تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الباء مع القاف

صفحة 35 - الجزء 13

  ومُنْحَدِرٍ من رَأْسِ بَرْقاءَ حَطَّهُ ... مَخافَةَ بَيْنٍ مِن حَبِيبٍ مُزايِلِ⁣(⁣١)

  يَعْنِي دَمْعاً انْحَدَر من العَيْنِ، وفي المُحْكَم: أَرادَ العَيْنَ، لاخْتلاطِها بلَوْنَيْنِ من سَوادٍ وبَياضٍ.

  ورَوْضَةٌ بَرْقاءُ: فيها لَوْنانِ من النَّبْتِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  لَدَى رَوْضَةٍ قَرْحاءَ بَرْقاءَ جادَها ... من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ طَلٌّ وهاضِبُ

  قال ابنُ بَرِّيّ: ويُقال للجَنادِبِ: البُرْقُ، قالَ طَهْمَانُ الكِلابِيُّ:

  قَطَعْتُ وحِرْباءُ الضُّحَى مُتَشَوِّسٌ ... وللبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ

  والبُرْقَةُ، بالضمِّ: قِلَّةُ الدَّسَمِ في الطَّعَامِ.

  والتّبارِيقُ: هي البَرائِقُ من الطَّعامِ.

  ويُقال: ابْرُقُوا الماءَ بزَيْتٍ، أَي: صُبُّوا عليهِ زَيْتاً قَلِيلاً.

  والبُرَقِيُّ، بضمٍّ ففتح: الطُّفَيْلِيُّ، حِجازِيَّةٌ.

  وبُرَيْقٌ، وبارِقٌ، وبُرَيْرِقٌ، وبَرْقانُ، وبَرّاقَةُ: أَسماءٌ.

  والصِّحافُ البارِقِيَّةُ: إِلى بارِقِ الكُوفَةِ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ:

  فما إِن هُما في صَحْفَةٍ بارِقِيَّةٍ ... جَدِيدٍ أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ⁣(⁣٢)

  وتُبارِقُ: اسمُ موضِعٍ، عن أَبِي عَمْرٍو، قالَ عِمْرانُ بنُ حِطّانَ:

  عَفَا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ ... وأَقْفَرَ مِنْها تُسْتَرٌ وتُبارِقُ

  وبُرْقَةُ، بالضمِّ: موضعٌ بالمَدِينة به مالٌ كانت صَدَقاتُ سيِّدِنا رسولِ الله منها، وقِيلَ: إِنّ ذلك من أَموالِ بَنِي النَّضِيرِ، وقد رَواه بعضُهم بالفتح.

  وبُرْقَةُ: موضِعٌ من نواحِي اليمامة. وأَيضاً: موضعٌ كان فيه يومٌ من أَيّامِ العَرَبِ، أُسِرَ فيه شِهابٌ فارِسُ هَبُّودٍ، من بني تَمِيمٍ، أَسَره يَزِيدُ بنُ حُرْثَةَ⁣(⁣٣)، أَو بُرْدٌ اليَشْكُرِيُّ، فمَنَّ عليه، وفي ذلِكَ قالَ شاعِرُهُم:

  وفارِسَ طِرْفِهِ هَبُّود نِلْنا ... ببُرْقَةَ بعدَ عِزٍّ واقْتِدارِ

  وبارِقٌ: جَبَلٌ نَزَلَه سَعْدُ بنُ عَدِيٍّ فلُقِّبَ بهِ في قَوْلِ المُؤَرِّجِ، وقالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: بارِقٌ: ماءٌ بالسَّراةِ، وقال غيرُه: موضِعٌ بتِهامَةَ.

  وبارِقٌ: رُكْنٌ من أَرْكانِ عارِضِ اليَمامَةِ.

  وبارِقٌ: نَهَرٌ ببابِ الجَنَّةِ في حَدِيثِ ابن عَبّاسٍ، ذَكَرَهُ ابنُ⁣(⁣٤) حاتِمٍ في التَّقاسِيمِ والأَنْواعِ في حَدِيثِ الشُّهَداءِ.

  والبَرَقِيُّ، مُحَرَّكَةً: نِسْبَةُ الإِمامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ⁣(⁣٥) بنِ يُوسُفَ الخُوارَزْمِيِّ الحَنَفِيِّ، وهم بيتٌ كبيرٌ في بُخَارى، إِلى البَرَقِ، وهو وَلَدُ الشاةِ، رَوى عنه شَمْسُ الْأَئمَّةِ الأُوزْجَنْدِيّ، وبُرْهانُ الأَئِمَّةِ، وغيرُهما، ويُلَقَّبُ أَيضاً بشَرَفِ الرُّؤَساءِ، ترجَمه الذَّهَبِيُّ في التارِيخ.

  وبُرُوقانُ، بضمتين⁣(⁣٦): قريَةٌ من نواحِي بَلْخَ، منها محمَّدُ بنُ خاقانَ، وغيرُه.

  وأَبارِقُ بَيْنَةَ: موضِعٌ قُربَ الرُّوَيْثَةِ، قال كُثَيِّرٌ:

  أَشاقَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ خافِقُ ... جَرَى من سَناهُ بَيْنَةٌ فالأَبارِقُ

  والأَبْراقاتُ: ماءٌ لبَنِي جَعْفَرِ بنِ كِلابٍ.

  وأَبْرُوقا: قريةٌ جليلةٌ من ناحيةِ الرُّومَقَان من أَعْمالِ الكُوفَة، وفي كتابِ الوُزراء أَنّها كانَتْ تُقَوَّمُ على الرَّشِيدِ بأَلْفِ أَلْفٍ ومائِتَي أَلْفِ دِرْهَم.

  ويُقال: حَدَّثْتُه فأَرْسَل بَرْقاوَيْهِ، أَي: عَيْنَيه لبَرْقِ لونِهِما، وهو مجازٌ، كما في الأَساسِ.


(١) في اللسان برواية: «بمنحدر ... تذكّر بين ...».

(٢) ديوان الهذليين ١/ ٤٣ وقوله «هما» يعني الخمر والعسل. وبارقية نسبة إلى بارق، وقد ذكر ياقوت عدة مواضع باسم «بارق» ولم يذكر في أيّ منها من تنسب إليه الصحاف.

(٣) عن معجم البلدان «برقة» وبالأصل «حرقة».

(٤) في معجم البلدان: أبو حاتم.

(٥) في اللباب: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف.

(٦) قيدها ياقوت بفتح الباء، ضبط قلم.