تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نسف]:

صفحة 497 - الجزء 12

  ونَسَفَ البَعِيرُ النَّبْتَ كذلِكَ: أي قَلَعَه بفِيهِ من الأَرْضِ بأَصْلِه، كانْتَسَفَه فيهِمَا قال أَبُو النَّجْمِ:

  وانْتَسَفَ الجالِبَ من أَنْدابِهِ ... إِغْباطُنا المَيْسَ على أَصْلابِه

  ومن المَجازِ: بَعِيرٌ نَسُوفٌ: يَقْتَلِعُ الكَلَأ من أَصْلِه بمُقَدَّمِ فِيهِ، وناقَةٌ نَسُوفٌ كذلِكَ.

  وإِبِلٌ مَناسيفُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ: كأَنَّها جمعُ مِنْسافٍ، وهي من بابِ مَلامِحَ، ومَذاكِرَ.

  ومن المَجازِ: نَسَفَ الجِبالَ نَسْفاً: أي دَكَّها وذَرّاهَا ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ}⁣(⁣١): أي ذُهِبَ بها كُلِّها بسُرْعَةٍ، وقولُه تَعالَى: {ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً}⁣(⁣٢): أي لنُذَرِّيَنَّه تَذْرِيَةً.

  والمِنْسَفَةُ، كمِكْنَسَةٍ: آلةٌ يُقْلَعُ بِها البِنَاءُ عن أَبي زَيْدٍ.

  ونَسَفَ الطَّعامَ: نَفَضَه.

  وَالمِنْسَفُ، كمِنْبَرٍ: اسمٌ لما⁣(⁣٣) يُنْفَضُ به الحَبُّ وهو شَيْءٌ طَوِيلٌ مَنْصُوبُ الصَّدْرِ هكَذا في سائِرِ النّسَخِ، وَالصوابُ مُتَصَوِّبُ الصَّدْرِ، كما هو نَصُّ اللِّسانِ أَعلاهُ مُرتَفِعٌ يكونُ عندَ القاشِرِ، قال الجَوْهَرِيُّ: ويُقال: أَتَانَا فُلانٌ كأَنَّ لِحْيَتَه مِنْسَفٌ، حَكاها أَبو نَصْرٍ أَحمَدُ بنُ حاتِمٍ.

  والمِنْسَفُ: فَمُ الحِمارِ، كمَنْسِفٍ، كمَنْزِلٍ مثال مِنْسَرٍ وَمَنْسِرٍ.

  والنُّسافَةُ ككُناسَةٍ: ما يَسْقُطُ من المِنْسَفِ عند النَّسْفِ، وَخَصَّ اللِّحْيانِيُّ به نُسافَةَ السَّوِيقِ.

  وقال ابنُ فارِسٍ: النُّسافَةُ: الرُّغْوَةُ من اللَّبَنِ⁣(⁣٤) وغيرُه يقولُها بالشين المُعْجَمَةِ، كما سيأْتِي.

  وفَرَسٌ نَسُوفُ السُّنْبُكِ: إذا كانَ يُدْنِيهِ من الأَرْضِ في عَدْوِه، أو يُدْنِي مِرْفَقَيْهِ من الحِزامِ، وإِنّما يكونُ ذلِكَ لتَقارُبِ مِرْفَقَيْهِ وهو مَحْمُودٌ نقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشَدَ لبِشْرِ بنِ أَبِي خازِمٍ:

  نَسُوفٌ للحِزامِ⁣(⁣٥) بمِرْفَقَيْهَا ... يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ

  أَلا تَرَى إلى قَوْلِ الجَعْدِيِّ:

  في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ ولَه ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ

  ونَسَفَ، كنَصَرَ، نَسْفاً على القِياسِ ونُسُوفاً قال الصّاغانِيُّ: كِذا قال السُّكَّرِيُّ: نُسُوفاً، والقِياسُ نَسْفاً: عَضَّ.

  أَو النُّسُوفُ: آثارُ العَضِّ.

  وَبِهِما فُسِّرَ قولُ صَخْرِ الغَيِّ الهُذَلِيِّ:

  كعَدْوِ أَقَبَّ رَباعٍ تَرَى ... بفائِلِه ونَساهُ نُسُوفَا⁣(⁣٦)

  وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: يُقالُ للرَجُلِ: إِنّه لكَثِيرُ النَّسِيفُ، كأَمِيرٍ وهو السِّرارُ ويُقالُ: أَطالَ نَسِيفَه: أي سِرارَهُ.

  والنَّسِيفُ أَيضاً: السِّرُّ.

  وأَيضاً: أَثَرُ كَدْمِ الحِمارِ يُقالُ للحِمارِ: بهِ نَسِيفٌ، وَذلِك إذا أَخَذَ الفَحْلُ منه لَحْماً أو شَعْرًا فبَقِي أَثَرُه، قال المُمَزّقُ العَبْدِيُّ:

  وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي لَدَى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ

  والنَّسِيفُ. أَثَرُ الحَلْبَةِ⁣(⁣٧) من الرَّكْضِ نَقَلَه اللَّيْثُ.

  قال: والنَّسِيفُ: الخَفيُّ من الكَلامِ لُغَةٌ هُذَلِيَّةٌ، ومنه قولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ:

  فأَلْفَى القَوْمَ قد شَرِبُوا فضَمُّوا ... أَمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُم نَسِيفُ⁣(⁣٨)


(١) سورة المرسلات الاية ١٠.

(٢) سورة طه الآية ٩٧ قال الراغب في المفردات: أي نطرحه فيه طرح النسافة وَهي ما تثور من غبار الأرض.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: ما.

(٤) زيد في المقاييس ٥/ ٤٢٠ لأنها تنتسف على وجه اللبن.

(٥) عن الصحاح والتهذيب واللسان وبالأصل «للحوام» يقول: إذا استفرغت جرياً نسفت حزامها بمرفقي يديها، وإذا ملأت فروجها عدواً سد الغبار ما بين طبييها وهو خواؤه.

(٦) ديوان الهذليين ٢/ ٧٦ برواية:

وَيعدو كعدو كُدُرٍّ ترى ... بفائله ونساه نُسوفا

(٧) على هامش القاموس عن نسخة أخرى «الجُلْبَةِ».

(٨) ديوان الهذليين ١/ ١٠٢ برواية: «أمام الماء».