكُمَيْتُ:
  وَلا تُطْعِمُوا فيها يَداً مُسْتَكِفَّةً ... لغَيْرِكُمُ لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالَها(٢)
  واسْتَكْفَفْتُه: اسْتَوْضَحْتُه، بأَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبِكَ، كمَنْ يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ يَنْظُرُ إلى الشَّيْءِ هل يَراهُ، نقَلَه الجوهريُّ، وقالَ الكِسائِيُّ: اسْتَكْفَفْتُ الشَّيْءَ، واسْتَشْرَفْتُه، كِلاهُما أَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبكَ، كالَّذِي يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ، حتَّى يَسْتَبينَ.
  يُقال: اسْتَكَفَّتْ عَيْنُه: إذا نَظَرَتْ تَحْتَ الكَفِّ.
  وقولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ ¥:
  ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إلى مُسْتَكِفّاتِ لهُنَّ غُرُوبُ
  قِيل: المُسْتَكِفّاتُ: هي العُيُونُ لأَنَّها في كِفَفٍ: أي نُقَرٍ، وقِيل: المُسْتَكِفَّةُ هنا: هي الإِبِلُ المُجْتَمِعَةُ يُقال(٣): جَمَّةٌ مُجْتَمِعةٌ، لَهُنَّ غُروبٌ،: أي دُموعُهُنَّ تَسِيلُ مِمّا لَقِينَ من التَّعَبِ، وقِيلَ: أَرادَ بها الشَّجَرَ قد اسْتَكَفَّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ. والغُرُوب: الظِّلالُ.
  وتَكَفْكَفَ عن الشَّيْءِ: انْكَفَّ وهما مُطاوِعَا كَفَّهُ، وَكَفْكَفَه.
  وَقال الأَزهريُّ: تَكَفْكَفَ أَصلُه عندِي من وكَفَ يَكِفُ، وَهذا كقَوْلِهم: لا تَعِظِينِي وتَعَظْعَظِي(٤)، وقالُوا: خَضْخَضْتُ الشَّيْءَ في الماءِ، وأَصلُه من خُضْتُ. وانْكَفُّوا عن المَوْضِعِ: تَرَكُوه نقله الصاغانيُّ.
  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  قد يُجْمَع الكَفُّ عَلَى أَكْفافٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ:
  يُسُسُونَ ممّا أَضْمَرُوا في بُطُونِهِمْ ... مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيْدِيهِمُ اليُمْنُ
  وَالكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ.
  وَالكَفَّةُ: المَرَّةُ من الكَفِّ.
  وَاكْتَفَّ اكْتِفافا: انْكَفَّ.
  وَقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: كَفْكَفَ: إذا رَفِقَ بغَرِيمهِ، أو رَدَّ عَنْهُ من يُؤْذِيه.
  وَاسْتَكَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، من الكَفِّ عن الشَّيْءِ.
  وَتَكَفْكَفَ دَمْعُه: ارْتَدَّ.
  وَكَفْكَفَه هُوَ: مَسَحه مَرَّةً بعدَ أُخْرَى؛ ليَرُدَّه.
  وَالكَفِيفُ، كأَميرٍ: الضَّرِيرُ، وقد لُقِّبَ به بعضُ المُحَدِّثِينَ، كالمَكْفُوفِ وجَمْعُه مَكافِيفُ.
  وَالكِفافُ من الثّوْبِ: موضِعُ الكَفِّ.
  وَفي الحَدِيثِ: «لا أَلْبَسُ القَمِيصَ المُكَفَّفَ بالحَرِيرِ» أي الذي عُمِلَ على ذَيْلهِ وأَكْمامِه وجَيْبِه كِفافٌ من حَرِيرٍ.
  وَكُلُّ مَضَمِّ شيءٍ: كِفافُه، ومنه كِفافُ الأُذُنِ، والظُّفُر، وَالدُّبُرِ.
  وَكِفافُ السَّحابِ: أَسافِلُه، والجمعُ أَكِفَّةٌ.
  وَالكِفافُ: الحُوقَةُ والوَتَرةُ.
  وَالمُسْتَكِفُّ: المُسْتَدِيرُ كالكِفَّةِ.
  وَكَفَّ عَلَيهِ ضَيْعَتَه: جَمَعَ عَلَيهِ مَعِيشَتَه وضَمَّها إِليه.
  وَكفَّ ماءَ وَجْهِه: صانَهُ ومَنَعَه عن بَذْلِ السُّؤالِ.
  وَفي الحَدِيثِ(٥): «كُفِّي رَأْسِي»: أي اجْمَعِيهِ وضُمِّي أَطْرافَه، وفي رواية «كُفِّي عَنْ رَأْسِي» أي: دَعِيه واتْرُكِي مَشْطَه.
(١) رواية التهذيب: لأن تدع ... من أن تدعهم» وفي النهاية: وفي الحديث: «أنه قال لسعد: خيرٌ من أن تتركهم عالة يتكففون الناس».
(٢) التهذيب برواية: «لو يستطيع» وفي اللسان برواية: «ولا تطمعوا».
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يقال، لعله: يقول».
(٤) أي اتَّعظي أنت.
(٥) في اللسان والنهاية: حديث أم سلمة.