تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بلهق]:

صفحة 47 - الجزء 13

  فَوَرَدَتْ من أَيْمَنِ البَلِالقِ

  ويُرْوَى: البلائِقِ.

  وبَلِقَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: إِذا تَحَيَّرَ ودَهِشَ.

  وبَلَقَ كنَصَر بُلُوقاً أَي: أَسْرَعَ عن ابنِ عَبّادٍ.

  قالَ: وبَلَقَ السَّيْلُ الأَحْجارَ: إِذا جَحَفَها ونَصُّ المُحيطِ: اجْتَحَفَها.

  وبَلَقَ البابَ: فتَحَهَ كُلَّهُ يَبْلُقُه بَلْقاً، وقِيلَ: مَرَّ زَيْدُ بنُ كُثْوَةَ بقَوْمٍ، فقالُوا: مِنْ أَينَ؟ فقالَ: أَتَيْتُ بنِي فُلانٍ في وَلِيمَةٍ، فبُلِقَ البابُ، فانْدَمَقَ فيه سُرْعانُ النّاسِ، فانْدَمَقْتُ فيه، فدُلِظَ في صَدْرِي، وكانَ دَخَلَ البَصْرَةَ، فصادَفَ قَوْماً يَدْخُلُونَ دار العُرْسِ، فأَرادَ أَنْ يَدْخُلَ.

  أَو: فَتَحَهُ فَتْحاً شَدِيداً، كأَبْلَقَه فانْبَلَقَ نَقلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد لرَجُل من الشُّراةِ⁣(⁣١):

  سَوْداءُ حالِكَةٌ أَلْقَتْ مَراسِيَها ... فالحِصْنُ⁣(⁣٢) مُنْثَلِمٌ والبابُ مُنْبَلِقُ

  وقِيلَ: بَلَقَ البابَ: إِذا أَغْلَقَه قال ابنُ فارِسٍ: هذا هو الصَّحِيحُ عندِي⁣(⁣٣)، فهُو ضِدٌّ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: بَلَق الجارِيَة بَلْقاً: فَتَحَ كُعْبَتَها، أَي: افْتَضَّها وأَزالَ عُذْرَتَها، قال: أَنْشَدَنِي فتىً من الحَيِّ:

  رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهْ ... قَدْ كانَ مَخْتُوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهْ

  وبالِقانُ⁣(⁣٤)، بكسرِ الّلامِ: ة، بمَرْوَ خَرِبَتْ وانْدَرَسَتْ، وبقِيَ النَّهْرُ مُضافاً إِليها، وباؤُها فارِسِيَّةٌ بثلاثِ نُقَطٍ من تَحْت، منها: أَبو الفَتْحِ محمَّدُ بنُ أَبي حَنِيفَةَ النُّعْمان بنِ محمَّدِ بنِ أَبِي عاصِمٍ، المَعْروفُ بابْنِ أَبِي حَنِيفَةَ، من المُتَفَنِّنِين، مات بهراةَ سنة ٥٥٧.

  وبَيْلَقانُ، بفَتْحِها: د، قُرْبَ دَرْبَنْدَ وباب الأَبْوابِ، بَناه بَيْلقانُ بنُ أَرْمِيني بنِ لَنْطَى بنِ يُونانَ، منها: أَبُو المَعالِي عبدُ المَلِكِ بنُ عَبْدِ البَيْلَقانِيُّ، سَمِعَ ببَغْدادَ أَبا جَعْفَر بنَ المُسْلِمَةِ، تُوفِّيَ ببلده سنة ٤٩٨.

  وأَبْلَقَ الفَحْلُ: وَلَدَ وُلْداً بُلْقاً عن الزَّجّاج.

  والتَّبْليقُ: إِصْلاحُ البِئْرِ السَّهْلَة بتَوابِيتَ من ساجٍ.

  وهو من قولهم: رَكِيَّةٌ مُبَلَّقَةٌ كمُعَظَّمَةٍ، أَي: مُصْلَحَةٌ.

  وابْلَقَّ الفَرَسُ ابْلِقاقاً، وابْلاقَّ ابْلِيقَاقاً: صارَ أَبْلَقَ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لا يُعْرَف في فِعْلِه غَيْرُهما، وقد أَشَرْنا إِليه آنِفاً.

  وابْلَنْقَقَ الطَّرِيقُ: وَضَحَ من غَيْرِه نقَلَه الصّاغانِيُّ.

  قالَ: والتَّرْكِيبُ يدُلُّ على الفَتْحِ، وقد يُسْتَبْعَدُ البَلَقُ في الأَلْوانِ، وهو قَرِيبٌ، وذلِك أَنَّ البَهِيمَ مُشْتَقٌّ من البابِ المُبْهَم، وإِذا ابْيَضَّ بعضُه فهو كَالشَّيْءِ يُفْتَحُ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  البَلِقُ، كوَجِلٍ: الّذِي بَرِقَتْ عينُه وحارَتْ.

  ويُقالُ في الشَّتْمِ: حَلْقَى بَلْقَى.

  وابْلَوَلَقَ الدَّابَّةُ ابْلِيلاقاً⁣(⁣٥)، مثل ابْلَقَّ.

  وقال الخلِيلُ: البالُوقَة: لغةٌ في البالُوعَةِ.

  والبُلْقُ، بالضمِّ: اسم موْضعٍ، قال:

  رَعَتْ بمُعَقِّبٍ فالبُلْقِ نَبْتاً ... أَطارَ نَسِيلَها عَنْها فطَارَا

  وبَلَّقَ كِذْبَةً حَرْشاءَ: صَنَعَها وزَوَّقَها، كذا في نَوادِرِ الأَعْرابِ.

  وبَلَقَ ظَهْرَه بالسَّوْطِ: إِذا قَطعَه، كذا في النَّوادِرِ أَيضاً.

  وبُلَاق، كغُرابٍ، والعامَّةُ تقولُ: بُولاق، كطُوبار: مَدِينَةٌ كبيرةٌ على ضَفَّة النِّيلِ، على فَرْسَخٍ منِ مصر.

  [بلهق]: بَلْهَقٌ، كجَعْفَرٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: اسم ع⁣(⁣٦).

  والبِلْهِقُ بالكَسرِ: المَرْأَةُ الحَمْقاءُ الكَثِيرةُ الكَلامِ، وقِيلَ: هي الشَّدِيدةُ الحُمْرَةِ، كالبِهْلِقِ بتَقْدِيمِ الهاءِ على الَّلامِ، كما سَيَأْتِي.


(١) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «من السراة».

(٢) في الصحاح والمقاييس «والحصن».

(٣) عبارة ابن فارس في المقاييس ١/ ٣٠٢ يقال: أَبْلَقَ الباب وبَلَقه، إذا فتحه كله.

(٤) عن القاموس وبالأصل «بلقان» وقيدها ياقوت نصاً بفتح اللام والقاف.

(٥) عن اللسان وبالأصل «ابليقاقاً».

(٦) الجمهرة ٣/ ٣١٤ وقد أهمل فيها ضبطه.