تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع الفاء

صفحة 462 - الجزء 12

  جج: كِفافٌ» أي أنَّ الأَخيرَ جَمْعُ الجَمْعِ، والأَوَّلُ هو الصوابُ، ومن الأَوّلِ قَولُ عليٍّ ¥ يصِفُ السَّحابَ: «الْتَمَعَ بَرْقُه في كُفَفِه» أي في حواشِيه.

  وكِفافُ الشّيْءِ، بالكَسْرِ: حِتارُه⁣(⁣١) قالَه الأَصْمَعِيُّ.

  ومن السِّيْفِ: غِرارُه ونصُّ النوادِرِ للأَصْمَعِيّ: كِفافَا الشَّيْءِ: غِراراهُ.

  قال: والكِفَّةُ، بالكَسْرِ مِنَ المِيزانِ: م أي معروفٌ، قال ابنُ سِيدَه: والكَسْرُ فيها أَشْهَرُ وقد يُفْتَحُ وأَباها بَعْضُهم.

  والكِفَّةُ من الصائِدِ: حِبالَتُه تُجْعَلُ كالطَّوْقِ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُه قَوْلُ الشّاعِرِ:

  كأَنَّ فِجاجَ الأَرْضِ وهي عَرِيضَةٌ ... على الخائِفِ المَطْلُوبِ كِفَّة حابِلِ

  ويُضَمُّ.

  والكِفَّةُ من الدُّفِّ: عُودُه قال الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ مُسْتَدِيرٍ كِفَّةٌ، بالكَسْرِ، كدارَةِ الوَشْمِ، وعُودِ الدُّفِّ، وحِبالَةِ الصَّيْدِ.

  والكِفَّةُ: نُقْرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ يَجْتَمِعُ فيها الماءُ.

  والكِفَّةُ من اللِّثَةِ: ما انْحَدَرَ مِنْها على أُصُولِ الثَغْرِ، كذا في التَّهْذِيبِ، وفي المُحْكَم: هي ما سالَ مِنها على الضِّرْسِ ويُضَمُّ ج: كِفَفٌ، وكِفافٌ بكسرهما.

  والكِفَفُ أَيْضاً: أي بالكَسْر في الوَشْمِ: داراتٌ تَكُونُ فيهِ قالَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنشَدَ قولَ لَبيدٍ - ¥: -

  أو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها⁣(⁣٢)

  كالكَفَفِ، مُحَرَّكَةً.

  والكِفَفُ: النُّقَرُ التي فِيها العُيُونُ ومنه المُسْتَكِفّاتُ على ما يَأْتي بيانُه.

  وقال الفَرّاءُ: الكُفَّةُ، بالضمِّ من الشَّجَرِ مُنْتَهاهُ حيْثُ يَنْتَهِي ويَنْقَطِعُ.

  والكُفَّةُ من النّاس: الكَثْرَةُ وذلك أَنّك تَعْلُو الفَلاةَ أَو الخَطِيطة، فإِذا عايَنْتَ سَوادهُمْ وجَماعتُهم قلتَ: هاتِيكَ كُفَّةُ النّاسِ.

  أَو كُفَّتُهم: أَدْناهُم إِليكَ مَكانًا.

  والكُفَّةُ من الغَيْمِ: طُرَّتُه كطُرَّةِ الثّوْبِ، وقيل: ناحِيَتُه، قال القَنانِيُّ:

  وَلو أَشْرَفتْ من كُفَّةِ السِّتْر عاطِلاً ... لقُلْتَ: غَزالٌ ما عَلَيهِ خَضاضُ⁣(⁣٣)

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الكُفَّةُ: مثلُ العَلاةِ، وهي حَجَرٌ يُجْعَلُ حَوْلَه أَخْثاءٌ وطِينٌ، ثم يُطْبَخُ فيهِ الأَقِطُ.

  قال: والكُفَّةُ من اللَّيْل: حيثُ يَلْتَقِي اللَّيْلُ والنَّهارُ، إِمّا في المَشْرِقِ وإِمّا في المَغْرب.

  وفي اللِّسانِ: الكُفَّةُ: ما يُصادُ به الظِّباءُ يُجْعَلُ كالطَّوْقِ.

  والكُفَّةُ من الدِّرْعِ: أَسْفَلُها.

  والكُفَّةُ من الرَّمْل: ما اسْتَطالَ في اسْتِدارَةٍ وهذا بعَيْنِه قد تقَدَّم آنِفاً، فهو تَكْرارٌ، وكأَنَّه جَمَعَ بين القَوْلَيْنِ: أي الاسْتِطالَة والاسْتِدارة.

  وقال الفَرّاءُ: يُقال: اسْتَكَفُّوا حَوْلَه: إذا أَحاطُوا بِهِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ومنه الحَدِيثُ، «أَنَّه خرجَ من الكَعْبَةِ وقد اسْتَكَفَّ له النّاسُ فخَطَبَهُم»، قال الجَوْهَرِيُّ: ومنه قولُ ابنِ مُقْبِلٍ:

  إذا رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارَةٌ ... بَدَا والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُ⁣(⁣٤)

  واسْتَكَفَّت الحَيَّةُ: إذا تَرَحَّتْ كالكِفَّةِ.

  واسْتَكَفَّ الشَّعَرُ: اجْتَمَعَ وانضَمَّت أَطْرافُه.

  واسْتَكَفَّ بالصَّدَقَةِ: إذا مَدَّ يَدَه بِها ومنه الحَدِيثُ: «المُنْفِقُ على الخَيْلِ كالمُسْتَكِفِّ بالصَّدَقَةِ»: أي الباسطِ يدَه يُعْطِيها.


(١) حتار كل شيء: حرفه وما استدار به.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٥، ويروى: تعرض، وقرئ على المجهول «تُعرّض».

(٣) بالأصل: «لقلت غزالاً» والمثبت عن الأساس «خضض» وضبطت فيها كفة بفتح الكاف.

(٤) ديوانه وصدره فيه:

خروج من الغمّى إذا صُكّ صكَّةً

وَالمثبت رواية الصحاح واللسان. وفي التهذيب: «خروجاً».