تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هفف]:

صفحة 540 - الجزء 12

  والهُطَيْفُ كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ باليَمَن بجَبَلِ واقِرَةَ كما في المُعْجَم والعُبابِ.

  وَقال النّاشِرِيُّ: قَصْرُ الهُطَيْفِ على رَأْسِ وادِي سِهامٍ لحِمْيَر.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الهَطَفَى، مُحَرَّكَة: اسمٌ، كما في اللِّسانِ.

  [هفف]: هَفَّت الرِّيحُ تَهِفُّ هَفًّا، وهَفِيفاً: إذا هَبَّتْ فسُمِعَ صَوْتُ هُبُوبِها نقله ابنُ دُرَيْدٍ.

  قال: وسَحابَةٌ هِفٌّ، بالكَسْرِ: بلا ماءٍ وهو السَّحابُ الرَّقِيقُ، قال ابنُ بَرِّي: ومنه قولُ أُمَيَّةَ بنِ أَبي عائِذٍ⁣(⁣١):

  شَوَّذَتْ شَمْسُهُم إذا طَلَعَتْ ... بالجُلْبِ هِفًّا كأَنّه كَتَمُ

  شَوَّذَتْ: ارْتَفَعَتْ، أَرادَ أنَّ الشمسَ طَلَعَتْ في قُتْمَةٍ، فكأَنَّما عَمَّمْتها.

  وَفي حديثِ أَبي ذَرٍّ، «والله ما في بَيْتِكَ هِفَّةٌ⁣(⁣٢) ولا سُفَّةٌ» أي: لا مَشْرُوبَ ولا مَأْكُولَ.

  وشُهْدَةٌ هِفٌّ⁣(⁣٣): لا عَسَلَ فِيهَا نَقَلَه الجوهَرِيُّ عن ابن السِّكِّيتِ، ومثلُه لابنِ دُرَيْدٍ، وفي التَّهْذِيبِ: شُهْدَةٌ⁣(⁣٤) وعَسَلٌ هِفٌّ: رَقِيقٌ.

  والهِفُّ أَيْضاً: الزَّرْعُ الّذِي يُؤَخَّرُ حَصادُه فيَنْتَثِر حَبُّهُ كما في الصِّحاح، وقد هَفَّ فهو هَافٌّ.

  والهِفُّ: السَّمَكُ الصِّغارُ وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: الهِفُّ: الهاربِيَّةُ هكذا في سائِر النُّسَخِ، وفي بعضِها الهارِبَةُ، وكُلُّه غَلَطٌ، والصواب «: الْهَازِبَا»⁣(⁣٥) مقصورٌ، وهو نوعٌ من السَّمَكِ، كما هُوَ نَصُّ النّوادِرِ، ومَرَّ للمُصَنِّفِ في الموحَّدَةِ «الهازِبَا، ويُمَدُّ: جِنْسٌ من السَّمَكِ» ويُفْتَح.

  والهِفُّ: الدَّعامِيصُ الكبارُ عن المُبَرِّدِ واحِدَتُه بهاءٍ ومنه الحَدِيثُ: «كانَ بعضُ العُبّادِ يُفْطِرُ كُلَّ لَيْلَةٍ على هِفَّةٍ يَشْويهَا» وقالَ عُمارةُ: يُقال للهِفِّ: الحُسَاسُ، والدُّعْمُوصُ: دُوَيْبَّة تَكُونُ في مسْتَنْقَعِ الماءِ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الهِفُّ: الخَفِيفُ مِنّا وذكَرَه الجوهَرِيُّ وَلم يُقَيِّدْهُ، وقد هَفَّ هَفِيفاً: إذا خَفَّ.

  والهِفُّ: الشُّهْدَةُ الرَّقِيقَةُ الخَفِيفَةُ القَلِيلَةُ العَسَلِ قالَه أَبو حَنِيفَةَ، وتقَدَّمَ عن يَعْقُوبَ: شُهْدَةً هِفٌّ: ليسَ فِيها عَسَلٌ، فوَصَفَ به، وقال ساعِدَةُ:

  لتَكَشَّفَتْ عَنْ ذِي مُتُونٍ نَيِّر ... كالرَّيْطِ لاهِفٌّ، ولا هُوَ مُخْرَبُ⁣(⁣٦)

  مُخْرَب: تُرِكَ لم يُعَسَّلْ فيهِ.

  والهِفُّ أَيضاً: كُلُّ خَفِيفِ لا شَيْءَ في جَوْفِه.

  وزُقاقُ الهَفَّةِ، بالفَتْحِ: ع من البَطِيحَةِ كثيرُ القَصْباءِ فيه مُخْتَرَقٌ للسُّفُنِ نقَلَه اللّيْثُ.

  أَو طَرِيقُ الهَفَّةِ: ع، بالبَصْرَةِ.

  وَفي المُعْجَم: الهَفَّةُ: مدينَةٌ قَدِيمَةٌ كانت في طَرَفِ السَّوادِ، بَناهَا سابُورُ ذُو الأَكْتافِ، وأَسْكَنَها إِياداً، وآثارُ سُورِها لم تَنْدَرِس.

  والهَفّافُ، كشَدّادٍ، من الحُمُرِ: الطَّيّاشُ وفي الحَدِيثِ: «أنَّ الحَسَنَ ذَكَرَ الحَجّاجَ فقَالَ: ما كانَ⁣(⁣٧) إِلا حِمارًا هَفّافاً».

  والهَفّافُ من الظِّلالِ: البارِدُ أو السّاكِنُ الطَّيِّبُ، وهذِه عن الجَوْهَرِيِّ أَو ما لَم يَكُنْ ظَلِيلاً نَقَلَه الصّاغانِيُّ.

  والهَفّافُ من الأَجْنِحَةِ: الخَفِيفُ للطَّيَرانِ قال ابنُ أَحْمَرَ يَصِفُ بَيْضَ النَّعامِ:


الأصنام، كما في الديوان، فضرب خالد بن الوليد عنقه. يقال أنه كان سادنًا لعزى غطفان.

(١) كذا بالأصل، والذي في اللسان: «ومنه قول أمية» والبيت الشاهد لأمية بن أبي الصلت وهو في ديوانه ص ٦٠ باختلاف الرواية. ولم يرد في شعر أمية ابن أبي عائذ في ديوان الهذليين ولا في شرح أشعار الهذليين، لكنه ذكره فيما نسب إليه ونبه محققه إلى نسبته لأمية بن أبي الصلت ٣/ ١٤٢٢.

(٢) ضبطت في اللسان، بالقلم، بالضم، وفسرها بالسحاب لا ماء فيه، وَالسفّة ما ينسج من الخوص كالزبيل.

(٣) في التهذيب: شهدة هفّة.

(٤) في التهذيب: «ويقال: شهدة هفّة ليس فيها عسل» وفي اللسان عنه: شهدة هفّة وعسل هفّ: رقيق.

(٥) ومثله في التهذيب واللسان.

(٦) ديوان الهذليين ١/ ١٧٨ في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي برواية: «فتكشفت».

(٧) في اللسان والنهاية: هل كان.