تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وسف]:

صفحة 524 - الجزء 12

  والوَصِيفُ كأَمِيرٍ: الخادِمُ والخادِمَةُ⁣(⁣١)، أي: غُلاماً كان أو جارِيَةً كالوَصِيفَةِ قال ثَعْلَبٌ: ورُبَّما قالُوا للجارِيَةِ: وَصِيفَة ج: وصائِفُ وجَمْعُ الوَصِيفِ: وُصَفاءُ، ومنه الحَدِيثُ: «أَنَّه نَهَى عن قَتْلِ العُسَفاءِ والوُصَفاءِ».

  وقد وَصُفَ الغُلامُ ككَرُمَ: إذا بَلَغَ حَدَّ الخِدْمَةِ، والاسْمُ الإِيصافُ، والوَصافَةُ امّا أَبو عُبَيْدٍ فقَالَ: وَصِيفٌ بَيِّنُ الوَصافَةِ، وأَمّا ثَعْلَبٌ فقَالَ: بَيِّنُ الإِيصافِ، وأَدْخلاهُ في المَصادِرِ التي لا أَفْعالَ لها، وإذا عَرَفْتَ ذلِكَ فلا عِبْرَةَ لما نَظَّرَه شَيخُنا، نعَمْ إنَّ ابنَ الأَعْرابِيِّ قد أَثْبَتَ فِعْلَه، وإِيّاه تَبعَ صاحبُ الخُلاصَةِ، فهما قَوْلانِ.

  وتَواصَفُوا الشَّيْءَ: وَصَفَه بَعْضُهُم لبَعْضٍ قال الجَوْهرِيُّ: وهو من الوَصْفِ.

  واسْتَوْصَفَه [لِدَائِهِ] * أي: المَرِيضُ الطَّبِيبَ: إذا سَأَلَه أَنْ يَصِفَ لَهُ ما يَتَعالَجُ بِهِ كما في الصِّحاحِ.

  قال: والصِّفَةُ: كالعِلْمِ والجَهْل والسَّوادِ والبَياضِ.

  وأَما النُّحاةُ فإِنّما يُرِيدُونَ بها النَّعْتَ، وهو أي: النَّعْتُ: اسْمُ الفاعِلِ أو المَفْعُولِ نحو: ضارِبٍ ومَضْرُوبٍ أَو ما يَرْجِعُ إِليهِما من طَرِيقِ المَعْنَى، كمِثْلٍ وشِبْهٍ وما يَجْرِي مَجْرَى ذلِكَ، تَقولُ: رَأَيْتُ أَخاكَ الظَّرِيفَ، فالأَخُ هو المَوْصُوفُ، والظَّرِيفُ هو الصّفَةُ، فلهذا قالُوا: لا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ الشيءُ إلى صِفَتِه، كما لا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ إلى نَفْسِه؛ لأَنَّ الصِّفَةَ هي المَوْصُوفُ عندَهُم، أَلا تَرَى أنَّ الظَّرِيفَ هو الأَخُ؟ كما في الصِّحاحِ والعُبابِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  اتَّصَفَ الشَّيْءُ: أَمْكَنَ وَصْفهُ، قال سُحَيْمٌ:

  وَما دُمْيَةٌ مِنْ دُمَى مَيْسَنا ... نَ مُعْجِبَةٌ نَظَرًا واتِّصافَا⁣(⁣٢)

  وَجَمْع الوَصْفِ: الأَوْصافُ، وجمعُ الصِّفَة: الصِّفاتُ. وبَيْعُ المُواصَفَةِ: أَنْ يَبِيعَ الشيءَ بِصِفَتِه من غَيْرِ رُؤْيَةٍ، كما في الصِّحاحِ، وفي حَدِيثِ الحَسَن: «[أَنّه]⁣(⁣٣) كَرِه المُواصَفَةَ في البَيْعِ» قال ابنُ الأَثِيرِ: هو أَنْ يَبِيعَ ما لَيْسَ عندَه، ثُمّ يَبْتاعَه، فيَدْفَعَه إلى المُشْتَرِي، قِيلَ له ذلِكَ لأَنَّه باعَ بالصِّفَةِ من غير نَظَرٍ ولا حِيازَةِ مِلْكٍ.

  وَقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: أَوْصَفَ الغُلامُ⁣(⁣٤): تَمَّ قَدُّهُ، وكذا أَوْصَفَت الجارِيَةُ، وفي الأَساسِ أَوْصَفَ: بَلَغَ أَوانَ الخِدْمَةِ.

  وَالصِّفَةُ: الحالَةُ الّتِي عَلَيْها الشَّيْءُ من حِلْيَتِه ونَعْتِه.

  وَأَمّا الوَصْفُ فقد يَكُونُ حَقًّا وباطِلاً، يقال: لِسانُه يَصِفُ الكَذِبَ، ومنه قَوْلُه تَعالى: {وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ}⁣(⁣٥) وهو مَجازٌ.

  وَتَواصَفُوا بالكَرَمِ، وشَيْءٌ مَوْصُوفٌ ومُتواصِفٌ، وَمُتَّصِفٌ.

  وَقد اتَّصَفَ الرّجُلُ: صارَ مُمَدَّحاً.

  وَواصَفْتُه الشَّيْءَ مُواصَفَةً.

  وَتوَصَّفْتُ وَصِيفاً، ووَصِيفَةً: اتَّخَذْتُه للخِدْمَة والتَّسَرِّي.

  وَتَقولُ: وَجْهُها يَصِفَ الحُسْنَ.

  وَوَصِيفَةٌ مَوْصُوفَةٌ بالجَمالِ، واصِفَةٌ للغَزالَةِ والغَزالِ، وَهو مجازٌ.

  وَمنه أَيْضاً: ناقَةٌ تَصِفُ الإِدْلاجَ، ثُمَّ كَثُرَ حتى قالُوا: وَصَفَت النَّاقَةُ وُصُوفاً: إذا جدّتْ في السَّيْرَ⁣(⁣٦).

  وَقالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَصّافُ بنُ هُودِ بنِ زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ، من وَلَدِه طاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُزاحِمِ بنِ وَصّافٍ المُحَدِّثُ.

  وَسِكَّةُ وَصّافٍ بنَسَفَ، منها أَبُو العَبّاسِ عبدُ الله بنُ مُحَمّدٍ الوَصّافيّ، عن إِبْراهِيمَ بنِ مَعْقِلٍ.

  وَهُوَّةُ ابنُ وصَّافٍ، دَحْلٌ بالحَزْنِ لبَنِي الوَصّاف، مَثَلٌ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والخادمة، يوجد في نسخ المتن المطبوعة بعد هذه زيادة: ج وُصَفَاء.

(*) ساقطة من المصرية والكويتية.

(٢) في اللسان «ميس» برواية:

وَما قرية من قرى ميسنان

إنما أراد ميسان فاضطر فزاد النون.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) في التهذيب: أوصف الوصيفُ.

(٥) سورة النحل الآية ١١٦.

(٦) العبارة في الأساس: إذا أجادت السير وجدّت فيه.