تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هفف]:

صفحة 541 - الجزء 12

  يَظَلُّ يَحُفُّهُنَّ بقَفْقَفَيْهِ ... وَيَلْحَفُهُنَّ هَفَّافاً ثَخِينَا⁣(⁣١)

  أي، يُلْبِسُهُنَّ جَناحاً، وجَعَله ثَخِينًا لتَراكُب الرِّيشِ عليه.

  والهَفّافُ من القُمُصِ: الرَّقِيقُ الشَّفّافُ كما في الصِّحاح، وقال غيرُه: ثَوْبٌ هَفّافٌ يَخِفُّ مع الرِّيح كالهَفْهافِ فِيهما يُقال: قَمِيصٌ هَفْهافٌ، ورِيشٌ هَفْهافٌ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وقال ذُو الرُّمَّةِ:

  وَأَبْيَضَ هَفّافِ القَمِيصِ أَخَذْتُه ... فجِئْتُ بِهِ للقَوْمِ مُغْتَصِباً قَسْرَا⁣(⁣٢)

  أَراد بالأَبْيَضِ قَلْباً عَلَيه شَحْمٌ أَبيضُ وقَمِيصُ القَلْبِ: غِشاؤُه من الشَّحْم، وجَعَلَه هَفّافاً لرِقَّتِه، ويُرْوَى بيتُ ابنِ أَحْمَر: «ويُلْحِفُهُنّ هَفْهافاً».

  وَالهَفْهافانِ: الجَناحانِ، لخِفَّتِهما.

  والهَفّافُ: البَرّاقُ نقله الجوهَريُّ.

  وريحٌ هَفّافَةٌ: طَيِّبَةٌ ساكِنَةٌ نقَلَه الجوهرِيُّ، وقالَ غيرُه: سَرِيعَةُ المُرُورِ في هُبُوبها.

  والهَفِيفِ، كأَمِيرٍ: سُرْعَةُ السَّيْرِ وقد هَفَّ هَفِيفاً: أَسْرَعَ في السَّيْرِ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  إرذا ما نَعَسْنَا نَعْسَةً قُلْتُ غَنِّنَا ... بخَرْقاءَ وارْفَعْ مِنْ هَفِيفِ الرَّواحِلِ

  والهَفْهافُ: الضّامِرُ البَطْنِ نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ.

  وأَيْضاً: العَطْشانُ. واليَهْفُوفُ: الجَبانُ، كاليَأْفُوفِ.

  أَو الحَدِيدُ القَلْبِ عن ابن سِيدَه، زادَ غيرُه: من الرِّجالِ.

  وهو أَيضاً: الأَحْمَقُ عن الفَرّاءِ، لخِفَّتِه.

  واليَهْفُوف: القَفْرُ من الأَرْضِ.

  ويُقالُ: جاريَةٌ مُهَفَّفَةٌ ومُهَفّهَفَةٌ الأُولَى عن يَعْقُوبَ؛ أي: هَيْفاءُ ضامِرَةُ البَطْن⁣(⁣٣)، دَقِيقَةُ الخَصْر قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيْرُ مُفاضَةٍ ... تَرائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ

  وقال ابنُ الأَعْرابيِّ: هَفْهَفَ الرَّجُلُ: مُشِقَ بَدَنُه، فصارَ كأَنَّهُ غُصْنٌ يَمِيدُ مَلاحةً، فهو مُهَفْهَفٌ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الاهْتِفافُ: بَريقُ السّراب⁣(⁣٤). و: الدَّوِيُّ في المَسامِع. وهِفّانُ بالفتح ويُكْسَر: من أَسْمائِهم.

  ويُقالُ: جاءَ عَلَى هَفَانِه: أي على إِثْرِهِ وفي اللِّسانِ: أي وَقْتِه وحِينِه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  هَفَّتْ هافَّةٌ من النّاسِ: أي طَرَأَتْ عَنْ جَدْبٍ.

  وَريحٌ هَفْهافَةٌ، كهَفّافَةٍ، ولها هَفَّةٌ وهَفْهَفَةٌ، وهَفائِفُ. وَرَجُلٌ هَفّافُ القَمِيصِ: إذا نُعِتَ بالخِفَّةِ، وهو مجاز.

  وَهَفَّهُ: حَرَّكَه ودَفَعَه. وَظِلٌّ هَفْهَفٌ: بارِدٌ تَهِفُّ فيه الرِّيحُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:

  أَبْطَحَ حَيّاشاً وظِلًّا هَفْهَفَا

  وَغُرْفَةٌ هَفّافَةٌ، وهَفْهافَةٌ: مُظِلَّةٌ.

  وَرَجُلٌ هَفْهافٌ: مُهَفْهَفٌ.

  وَفي حَدِيثِ كَعْبٍ: «كانَت الأَرْضُ هِفًّا على الماءِ» أي: قَلِقَةً لا تَسْتَقِرُّ.

  وَفي النَّوادِر: تَقولُ العَرَبُ: ما أَحْسَنَ هِفَّةَ الوَرَق، أي: رِقَّتَه⁣(⁣٥).

  وَظِلٌّ هَفّافٌ: باردٌ.

  وَسَرابٌ هَفَّافٌ⁣(⁣٦)، وثَغْرٌ هَفّافٌ⁣(⁣٧).


(١) اللسان برواية: «يبيت» بدلاً من «يظل» و «هفهافاً» بدلاً من «هفافا».

(٢) ديوانه ص ١٧٧ برواية: «مغتصباً ضمرا».

(٣) في التهذيب واللسان: الخميصة البطن.

(٤) في التكملة: بريق السحاب.

(٥) في اللسان: ما أحسن هفة الورق ورقّته وهي إبْرِدَتُه.

(٦) يعني إذا برق وشاهده قول ذي الرمة:

في صحن يهماء يهتف السراب بها ... في قرقر بلعاب الشمس مضروج

عن الأساس.

(٧) وشاهده في الأساس قول القطامي