تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هرشف]:

صفحة 538 - الجزء 12

  والهَذْرَفَةُ: السُّرَعَةُ والهَزْرَفَةُ بالزّايِ لُغَةٌ فيه، كما سيَأْتِي.

  [هرف]: هَرَفَ يَهْرِفُ هَرْفاً: أَطْرَأَ في المَدْحِ والثّناءِ على الشَّيْءِ، وجاوَزَ القدْرَ فيهما، وأطْنَبَ في ذلِكَ، حتّى كأَنّه يَهْدِرُ إِعْجابا به.

  وَقال اللَّيْثُ: الهَرْفُ: شِبْهُ الهَذَيانِ من الإِعْجاب بالشَّيْءِ، ومنه الحَدِيثُ: «أنَّ رُفْقَةً جاءَتْ إلى النَّبيِّ ، وهُمْ يَهْرِفُونَ بصاحِبٍ لهم، ويَقُولُونَ: يا رَسُولَ الله ما رَأَيْنا مِثْلَ فُلانٍ، ما سِرْنَا إلّا كانَ في قِراءَةٍ، ولا نَزَلْنا إلّا كانَ في صَلاةٍ».

  قال أَبو عُبَيْد: يَهْرِفُونَ [به]⁣(⁣١) أي: يَمْدَحُونَه، ويُطْنِبُونَ في الثَّناءِ عَلَيهِ.

  أَو مَدَحَ بلا خِبْرَةٍ عن ابنِ الأَعْرابيِّ، يُقالُ: لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِفُ كما في الصِّحاحِ، ويُرْوَى: قَبْلَ أَنْ تَعْرِفَ، أي: لا تَمْدَحْ قبلَ التَّجْرِبَةِ، وهو أَنْ تَذْكُرَه في أَوَّلِ كلامِكَ، ولا يَكُونُ ذلِكَ إلّا في حَمْدٍ وثَناءٍ.

  وأَهْرَفَ الرَّجُلُ: نَمَا مالُه كأَحْرَفَ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وأَهْرَفَت النَّخْلَةُ: عَجَّلَتْ إِتاءَها نَقَلَه الجَوْهَريُّ كهَرَّفَتْ تَهْرِيفاً وهذِه عن أَبي حاتِمٍ في كِتابِ النَّخْلَةِ.

  وهَرَّفُوا إِلَى الصَّلاةِ تَهْرِيفاً: عَجَّلُوا يُقالُ: رَأَيْتُ قوماً يُهَرِّفُونَ في الصَّلاةِ: أي يُعَجِّلُونَ، نَقَلَه أَبو حاتِم، وقال ابنُ فارِسٍ: ما أُرَى هذِه الكَلِمةَ صَحِيحَةً⁣(⁣٢)، أَو هَذِهِ الصَّوابُ أي: هَرَّفَ وأَهْرَفَ غَلَطٌ من الجَوْهَرِيِّ أي: أَنّ أَبا حاتِم اقْتَصَرَ في كِتابِ النَّخْلَةِ عَلَى هَرَّفَت النّخْلَةُ، وسكَتَ عن ذكرِ أَهْرَفَت، كابْنِ دُرَيْدٍ وابنِ عَبّادٍ والأَزْهَريِّ، فيكونُ أَهْرَفَتْ غَلَطاً، هذا مُؤَدَّى كلامِه، وأَنتَ خَبِيرٌ بأَنَّ مثلَ هذَا لا يُعَدُّ وَهَماً ولا غَلَطاً، فإِنَّ الجَوْهريَّ ثِقَةٌ، لا يُدافَعُ فيما جاءَ به، فتَأَمَّلْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  يَهْرِفُ، كيَضْربُ: اسمُ سَبُعٍ، سُمِّي به لكَثْرَةِ صَوْتِه.

  وَالهَرْفُ: الهَدْرُ والهَذَيانُ، عن ابنِ الأَعْرابِيّ.

  وَالهَرْفُ: الأَوَّلُ. [والهَرْفُ]⁣(⁣٣): ابْتِداءُ النَّباتِ، عن ثَعْلَبٍ.

  وَهَرَفَ يَهْرِفُ: تابَعَ صَوْتَه.

  وَهَرَفَتْه الرِّيحُ: اسْتَخَفَّتْه، قال الزَّمَخْشَرِيُّ: ومنه قَوْلُ أَهْلِ بَغْدادَ: الهَرْفُ جَرْفٌ؛ أي: مَنْ جاءَ بالبَواكِيرِ جَرَفَ أَمْوالَ النّاسِ.

  [هرجف]: الهِرْجَفُّ، كقِرْشَبٍّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسانِ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هو الرَّجُلُ الخَوّارُ كما في العُبابِ.

  [هرشف]: الهِرْشَفَّةُ، كإِرْدَبَّةٍ: العَجُوزُ البالِيَةُ الكَبِيرةُ، كالهِرْشَبَّةِ، ونقله الجَوْهَرِي عن أَبِي عُبَيْدٍ، عن بَعْضِهم، كما سيَأْتِي.

  والهِرْشَفَّةُ أَيضا: قِطْعَةُ خِرْقَةٍ أَو كساءٍ يُنْشَّفُ بها ماءُ المَطَرِ منِ الأَرْضِ ثُمّ تُعْصَرُ في الجُفِّ بالجِيم، هكَذا في النُّسَخِ، ومثلُه في الصِّحاحِ، وفي الأَصْلِ المَقْرُوءِ على المُصَنِّفِ: الخُفّ بخاءٍ مُعْجَمَة بالقلمِ، وذلك لِقِلَّةِ الماءِ وَفي الصِّحاح: في قِلِّةِ الماءِ، وفي بَعْضِ النُّسَخِ: يُنْتَشَفُ⁣(⁣٤) بها ماءُ المَطَرِ، ثم تُعْتَصَرُ، وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ:

  طُوبَى لِمَنْ كانَتْ له هِرْشَفَّهْ ... ونَشْفَةٌ يَمْلأَ منها كَفَّهْ

  وَقال آخرُ:

  كُلُّ عَجُوزٍ رَأْسُها كالكُفَّهْ ... تَحْمِلُ جُفًّا⁣(⁣٥) مَعَها هِرْشَفَّهْ

  قال أَبو عُبَيْدٍ: وبعضُهم يقولُ: الهِرْشَفَّةُ: مِنْ نَعْتِ العَجُوزِ، وهي الكَبِيرَةُ.

  وصُوفَةُ الدَّواةِ إذا يَبِسَتْ: هِرْشَفَّةٌ.

  وقد هَرْشَفَتْ واهْرَشَّفَتْ نَقَلَه اللّيْثُ.

  وقال أَبُو خَيْرَةَ: تَهَرْشَفَ: إذا تَحَسَّى قَلِيلاً قَلِيلاً


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) في المقاييس: ما أرى هذه الكلمة عربية.

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وفي بعض النسخ ينتشق الخ عبارة اللسان: هي صوفة أو خرقة يُنشف بها الماء، وفي نسخة: ماء المطر من الأرض، ثم تعصر في الإناء الخ».

(٥) في اللسان برواية: تسعى بجفٍّ.