تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع الفاء

صفحة 530 - الجزء 12

  وقالَ اللَّيْثُ: التَّوْقِيفُ في قَوائِمِ الدّابَّةِ وبَقَرِ الوَحْشِ: خُطُوطٌ سُودٌ.

  والمُوَقَّفُ مِنّا: هو المُجَرَّبُ المُحَنَّكُ الذي أَصابَتْه البَلايَا، قالَه اللِحْيانِيُّ، ونقَله ابن عَبّادٍ أَيضاً.

  والمُوَقَّفُ: من القِداحِ: ما يُفاضُ بِهِ في المَيْسِرِ عن ابن عَبّادٍ.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: التَّوْقِيفُ أَنْ يُوَقِّفَ الرَّجُلُ على طائِفِ هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ طائِفَيْ قَوْسِه بمَضائِغَ مِنْ عَقَبٍ قد جَعَلَهُنَ في غِراءٍ من دِماءِ الظِّباءِ فيَجِئْنَ سودا، ثمَّ يُغْلى⁣(⁣١) على الغِراءِ بِصَدَإِ اطرَافِ النَّبْلِ، فيجيءُ أَسْوَدَ لازِقًا، لا يَنْقطِعُ أَبَداً.

  والتّوْقِيفُ: أَنْ يُجْعَلَ للفَرَسِ هكَذا في النُّسَخِ، وَصوابُه: للتُّرْسِ وَقْفاً وقد ذُكِرَ مَعْناه، كما في العُبابِ.

  والتَّوْقِيفُ: أَنْ يُصْلِحَ السَّرْجَ ويَجْعَله واقِياً لا يَعْقِرُ نقَلَه الصّاغانِيُّ.

  وقال أَبو زَيْدٍ: التَّوْقِيفُ في الحَدِيثِ: تَبْيِينُه وقد وَقَّفْتُه وَبَيَّنْتُه، كلاهُما بمَعْنًى، وهو مَجازٌ.

  والتَّوْقِيفُ في الشَّرْع كالنَّصِّ نقله الجَوْهَرِيُّ.

  قال: والتَّوْقِيفُ في الحَجِّ: وُقُوُفُ النّاسِ في المَواقِفِ وَفي الصِّحاحِ: بالمَواقِفِ.

  والتَّوْقِيفُ في الجَيْشِ: أَن يَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ وبه فُسِّرَ قولُ جَمِيلِ بنِ مَعمرٍ العُذْرِيِّ:

  تَرَى النّاسَ ما سِرْنَا يَسِيرُونَ حَوْلَنا ... وَإِنْ نَحْنُ أَوْمَأْنَا إِلَى النّاسِ وَقَّفُوا⁣(⁣٢)

  يُقالُ: إِنّ الفَرَزْدَقَ أَخَذَ منه هذا البَيْتَ، وقالَ: أَنَا أَحَقُّ بهِ منكَ، مَتَى كانَ المُلْكُ في عُذْرَةَ؟ إِنَّما هَذَا لمُضَرَ. والتَّوْقِيفُ: سِمَةٌ في القِداحِ تُجْعَلُ عَلَيه، قاله ابنُ عَبّادٍ.

  والتَّوْقِيفُ: قَطْعُ مَوْضِعِ الوَقْفِ، أي: السِّوارِ من الدَّابَّةِ، هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ «بياضُ مَوْضِعِ السِّوارِ، كما هو نَصُّ أَبي عُبَيْدٍ في المُصَنِّفِ، قال: إذا أَصابَ الأَوْظِفَةَ بَياضٌ في مَوْضِعِ الوَقْفِ، ولَم يَعْدُها إلى أَسفَلَ ولا فَوْقَ فذلِكَ التَّوْقِيفُ، ويُقالُ: فَرَسٌ مُوَقَّفٌ، ونَقَله الصّاغانِيُّ أَيْضاً، هكَذا فتأَمّل ذلِك.

  والتَّوَقُّفُ في الشَّيْءِ، كالتَّلَوُّمِ فيه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: التَّوَقُّفُ عليه هو التَّثَبُّتُ يُقال: تَوَقَّفتُ على هذا الأَمْرِ: إذا تَلَبَّثْتَ، وهو مَجازٌ، ومنه تَوَقَّفَ على جَوابِ كلامِهِ.

  قال: والوِقافُ، بالكَسْر، والمُواقفةُ: أَنْ تَقِفَ مَعَه، وَيَقِفَ مَعَكَ في حَرْبٍ أو خُصُومَةٍ، وتَواقَفَا في القِتالِ، وَواقَفْتُه على كَذَا: وَقَفْت مَعَهُ في حَرْبٍ أو حصومةِ.

  قال واسْتَوْقَفْتُه: سَأَلْتُه الوُقُوفَ يُقال: إنَّ امْرَأَ القَيْسِ أَولُ من اسْتَوْقَفَ الرَّكْبَ على رَسْمِ الدّارِ بقَوْلِه:

  «قِفا نَفْكِ ...»

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الوُقْفُ، والوُقُوفُ بضَمِّهِما: جَمْعُ واقِفٍ، ومنه قولُ الشّاعِرِ:

  أَحْدَثُ مَوْقِفٍ من أُمِّ سَلْمٍ ... تصَدِّيَها وأَصْحابي وُقُوفُ

  وُقُوفٌ فَوْقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ ... بَراهُنَّ الإِناخَةُ والوَجيفُ

  أرادَ: وُقُوفٌ لإِبِلِهمْ، وهُم فَوْقَها.

  وَالمَوْقِفُ: مصدرٌ بمعنَى الوُقُوفِ.

  وَالواقِفُ: خادِمُ البِيعَةِ.

  وَالمَوْقُوفُ من الحَدِيثِ: خِلافُ المَرْفُوعِ، وهو مجازٌ.

  وَوَقَفَ وَقْفَةً، وله وَقَفاتٌ.

  وَتَوَقَّفَ بمكانِ كَذا.

  وَوَقَفَ على المَعْنَى: أَحاطَ بِهِ، وهو مجازٌ.


(١) كذا بالأصل وهو خطأ وفي التهذيب «يعلّى» وهو الصواب، يقال: يعلّى على الغراء أي يوضع فوقه.

(٢) البيت في ديوان الفرزدق ٢/ ٣٢ برواية: «خلفنا» بدلاً من «حولنا». وهو من قصيدة مطلعها:

عزفت بأعشاش وما كدت تعزف ... وَأنكرت من حدراء ما كنت تعرف

وَالبيت في ديوان جميل ص ٨٥ برواية:

نسير أمام الناس والناس خلفنا

وَبهامشه قال مصححه: هذا البيت سرقه الفرزدق وجعله في ملحمته.